أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - قلقُ الأردن الجغرافي السياسي














المزيد.....

قلقُ الأردن الجغرافي السياسي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ككل الدول العربية التي لم تستطع إنتاج طبقة وسطى حرة قائدة لعمليات التحول الديمقراطي، كان الأردن كذلك يعاني مشكلات إضافية.
نشأ الأردنُ لكي يكونَ صمامَ أمان لعدم تضارب الدول المَلكيةِ العربية بعد الحرب العالمية الأولى، لكن موقعه الجغرافي والتحولات الحادة في النصف الثاني من القرن العشرين جعلا وضعه يضطربُ اضطرابا شديدا بخلاف المنشأ المتوقع.
المواقف من الجمهوريات العربية الناشئة كانت ومازالت هي بؤرةُ المشكلات، فنظرا الى عدم تصميم وضعه كمَلكية دستورية ديمقراطية معتمدةٍ على طبقةٍ وسطى قوية، وزيادة تأخره في هذا الاستحقاق التاريخي وكان يمتلك قدرات اقتصادية وثقافية وسياسية كبيرة في عقود سابقة لذلك، فقد أدت اضطراباتُ الجمهورياتِ العربية المختلفة إلى نقل أزماتها داخله.
كان يفترض أن يكون نشوء (الدولة الصهيونية) الفاشية أكبر تحذير له لكي يدرس المستويات الكبيرة من التقدم الغربي السياسي العلمي، وكانت تلك أول الأخطاء الكبيرة من عدم درس الجمهوريات وتغيير البنية الداخلية المختلفة حذرا من مغامراتها.
كان التطورُ الجمهوري العربي عامة مغامراتٍ اجتماعية وسياسية حادة أخرى في بلدان مَلكية سابقة لم تُترك لكي تدعمَ ديمقراطية حديثة متنامية، وهكذا كان غيابُ طبقة وسطى ديمقراطية راسخة في الأردن، والاعتماد على مَلكية تستثمرُ الظروفَ الخارجية بأشكال منفعية للبلد، كما أن الحكمَ الأردني انساق في بعض المحطات الرئيسية مع الاندفاع الجمهوري العربي، وهو لم يقم بترسيخ مؤسساتٍ ديمقراطية تحالفية بين الشعبين الأردني والفلسطيني اللذين هما لحمتا الأردن السكانية، وهذا كله جمد البنيةَ الاجتماعية.
هذا الانسياق هو جزءٌ من الحماسة القومية والخوف من نقد الجمهور العربي السطحي الوعي، فكان هذا سببا في ضياع الضفة الغربية، وحدوث نكسة اقتصادية اجتماعية وسلسلة طويلة من المشكلات للأردن الذي صار ضفة واحدة.
تغير الواقع الاقتصادي السكاني للأردن بعد الحرب، فتلك الإمكانيات الزراعية الكبيرة التي تتيحها الضفةُ الغربية غدتْ من نصيب الدولة الصهيونية، فتكرس الأردن في المواد المعدنية.
«يعتمد اقتصاد المملكة بشكل رئيسي على قطاع الخدمات، التجارة، السياحة، وعلى بعض الصناعات الاستخراجية كالأسمدة والأدوية، فالأردن يمتلك موارد طبيعية. توجد مناجم فوسفات في جنوب المملكة، جاعلة من الأردن ثالث أكبر مصدر لهذا المعدن في العالم. البوتاس، الأملاح، الغاز الطبيعي والحجر الكلسي هي أهم المعادن الأخرى المستخرجة»، موسوعة ويكبيديا.
تكوين البنية الاجتماعية خلال هذه العقود ظل تقليديا ولم تقم صناعاتُ المواد الخام ولا السياحة والخدمات المالية بتغيير الطابع الحِرفي لقوى الإنتاج، وهو ما يؤدي على مستوى علاقات الإنتاج إلى دولة متضخمة العدد ومهيمنة على القوى السكانية، بأشكال بيروقراطية شمولية تستنزفُ الموارد العامة ولا تعود لقوى الإنتاج البشرية والمادية لتحويلها الى مستوى إنتاجي متقدم، فيما يبقى الوعي الجماهيري خاصة الديني سطحيا.
ولهذا فإن غلبةَ السكان المهمّشين اقتصاديا الذين يعملون في القطاعات التقليدية وبقاء الجماعات القبلية والفئات الوسطى الصغيرة ذات الأعمال المحدودة كلها تعبر عن عدم قدرة الفوائض المالية على تحويل المجتمع للتحديث الصناعي الديمقراطي.
وزاد من بقاء هذا الوضع الركود السياسي وهيمنة الجوانب التقليدية في الحياة الاجتماعية حتى حاولت الدولة في العقود الأخيرة التحولَ عنها لنمط الحداثة لكنها المعتمدة على اقتصاد الخدمات والتقنيات والسياحة وأموال المغتربين ومحدودية عمل النساء.
وقد مثّلت أزمةُ الطاقة الأخيرة عينة لتوسيع المشكلات الداخلية وتوجيه العامة نحو المعارضة الواسعة للنظام وسط ظروف عاصفة في المنطقة، في حين كان القيام بإجراءات ضريبية على الدخول الكبيرة أو عدم دعم المؤسسات والشركات الخاصة الخاسرة أفضل من زيادة رسوم على مادة مهمة شعبيا، لكن هذا كان يتطلب تحالفا بين الطبقات المنتجة وجعل الطبقة الوسطى في مقدمة المسرح السياسي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصلُ المأزومُ والنسخُ الفاشلة
- تطور التحديث في السعودية (3-3)
- تطورُ التحديثِ في السعودية (2)
- تطورُ التحديثِ في السعودية
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)
- وعي مقطوع الصلة بالجذور (2)
- وعيٌ مقطوعُ الصلةِ بالجذور(1)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي (2-2)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي(1-2)
- الفقراءُ والفاشية الإيرانية
- تفكيكُ شعبِنا والأمة
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)
- وعي اليسار في فرنسا(1-2)
- الوعي الفكري والسياسة في أمريكا
- مرحلة الانسلاخ من الفاشيات
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين


المزيد.....




- مرشحة لعضوية مجلس الشيوخ: الأمريكيون قلقون من استمرار إمداد ...
- السيارة -الخنفساء- تواصل رحلة حياتها في المكسيك حيث تحظى بشع ...
- بحرٌ من التهديدات: حزب الله يشتبه في مساعدة قبرص لإسرائيل
- طائرة أميركية مسيّرة وجهت الصواريخ التي أُطلقت من أوكرانيا إ ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.06.2024/ ...
- خطوات بسيطة أثناء التسوّق -تمنع- زيادة الوزن
- أطعمة ومشروبات ينصح مضيفو الطيران بتجنبها خلال الرحلات الجوي ...
- روسيا.. نشر كاتالوج فريد من نوعه لخنافس جبال الأورال وسيبيري ...
- ناسا تستعد لاستقبال -مسافر إضافي- داخل أنابيب عينات صخور الم ...
- -حماس-: الإفراج عن المواطنين الروسيين أولوية بالنسبة لنا في ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - قلقُ الأردن الجغرافي السياسي