أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائرالربيعي - الصديق الوفي وهيمنة المنصب














المزيد.....

الصديق الوفي وهيمنة المنصب


ثائرالربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 09:16
المحور: حقوق الانسان
    


لقد فقد الملك المدلل ابليس عند الباري هيبته ومكانته بسبب تخليه عن صفة الوفاء لله والتي هي منطلق رائع في التعامل مع الاخرين ،فعندما نتحدث عن الوفاء نقصد بذلك التضحية والايثار والسمو فوق الكثير من المسميات وعلى وجه الخصوص الصديق الوفي الذي يقدم النصيحة ويرشد صديقه الى الطريق الصححيح ليس بدافع النفاق وانما ليميط اللثام وينفض الغبار عن الحقيقية ويقف معه في الشدائد واحلك الظروف ،وقد قال الامام علي (جزا الله الشدائد كل خيراً عرفت بها صديقي من عدوي ) فالاخ يفرض علينا من خلال الامتداد الطبيعي واما الصديق فنحن من نختاره من بين زحام ملايين البشر، فهل للوفاء اجراً مقابل ذلك ؟ وهل للتفاني في العمل والحب للاخرين ومشاركتهم افراحهم واحزانهم تسمية معينة غير تلك التي يطلقها ضعاف النفوس بانها حالة التملق للرئيس للوصول الى المبتغى المنشود والتلون كما تتلون الحرباء وتغير جلدها طبقاً لطبيعة الظروف وقسوتها ؟
هل هذا هو الوصف المناسب لمن يحترم العمل وربه كما يوقولون ولايؤخرمعاملات ولايوجل عمل اليوم لغد ويبتكر ويبدع ويستنهض الهمم في نفوس زملائه ولايحتكر لنفسه علماً هو يعلمه لان هدفه الاول والاخيرهو ان يجد في ذلك رضى الله ورضى ضميره كما انه يجد في ذلك هو الصح وعين الصواب ،وتلك كانت احدى محن وآهات الامام علي (ع) عندما فقد جل من حوله لأصدقائه الخلص الاوفياء الذين يقدمون الولاء والطاعة لمرؤسهم لانهم يدركون ان علي مع الحق والحق مع علي ، فقد قضى ابا ذرنحبه بعد نفيه للبرذا لانه كان يذكر دائما باسس العدالة والاستقامة ،وعمار استشهد في صفين وقتلته الفئة الباغية ،والمقداد ابن اسود الكندي ،وسلمان المحمدي ،ويمين علي مالك الاشتر الذي دس له السم مع العسل ،وظل وحده يعاني فراق الاحبة والاصدقاء الذين تركوا بصمات مؤثرة في قلبه طيلة مسيرة حياته فانشد يقول (تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ ،و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ ،وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ و لكن لا يدومُ له وفاءُ ،أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ ) انها محنة كل الشرفاء والاحرار فهم يبحثون دائما عن النصيروالمعين لاكمال مشروعهم الاصلاحي والنهضوي وهذا لايتحقق الامن خلال الرجال الذين يحترمون كلمتهم على اساس الالتزام الخلقي والمبداء ،وليس على اساس المصلحة والمنفعة الشخصية ،فكثيرا مايبحث المسؤول عن الموظف الكفوء والمهني الجاد في عمله صاحب الرؤى والافكاروعندما يجده ويفتح له افاق واسعة لغرض الابداع ،تبداء المؤمرات والشائعات وسهام الانتقاص منه لتسقيطه وابعاده من دائرة المرؤس،وكأن التقرب من المديرهو حكراً على فرد اوجماعة دون اخرى،فالجواهروالقي والنفائس والثمينة لاتقدر بثمن،والصديق هوالمرآة التي تعكس الصدق والامانة،فهولايعوض بأي ثمن وكل غالي ونفيس،الا ان عدوا المناصب والامتيازات التي يجلبها الكرسي غيرت من وجه صديقي الذي تنكر لتلك الايام والليالي التي قضيناه في السراء والضراء ،حتى رقم جواله استبدله باخر،والجواب لضرورات ولدواعي امنية،واصبحت كلمة سوف وسوف ...وسوف هي معياره في الوعيد،في حين كانت سابقا نظراته هي من تحاكي مانريده منه،سيزول المنصب وستنقضي الامتيازات وتذهب مهب الريح ،وسيبقى وفائي اليك حاضراً وصدري واسعاً وداري مشرعة ابوابها ،وادركت جيداً لماذا الحسين احاطت به الذئاب من حدب وصوب لانهم تنصلوا من الوفاء لرسول الله (ص) عندما اوصاهم بالمودة بالقربى ،فلو تذكروا ماقدمه الرسول الاكرم من تضحيات جسيمة وما تحمل من اذى بعد ان كانوا اذلاء تحركهم الشهوات عبيدا لدنياهم ،ونقذهم من فوضى الانحطاط والتخلف وارشدهم لحياة حرة كريمة ،ولو كنت مسؤولا ولى القدرة على صنع القرار لوضعت درساً يدرس في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيه قيم الوفاء والتضحية لشعوب العالم وشرح التجارب والدروس والعبر المستنبطة من صفة الوفاء .



#ثائرالربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائرالربيعي - الصديق الوفي وهيمنة المنصب