أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد صلاح فهمي - البرت شفايتزر او كيف تكون انسان















المزيد.....

البرت شفايتزر او كيف تكون انسان


احمد صلاح فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 02:26
المحور: سيرة ذاتية
    


يقول المفكر الكبير سلامه موسي في كتابه الرائع ( هؤلاء علموني ) عن الشخصيات التي علمته وكانت لها تأثير في تفكيره …..

"المؤلف الذي نحبه ليس فقط صديقاً نأتنس بأرائه ونستفيد بأفكاره . اذ هو اكثر من ذلك ، هو بهذه الاراء والافكار ، يتسلل الي قلوبنا وعقولنا فيؤثر في شخصيتنا أو يغيرها وهو، بهذه المثابه، عامل نفسي فسيولوجي له دوره حيويه في وجودنا .


وهذا بالفعل ما حدث لي عندما استمعت الي تلك الافكار والاراء من الفيلسوف والطبيب "البرت شفايتزر" دعوني ان اذكر بعض منها :

" يجب ان نحترم الحياه .. واذا احترم الانسان فكره الحياه .. فلن يُقدم – بدون تفكير هكذا – علي تدمير حياه أي كائن اخر ، سواء أكان انساناً أم حيواناً ام حشره ام زهره ام حتي ورقه صغيره من أوراق الشجر "

"اراده الحياه هي اساس قيام الحضاره ، وان العالم لأسف يغرق مثل قارب صغير في نهر كبير ، ولا يمكن لانسان ان يعيش من اجل تحطيم الانسان .. فلحياه حلوه مقدسه ولابد لانسان ان يحياها ويحافظ عليها من خلال احترامه ومحافظته لحياه الاخرين سواء كانو بشراً ام نباتاً ام حيواناً لابد لأنسان ان يحترم كل المخلوقات الموجوده في العالم وفي هذا احترام لنفسه ووجوده "

" أي نظريه في القانون يجب أن تنبثق من احترام الحياه وعلينا ان نعيد تقرير حقوق الانسان التي لايجوز اهدارها علي نفس هذا المبدأ المهم "

"غايه الحياه الانسانيه خدمه الاخرين والتعاطف معهم والرغبه في مساعدتهم "

" الحب عطاء .. عطاء بلا حدود .. عطاء لا ينتظر الثمن "

" الحب فناء المحب في ذات المحبوب "


واستهوتني كثيراً تلك الافكار و وجدها تُحلق في عقلي وتدخل كنسمه الهواء المُنعش في قلبي ، ولكوني فضولي بعض الشي ، احب ان اكون مُولم بمحيط أي فكره ، واجد نفسي جراء ذلك امام مجموعه من الاسئله المعتاد عليها دائماً تحوم في عقلي وتجعلني اتسائل ؟

من قالها ؟ وكيف تكون شخصيه قائل هذه الفكره ؟ وكيف عاش حياته ؟ وهل له افكار اخري ؟ وان كان ذلك فما هي ؟ وهل هو صادق فعلاً فيما يقول ؟

واظل ابحث حتي أعثر علي اجاباتي لتلك الاسئله ، و أصدقه و اؤمن بما قال .وكانت نتيجه بحثي ، اني وقعت في حب شديد لهذا الرجل ، فوقع عقلي أسير بين قضبان افكاره التي تشبه في فائدتها خيوط العنكبوت الناعمه التي تصاد منها غذائها وكل ما يطيب لها بل اصبحت افكاره منطق تفكير بنسبه لي، واصبحت شرايين جسدي مجري لدمائي ومجري لافكاره معاً ، تسير معي اينما ذهبت وأبيتُ ، فمن كان غايته كغايه الاراء التي نقلتها عن "البرت شفايتزر" فليتبعني فيما رأيته عن حياه هذا الرجل . وان لم يروق له فأستسمحه في ان يأخذ من وقته القليل ليتعرف معي علي هذا الرجل وانا اعده انه سيجد ما يسره ويعجبه ويسير علي هداه ولم يندم علي صرفه لهذا الوقت ......

وقبل ان نبدأ رحلتنا أود ان اقول اني لم اعد المقال كأعداد الباحثيين من الاعتكاف علي مراجع وصحف ومصادر لتقديم صوره كامله عن موضوع بحثهم وانما انا اكتب لأشعال وميض ضوء بسيط علي هذا الرجل معتمد علي البحث الذاتي للقراء لمن يهتم منهم بالبرت شفايتزر من بعدي فانا اكتب علي سجيتي وما اعرفه من مطالعتي المحدوده .
فلنبدأ اذا :

