|
في دحض مزاعم جماعة ( ب ك ك ) السورية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 16:07
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
من أخطر مايواجه النخب القيادية المسؤولة في حركات الشعوب الوطنية وثوراتها التحررية الخطأ في تشخيص قضايا الصراع وطبيعته وحدوده ووسائله وأطرافه من نظم وقوى وتيارات سياسية والأهداف الاستراتيجية والمرحلية من النزال سياسيا كان أم بوسائل أخرى والعجز عن تميز الرئيسي من الثانوي والتناحري من خلافه أو القفز الى المجهول بحرق المراحل التي تتوالى بحسب قوانين التطور الاجتماعي والبشري ومحاولة تطبيق معادلات في غير بيئتها المواتية الناضجة . فسوريا مثل سائر بلدان الشرق الأوسط الأوسع مازالت لم تغادر مرحلة التحرر الوطني بسماتها العامة وتحاول انجاز مهامها التاريخية الآن من بوابة التغيير الديموقراطي وثورتها المندلعة منذ عشرين شهرا تهدف الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية وتمس مباشرة مصالح ومستقبل جميع الطبقات الوطنية وغالبية الفئات والمكونات والشرائح والأطياف التي تنشد حياة أفضل واذا كان من حق الغالبية الساحقة كما أسلفنا أن تعتز بثورتها الواعدة وتعتبرها المدافعة عنها والمعبرة عن آمالها فمن واجبها وحقها أيضا أن تساهم في تعزيزها وتأمين مستلزمات انتصارها بالطريقة التي تراها مناسبة وتحت العناوين والشعارات التي ترتئيها فكما نحن الكرد نتظاهر ونحتج ونطالب باسقاط النظام ونرفع علم الثورة بيد وشعارنا القومي بألوانه ( الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض ) باليد الأخرى فان المكونات والفئات والتيارات الأخرى من السوريين من حقها أن تستظل بشعاراتها القومية والدينية والمذهبية والسياسية وألوانها الى جانب مايرمز للثورة وأهدافها فنحن جميعا نعيش في مجتمع تعددي وننشد حياة أفضل كما يراها كل طرف بحسب اجتهاداته وطموحاته . كشفت ثورات الربيع العربي عن المستور والمخفي في واقع الشعوب وأفرزت خلال مرحلة تنامي الانتفاضات الثورية وحتى قبل سقوط الدكتاتوريات والأنظمة المستبدة نوعين من خنادق الاستقطاب متناقضان ومختلفان واحد يتحصن فيه الاسلام السياسي بجماعاته المتعددة وقوتها الأساسية الآيديولوجية حركات الاخوان المسلمين الساعية الى خيار الدولة الدينية على مبدأ – الاسلام هو الحل – وآخر علماني مدني يجمع مختلف التيارات الديموقراطية والليبرالية واليسارية واذا كانت تونس ومصر قد اجتازتا تجربة خاصة بهما تحت ظل " تحالف الأضداد " في اسقاط بعض البنى الفوقية وخاصة موقع الرئاسة والسلطة التنفيذية على وجه الخصوص من دون تحقيق عملية تفكيك سلطة وقاعدة وأعمدة الدولة بصورة جذرية ثم نتجت عن عملية الانتخابات سيطرة الاخوان المسلمين بمشهد ائتلاف هش مع باقي قوى الخندق المواجه فان مسألة الصراع على السلطة لم تحسم بعد نهائيا لافي تجربة البلدين ولا في التجربة الليبية . تجربة الثورة السورية التي لم تحسم بعد مهمةاسقاط النظام وهي مستمرة تحمل في جوهرها الى جانب خصوصياتها نفس القضايا والتحديات التي أفرزتها ثورات الربيع بعناوينها الرئيسية وخاصة الصراع بين العلمانيين والاسلام السياسي ولكن في اطار التحالف الوقتي والتنافسي في الوقت ذاته لحين الانتهاء من عملية اسقاط النظام الذي يشكل الخطر الأكبر على الجميع وبوسع الوطنيين السوريين العلمانيين وبسبب اطالة أمد الثورة أن يعززوا من قناعاتهم ويناقشوا مصيرهم ويختبروا السياسات المطروحة في الساحة بمافي ذلك العمل الاستباقي من أجل التقليل من نفوذ جماعات الاسلام السياسي ضمن الأطر المعارضة السياسية وكذلك في صفوف الثورة والحراك ولكن بالطرق السلمية والديموقراطية لأن على الجميع وفي نهاية المطاف