حيان الخياط
(Hain Mohammed Ali Alkaiat)
الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 08:36
المحور:
المجتمع المدني
افتتح في 21/11/2012 المؤتمر التأسيسي لـ "هيأة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق" في السليمانية. وبعد عرض فيديوي جميل وعزف على آلة الفلوت، بدأ المؤتمر من خلال عدة خطابات وكلمات لشخصيات معروفة، وهذا ما يحدث عادة في اغلب المؤتمرات يضاف الى ذلك ان برنامج المؤتمر احتوى على عدة محاضرات تثقيفية تتعلق بالأديان وسبل التعايش فيما بينها. لكن المشكلة الظاهرة للعيان والتي قد ينتقدها البعض هي عدم وجود رجال دين كثر، علاوة على عدم وجود رجال دين من بعض الاديان المنتشرة في العراق وعلى وجه الخصوص في اقليم كوردستان، الذي عقد المؤتمر فيه.
الحضور في الاعم الاغلب يتكون من مثقفين لادينيين، بالاضافة الى وجود كتّاب ساهموا في نقد التراث الديني مثل د. رشيد الخيون، السيد أحمد القبانجي، عبد المنعم الاعسم وغيرهم الكثير.
قد يبدو للوهلة الاولى ان مثل هكذا مؤتمر لن يؤثر او لن يصل الى النتائج التي يريدها منظموه، فعدم وجود رجال دين او شخصيات دينية معروفة يشي بكون المؤتمر ذا صبغة علمانية والغرض منه هو الدفاع عن اتباع الاديان بدون تفرقة، وخصوصاً الاديان التي تتعرض لاضطهاد سافر بسبب قلة عدد اتباعها. لكن ان وسعنا من افق تفكيرنا ونظرنا الى هذه القضية من وجهة نظر اكثر عمقاً سنلاحظ ان وجود رجال الدين والمتدينين بشكل عام سيؤدي الى تعكير جو التلاحم والتقارب بين الاديان.
ذلك ان كل المتدينين وبالطبع رجال دينهم يرون انهم الحق المطلق وغيرهم هو الباطل او الضال عن الحق. وبسبب هذه النظرة بالتحديد لا يمكن قيام حوار بين اتباع الاديان بشكل جاد ونافع. فمهما تنازل رجل الدين سيبقى مؤمناً بصحة دينه وخطأ الاديان الاخرى، اما رفع راية الحوار فهو اشبه بالدجل والنفاق الحضاري. ولهذا نرى ان اصدق من يدافع عن اتباع الاديان هم العلمانيون. فهم يضعون الاديان جميعها في مرتبة واحدة ولا يقبلون الاساءة الى اي دين كان وبأي شكل من الاشكال حتى يصح ان نقول: "ان العلماني مؤمن بجميع الاديان من اولها حتى اخرها بدون اية تفرقة بينها."
#حيان_الخياط (هاشتاغ)
Hain_Mohammed_Ali_Alkaiat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