ولد البرت شفايتزر عام 1875 في المانيا لأب كان يعمل راعي في كنيسه وام كان عملها هو تربيه الاولاد ونشأ في بيت سعيد ملي بالبهجه والمرح والسعاده وتعلم البرت من صغره العزف علي الات الموسيقيه من البيانو الي الارغوان "الاله التي لا تخلي أي كنيسه منها " واحترف العزف عليها وكان البرت الصغير متوسط التحصيل الدارسي حتي وهو يعزف وهو صغير كان دائماً شريد الذهن ولكن كان يُعرف بين رفاقه في المدرسه انه طالب يحب المرح والضحكه لا تفارق شفتاه ولهذا اطلق عليه اقرانه لقب "الجنتلمان" ونذكر موقف تعرض له البرت وهو صغير كان بالغ التأثير فيه وهو عندما اختلف البرت مع صديق له اسمه جورج وتفاقم هذا الخلاف فدعاه البرت الي العراك خارج المدرسه وكان لالبرت ما يريد وتعاركه وانتصر عليه البرت وطرحه ارضاً فقال له جورج " انك اقوي مني يا البرت لانك لا تعرف الجوع وتتناول يومياً أطباق من الحساء وما لذ وطاب من الطعام أما انا فقير وهذا سبب ضعفي وهزال صحتي " وعندما سمع البرت مثل تلك الكلمات كانت كالصواعق تنهال علي نفسه تحمل له مشاعر الحزن وتأنيب الضمير لما قام به وظل الموقف يرن في عقله حتي عندما رجع الي البيت رفض تناول الطعام ورفض الجاكيت الجديد الذي احضرته له امه رغم شده البروده وظل يرفض كل ما يميزه عن اصدقائه و خرج بعد ذلك وشاهد رجل علي عربه يجرها حصان هزيل الصحه يضرب الاخير بسياط فزاد هذا المشهد من جرحه النفسي فكانت مثل تلك الاحداث هي البدايه لتكوين "البرت شقايتزر" الانسان وحتي لا نغوص في تفاصيل حياته المليئه بالعبر حتي لا يصاب القاري بلملل سنتجاوز مرحله الصغر وننتقل الي مرحله جديده ، درس البرت بعد ذلك اللاهوت بناء علي رغبه والده ونال الشهاده الجامعيه وانصرف بعد ذلك الي الكتابه والعزف في الكنائس فكتب عن حياه المسيح الذي قبل فيه دعوته الانسانيه والاخلاقيه ورفض فيه الجانب اللاهوتي منها وكتب عن بولس الرسول فيلسوف المسيحيه الاكبر وعن موسيقي باخ وظل في حياته هذه كاتب وواعظ وموسيقي ، الا ان شاهد البرت وهو في سن الثلاثه والثلاثين من عمره وهو جالس في مكتبه مقال في صحيفه عن الظروف الصعبه التي تعيشها وسط افريقيا من انتشار الامراض وقله عدد الاطباء هناك ، ومنذ ان قرء هذا المقال ، اذ صاح داخله صرخه الانسانيه الكامنه في صدره واصر علي ان يكون له دور في ذلك ولكن كيف وهو الاديب والواعظ والعازف وهم يحتاجون الي طبيب يشفي جراحهم وليس واعظ ينصحهم وبالفعل قرر "البرت شفايتزر" ان يدرس الطب وهو في هذا السن وذهب الي فرنسا ليتعلم الطب وكانت الدراسه شاقه وصعبه عليه كثيراً ولكنه اجتهد وكان له ما اراد فتعلم الطب واخذ يعزف ويلقي المحاضرات ليجمع المال حتي يسافر الي وسط افريقيا ويقيم مركز طبي لمساعده المرضي الافارقه هناك وبلفعل سافر الي هناك واقام مشفاه في "الجابون "وهب عليه من كل مكان المرضي وعمل ليل نهار من اجل خدمتهم واحبواه الناس ومثال علي ذلك الحب عندما صدر قرار باعتقال الالمان من قبل الفرنسين في الحرب العالميه تظاهر الافارقه دفاعاً عنه وظلو يلقون الطوب علي الفرنسين وظل يعمل في افريقيا ويذهب الي اوروبا يعزف هناك ويلقي المحاضرات عن وضع افريقيا المزري ويجمع التبرعات لشراء الاجهزه والادوات اللازمه الي المرضي في افريقيا وما ان وقعت الحرب بين المانيا وفرنسا وكان البلد الذي يعمل فيها تابعه لفرنسا ، فصدر قرار باعتقاله هو وزوجته وتم ترحليه الي سجن في فرنسا لينفذ الحكم وكعادته كان البرت داخل السجن يعمل علي راحه المسجونين وعلاجهم وافرج عنه بعد سنه ورجع مره اخري الي افريقيا و وجد ما بناه اصبح خاوياً لايصلح فأعاد بنائه مره اخري وظل يعمل هناك لمده 40 عام حتي توفي في عام 1965 وقبل ان يرحل عنا حصل عام 1952 علي جائزه نوبل لانسانيته العاليه وفي النهايه ما نتعلمه من البرت شفايتزر ان الحياه ليست لها قيمه من دون الحب بين الناس فالكراهيه وهجره الانسان لانسانيته اصابت الحياه بلملل والحروب والصرعات فالبرت شفايتزر مثال لانسان الذي انتصر لاخيه الانسان البرت شفايتزر مثال الحب والانسانيه المخلصه .



#احمد_صلاح_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعاً عن الموت
- حديث بين هذا وذاك
- طالب صعلوك يفكر
- تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط 2
- تهافت الخطاب السائد
- تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط
- دانات احلامي


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد صلاح فهمي - البرت شفايتزر او كيف تكون انسان