الارتهان لنتائج صندوق الانتخاب وصون السلم الأهلي والوحدة الوطنية . وهكذا نلمس أن جوهر الصراع القائم في سوريا هو بين الشعب من جهة والنظام من الجهة الأخرى وبين الحرية والاستبداد والعدالة والقمع وهي مواجهة تناحرية سيلغي الواحد الآخر أما التناقضات والخلافات الأخرى في أوساط الشعب ذات الطابع الطبقي الاجتماعي والفكري والثقافي والسياسي والناشبة الآن بين أبناء الخندق الواحد المواجه لخندق النظام بمافيها المواجهة مع الاسلام السياسي فهي تعبر عن صراع ذات طبيعة غير تناحرية تحل بوسائل الحوار التنافسي والتعايش السلمي في اطار الاختلاف . هذه الحقيقة التاريخية العلمية الموضوعية تفند بالجملة والتفصيل مايسعى اليه البعض في تزييف الواقع بتبديل عوامل وجوهر وأسس وشكل الصراع الدائر في بلادنا وعلى خطى اعلام النظام المضلل الذي ينفي وجود ثورة وطنية شاملة بآفاق ديموقراطية ويعتبر مايحصل عبارة عن ملاحقة مسلحين ارهابيين تكفيريين خارجين على القانون تنبري جماعات حزب العمال الكردستاني التركي عبر اعلامها في معرض نفيها التورط مع السلطة ضد الثورة الزعم بأن " معاركها المسلحة " مع الثوار في عفرين وكوباني وحلب ورأس العين مع القاعدة والسلفيين والاسلاميين الأردوغانيين تماما كما خطاب سلطة الاستبداد وحتى لو سلمنا مجازا بوجود مجموعة مسلحة موتورة برأس العين وغيرها فهل نسق مسلحو ب ك ك مع القوى الكردية والعربية والمسيحية والتنسيقيات الشبابية وقيادة الجيش الحر لحل الاشكال بالطرق السلمية اذا كانوا حريصين فعلا على وحدة صفوف الثورة وانتصارها ؟ . أضاليل جماعات ب ك ك في ادعاء التقدمية والحرص على مواجهة الاسلاميين والسلفيين والرجعيين لن تنطلي على أحد عندما نعلم تعاونها الكامل مع نظام جمهورية ايران الاسلامية المركز الاقليمي للارهاب والمصدر الوحيد عقيدة وأموالا وتسليحا لحزب الله ولكافة جماعات الاسلام السياسي الشيعي في المنطقة والعالم خاصة حول الملف السوري ووقف نشاطات وعمليات حزبها الكردي الايراني – بزاك – اضافة الى مد الجسور مع حكومة المالكي المذهبية المستفزة لقيادة الاقليم الكردستاني ثم عمل جماعات ب ك ك المشترك على أرض الواقع مع النظام السوري الغارق في أوحال الطائفية حتى أخمص القدمين فهل هذه هي التقدمية ؟ ان مايشاع ويترددفي وسائل الاعلام السورية الرسمية والايرانية واعلام حزب الله وجماعات ب ك ك في محاولة تبديل وجه الصراع الحقيقي على الساحة السورية زورا وتشويه جوهر الثورة السورية جزء من سلسلة الحرب النفسية التي لاتنفصل عن عمليات القتل والدمار التي ينفذها النظام للنيل من الثورة وخنق ارادة السوريين ولن تحصد الحملة هذه سوى الفشل والخسران .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة السورية واشكالية التمثيل والقيادة
-
كيف السبيل لوأد الثورة المضادة
-
قراءة في - الائتلاف - الجديد
-
- رأس العين - و - عين العرب - حقائق وأبعاد
-
تجاوز - المجالس - أو العودة الى الأصول
-
الداخل وقد حسم أمره فماذا عن الآخرين
-
مبادرتنا .. ومبادرتهم
-
في هذه المرة أيضا الامبريالية على حق
-
التأسيس للمرحلة الانتقالية استحقاق شعبي
-
- المجلس السوري - بين امتلاك الشرعية واقتناصها
-
لاسبيل لوقف ارهاب نظام الأسد الا بانتصار الثورة
-
القضية السورية ... واقع وآفاق
-
مواقف غريبة من خارج أسوار الثورة السورية
-
غليون بين اعادة : انتاج القديم و بناء الجديد
-
لك المجد يا مشعل
-
ولكن ماهو البرنامج البديل ؟
-
اشكالية - التنوع - في الثورة السورية
-
الثورة السورية وتحديات الداخل والخارج
-
في - الحيادية - المزعومة ازاء القضية السورية
-
ثورات الربيع ورياح - الخماسين -
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|