|
(تحت موس العلاس )
حامد الحمراني
الحوار المتمدن-العدد: 1135 - 2005 / 3 / 12 - 11:28
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ليس هناك متسع من الوقت للترفيه في الزمن الانتقالي ، وليس هناك مجال للترويح عن النفس في اليوم الممتلىء بالتفخيخ والبطيخ والانقلابات السياسية والتصريحات النارية والعبوات الناسفة والنقص الحاد بمادة السكر لمحبوبة الملايين ( الحصة التموينية ) اطال الله في عمرها وصانها من النواقص وزاد من فقراتها البروتينية والعراقيون اجلوا مباهجهم وافراحهم ويعولون على الدستور الدائم فهو الذي يؤمن حقوقهم المدنية بما فيها سيادة القانون واحترام حقوق الانسان وبضمنها الضحك السلمي والاسترخاء الوطني بدون التاثير على رئات الاخرين وتجاعيد وجوههم ، فقد قيل ان الضحك يوسع الرئتين والمعدة ويمنع تجاعيد الوجه ويحصن الافراد من السيارات المفخخة.. فقد غادرتنا المسلسلات الكوميدية الهادفة منذ دخول القوات الامريكية الهائلة وجيشها الدرامي ودباباتها التراجيدية بالرغم من المشاهد الساخرة هنا والصارخه هناك والسافرة هنا وهناك ، لكن العراقيون يضحكون بنصف الافواه كما انهم متفاؤلون بنصف القلوب مثلما هم يستلمون (الرواتب بنصف الجيوب .. فان اولاد ( العلاس مخلوش لاولاد الحلال حاكه ) في سبعينات القرن الماضي نتذكر مسلسل تحت موس الحلاق وما اجمله وما احلاه بالرغم من انه كان ابيض واسود (بالالوان) فانه وثيقة للالفة والتالف والحب والابداع الفني الاصيل بعيدا عن الفديو كليب وعصر السرعه والاكتفاء الذاتي بالفيديو تيب وقناة سبعة وتسعة.. اما اليوم وبعد الهجمة الشرسة للستلايت نشاهد مع الاسف مع اطفالنا الابرياء بدلا من ( سبيس تون ) او( ابطال النينجا و ابطال الدجتل ) نشاهد المسلسل العربي المشترك ( تحت موس العلاس )، ولا نعرف متى ينتهي هذا المسلسل الدموي .. يقدمه لنا تلفزيون العراقية كمشاهد حية من اعترافات المجرمين القتلة وهم يقاومون بشراسة المواطنين اصحاب السيارات الفارهة واصحاب المحلات التجارية سريعة الحركة ويناضلون ببسالة منقطعة النظير من اجل تفعيل دخول الدولار الامريكي ووضع سقف زمني لخروج روح المواطن العراقي ......وفرق كبير ايها السادة بين هذين المسلسلين .. فالحلاق: يعتبر قديما طبيب المنطقة ومختارها وصديقها وعنده يجتمع ابناء المحله يتسامرون ويتبادلون شؤونهم الودية ولم يهدده احد بانه خارج عن الدين او المله بحجة ان الخيط الذي ياخذ به الشعر الزائد من الوجه مستورد من الدول الكافره ، ولم يفتي احدا بقتله لسبب بسيط فان النظام السابق كان يؤمن بالتكنوقراط والاختصاص وكان القتل من مهماته الشخصية(قطاع مؤمم) وقد ابلى بلاءا حسنا ... واما العلاس : بتشديد الالف واللام فهي مهنة جديدة على العراقيين اذ العلاس هو الشخص الذي يتوسط بين الضحية(المخطوف ) واهله بعد اختطافه وبين عصابات الخطف الذين يختارهم ، فهو يلعب دور المفاوض لانه هو الذي ينتخب الضحية لمعرفته الدقيقة بما يملك من الاموال ( حرامي البيت ) تحت موس الحلاق ابطاله المرحوم سليم البصري – حجي راضي – والدكتور حمودي الحارثي -عبوسي -وراسم الجميلي -ابو ضوية .. مكشوفي الوجوه والنوايا وسلاحهم التلقائية والحب والمواقف الذكية التي تنتقد الانحرافات باسلوب كوميدي ساخر اما تحت موس العلاس فابطاله عصمان السوداني وانس السوري ومله مهدي النباح والحجي ابو محمود الذباح ومخرجه ابو العلاس السفاح – بالمناسبة ليس له اي قرابة مع عباس ابن فرناس –ومنتج المسلسل العلاس ابن يوسف الثقفي متعدد المواهب والتمويل.. وهم ملثمي الوجوه والقلوب والضمائر وسلاحهم القتل والتخريب والارهاب ، موس حجي راضي الحلاق اضحك العراقيين كثيرا لبساطته والفته وجمعه لاهل المحله وانشودته المشهوره ( كوزي تكوز عليه .......وانا لسه الحنه بيديه ) وموس العلاس ابكى العراقيين وسرق اموالهم وسياراتهم وايتم اطفالهم وخطف اَبائهم وارعب نسائهم وانشودته البغيضة ( لو (ترجعونه .......... لو انكسر الجام ) وموس الحلاق يفخر به كل عراقي وعراقية لانه كان اصيلا وطنيا نقيا نظيفا صافيا كماء دجلة وموس العلاس يشمئز منه كل شريف لم تلوثه المرحلة الانتقالية المؤقتة وصان نفسه من الحواسم ، فالعلاس دخيل على الثقافة العراقية وروحية الانسان العراقي الغيور .. فبينماعلمنا حجي راضي القراءة والكتابة وهو لا يعرف القراءة والكتابة علمنا العلاس ان يكون دليلا للمارقين الخارجين عن القانون اعداء الفضيلة والوطن والحياة مستغلين الظروف الحرجة التي يمر بها عراق الصابرين.... رحل حجي راضي وترك موس حلاقته للناس كمنديل عرس لا يجرح خدا فرحمة الله عليه وعلى امثاله ..وانهزم العلاس ابن العلاس بدولاراته وكبسلته وترك لجماعته امير العلاسين يعلسهم متى ما جاع ...
#حامد_الحمراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين البطيخ والتفخيخ
-
قصيدة نثر - ابن احجيم والانتخابات وحرق الصندوق
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|