أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - تعديل على الاستقلال المقبل














المزيد.....

تعديل على الاستقلال المقبل


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 20:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



المعنى الأول الذي تنطوي عليه فكرة الاستقلال هو التحرر من قوة أجنبية احتلت وطنا واقتطعت جزءا من تاريخه ، وتأمين إدارة ذاتية لشؤون البلاد ، والتخلص من كل سيطرة خارجية أو رعاية أو وصاية أو انتداب.
قامت هذه الفكرة ، في لبنان ، على خطأ فادح في قراءة التاريخ والوقائع المحيطة بمرحلة نشوء الأوطان الحديثة ولم تكن فترة سبعين عاما كافية لوقف تداعياته. ذلك أن تاريخ لبنان الحديث بدأ في العام 1920 ، يوم إعلان لبنان الكبير، أو عام 1926، يوم إعلان الدستور، ولم يكن دور الاحتلال الأجنبي (الانتداب الفرنسي في حالة لبنان) تقطيعا لتاريخ هذا البلد، لأنه لا البلد كان موجودا قبل تلك الفترة ولا كان له قبل ذلك تاريخ . ذلك أن فكرة الوطن ذاتها لم تكن معروفة أو متداولة في العالم ، خارج القارة الأوروبية. ما كان موجودا في العالم العربي آنذاك هو ولايات أو إمارات تابعة للسلطنة العثمانية ، تضيق حدودها أو تتسع تبعا لقوة النفوذ التي يتمتع بها الأمير أو الحاكم أو الوالي المحلي .
ترتب على خطأ الاعتقاد بوجود تاريخ قديم لبلد إسمه لبنان جملة من الأخطاء المتناسلة ، أولها أن اللبنانيين الذين انضووا في الوطن الجديد ، راحوا يكتبون التاريخ كل بمنظاره ، فصار لكل "ولاية" من الولايات التي تشكل منها لبنان تاريخها ، وتنافرت التواريخ بين من ذهب بعيدا في البحث عن البداية ، ورأى في الفينيقيين أول التاريخ، ومن اكتفى بالتوقف عند الفتح العربي ، فنشأ أول تناقض بين العروبة والفينيقية ، ما لبث أن انفجر بين أنصارهما ، وتراكبت على هذا التناقض صراعات طائفية وإقليمية ودولية ، وجدت تربتها الخصبة في تنوع الولايات اللبنانية ، وتجسدت حربا أهلية أولى عام 1958 وثانية لم تزل متواصلة منذ عام 1975
ثانيها أن من يرى التاريخ متواصلا منذ الفينيقيين، بدت العروبة ، في نظره ، كأنها هي التي قطعت هذا التواصل، ومن يراه متواصلا منذ الفتح العربي ، كانت سايكس بيكو هي التي قطعته. وفي الحالتين صار لبنان الوطن بمثابة اعتداء على الصورة المتخيلة للبنان لدى كل من الفريقين . والأخطر من ذلك أن الاختلاف على تاريخ الولايات ، في ظل ضغوط الحركات القومية، أضعف احتمالات تجسد الوحدة الوطنية في دولة وشعب وسيادة، وتأجلت ، بفعل المشاريع المافوق وطنية والمادون وطنية ، فكرة الوطن النهائي، ما جعل لبنان كيانا سائبا تنتهك سيادته قوى سياسية داخلية،اعتمادا على ما سمي سياسة الاستدراج والاستقواء ، وصارت أبواب التدخل مشرعة أمام كل القوى الخارجية ذات المطامع .
ثالثها تحول الاختلاف في وجهات النظر إلى خلافات حادة ، حالت دون كتابة تاريخ موحد للبنان ، وصعبت عملية التنشئة الوطنية وأرجأت الانصهار وجعلت الأجيال الجديدة بعد " الاستقلال " تستسهل اختيار انتماءات أخرى غير الانتماء الوطني ، كالانتماء إلى المشروع الطائفي أو المذهبي أو الاشتراكي أو القومي العربي والإسلامي والمسيحي.
رابع الأخطاء الكارثية التأسيس لأنظمة استبدادية في طول الوطن العربي وعرضه تعتمد التعبئة ضد عدو خارجي هو الاستعمار والرأسمالية والغرب ، وتبرر الشوفينية وكره الآخر قريبا أو غريبا من أجل إحكام القبضة على السلطة . كان من نتائج ذلك رؤية الوجه الاستعماري فحسب من الحضارة الرأسمالية لتبرير الحرب على أنجازاتها ، ولا سيما في ما يتعلق بالديمقراطية والحريات وحقوق الانسان.
إذا كان هذا هو التشخيص ، فما هو الحل ؟
1- جعل الاحتفال بمناسبة الاستقلال الحالية مقتصرا على تكريم الذين نكرمهم في كل عام ، مع تجديد مضمون هذا التكريم بما يليق بتضحياتهم ويمنحها بعدها الحقيقي.
2- استحداث مناسبة وطنية سنوية بديلة عن مناسبة الاستقلال، يتحدد تاريخها بيوم الإعلان عن لبنان الكبير أو الإعلان عن الدستور ، وتسمى العيد الوطني اللبناني أو عيد الدستور .
3- يكتب تاريخ لبنان الموحد منذ هذين التاريخين ، على أن يبقى ما قبلهما تاريخا للولايات التي خضعت للسلطنة العثمانية وقبلها لسلطة المماليك والأمبراطورية العربية أيام الخلافة الإسلامية وصولا إلى الحضارات القديمة .




#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور الحسين والشيعية السياسية
- من هو اليساري؟
- خطب للتهدئة أم للتصعيد
- الإرشاد الرسولي والاستبداد
- فرنجية هو هو ... - لو حكم بلد-
- جنبلاط - الحريري
- من قتل وسام الحسن؟
- خطاب الانتهاكات
- أيهما المقدس ، الدين أم رجال الدين؟
- سرقة الأكثرية
- حالة الويكيلكسيين بالويل
- العونية ظاهرة أم طفرة
- المقاومة والشيوعيون
- الصدر والصدريون
- بشير الجميل والبشيريون
- البيئة الخاطفة
- النسبية ضحية الفريقين والدوافع واحدة
- الدولة والسلاح والسيد
- مشاهد حكومية سوريالية
- أزمة مصيرية ووزير غنّوج


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - تعديل على الاستقلال المقبل