أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي بداي - ليتك ما إستشهدت ياأبا عبد الله














المزيد.....


ليتك ما إستشهدت ياأبا عبد الله


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 17:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كل عام يأتينا الحسين فاغر الجرح يسألنا : هل أفلح إستشهادي في إصلاح أمة جدي ؟ ونخجل أن نقول له لا ياأبا عبد الله ! أن أمة جدك تتقاتل مع بعضها منذ داحس والغبراء ومنذ واقعة البسوس والدماء تسيل والأرامل يتكاثرن والفقر يجتاحنا كالطاعون، لم تتبدل سوى أسماء القبائل .
كل عام يأتينا الحسين ويذكرنا بطفله الرضيع عبد الله الذي نحره وحوش يزيد بن معاوية، ويسألنا عن أطفالنا فنصرخ: بين يتيم وجائع ومتروك ومقهور وعار ومهان ومنكسر ياأبا عبد الله ، كل عام يأتينا الحسين يسألنا إن كنا بعد كل هذه السنين قد ثأرنا من قاتليه فتخنقنا الغصة حين لانجرؤ على القول : أنهم هم من آل اليه الأمر والنهي الآن ياأبا عبد الله ، وقد ثار بعد ثورتك آخرون وآخرون ولكن الدورة كانت تعود كل مرة: هناك من يتقدم الى الموت ببسالة ثم يأتي من يدعي ملكيته لبطولة الأبطال وشجاعة الشجعان وتضحية المضحين فيثري بعد شهادتهم و نزداد نحن كل عام فقراً وإبتعاداً عن العالم ، و نحن نزداد كل عام ذبولاً ونحولاً وذلاً وإستكانة .
كل عام يأتينا الحسين فنستقبله بالدم والنحيب والصراخ والعويل والغبار ويستقبله قاتلوه بالكذب والحيل المتبادلة ودموع التماسيح الكاذبة السائلة من عيون تستظل بعمائم شدت على عجل، فما عسانا نقول والمصاب قد أصابنا جميعاً ؟
ليتك ما إستشهدت ياأبا عبد الله ، لأن دمك المسال ودم بنيك قد تحول الى رأسمال بيد من لايشبهك بشئ والمشكلة كل المشكلة أننا جميعاً نعرف ذلك ولكننا لم نصل بعد الى مستوى شجاعتك فنخرج اليهم شاهرين سيوفنا، فلقد أخذوا شهادات الدكتوراه المزيفة الفارغة من أي معنى بإسمك ياحسين ، ثم نصبوا أنفسهم رؤساء ونواب ومحافظين ينهلون من مال الناس بإسمك ياحسين،وسرقوا النفط وأستولوا على الأملاك بإسمك ياحسين و إختلقوا المناصب وأسسوا الأحزاب بدعاوى الدفاع عن قضيتك ياحسين، وحتى التراب تراب كربلاء باعه التجًار أحفاد قاتليك معبئاً بأكياس على المساكين والجهله والتائهين في بيداء الفقر والعوز بإسمك ياحسين ، التراب ياأبا عبد الله أتصدق؟ لقد قالوا لهؤلاء أن تراب كربلاء مقدس لأنك وطأته فعلبوه وباعوه، تاجروا بشهادتك وشهادة بنيك حتى وصلوا لآثار أقدامك فماتراهم يوم غد وبعد غد سيفعلون؟ لقد زادوا في مخازينا، وفضحونا أمام الكرة الأرضية كلها حين نقلت الشاشات قاماتنا المفلوقة ودماءنا السائلة وظهور صبيتنا المفقعة من ضرب الحديد وكأنك ثرت وتحملت وصبرت وتحديت وقاتلت وإستبسلت من أجل إذلالنا لا عزتنا ومن أجل أن نكون إضحوكة لا مفخرة . كل أمم الأرض يستشهد قديسوها لتفرح هي أما إستشهادك أنت فقد حولوه الى سبب في كآبتنا وخذلاننا وبكائنا وسواد أيامنا.
قاتلك الله يامن قتلت الحسين، لقد قتلته وقتلتنا جميعاً معه.



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجتنا لحزب وطني يساري ، سرّي، ويُخيف!
- إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا
- مزعجون أينما حللنا
- أنا وصدام والكويت
- شعب نائم يستحق هذه العمائم
- جائزة التحرر من الإتفاقات لنوري المالكي
- مابعد المزعطة
- خفايا حصول الشهرستاني على -جائزة التحرر من الخوف-
- رؤية شخصية لماضي وحاضر الحزب الشيوعي العراقي
- العلاقة بين السيدة -سيبيلا ديككر- و-نوري المالكي -
- حيرة العراقيين بين القمة والقمامة
- 69 عام ..عمر الدكتاتور القاتل
- يالها من مزعطة!
- ياصاحب أشرف العمائم
- حوار حول الاقليات
- صديقتنا أمريكا
- سياسة اللجوء الأوربية.. أسئلة حائرة
- أخلاق اليساريين - بمناسبة محاولات بعث الروح في الصدام اليسا ...
- مأزق الديموقراطية العراقية و الثورات العربية
- هل جن دولته؟


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي بداي - ليتك ما إستشهدت ياأبا عبد الله