|
نحو تحالف للقوى الديمقراطية في العراق مرة اخرى
جواد الديوان
الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحاول التيار الديمقراطي (تحالف احزاب وشخصيات ديمقراطية) تعزيز الديمقراطية في العراق، والمشاركة في بناء عراق متطور متقدم. ويواجه التيار الديمقراطي في الانتخابات القادمة الكتل السياسية في البرلمان بكل ثقلها المادي والمعنوي!. وكثيرا ما تتشابه برامج الاحزاب والكتل السياسية في العراق، رغم التمييز في التوجه للكتل السياسية. وتبرز مشكلة الخدمات (الماء والكهرباء والسكن والصحة والتعليم وغيرها) ومحاربة الفساد وتوفير فرص عمل للشباب (معالجة البطالة)، وهي مشتركات بين برنامج التيار الديمقراطي والاحزاب الاخرى وكل من تبنى مشروع وطني للعراق. وهذا التشابه يؤثر على العراقي واختياراته في الانتخابات، وممكن ان ينحاز لجانب ما يتخلص فيه من توتر ينجم عن اختيارات تبعده مثلا عن ورعه او عباداته. وهذه تجربة عاشها العراقيون في الانتخابات السابقة في ظل ظروف معقدة جدا مع ارهاب بمختلف الاشكال. تتخذ الاحزاب الحاكمة خطوات في محاربة الفساد او مكافحته ومنها حكم قضائي بحق فلاح السوداني وزير التجارة السابق، رغم ان الحكم حبر على ورق فقط حيث يسكن السوداني خارج العراق متمتع بجنسية اخرى. كذلك اوامر القاء القبض على عدد من المسؤولين من مدراء عامين ونواب وغيرهم. ويحسب العراقي هذه خطوة اولية في مكافحة الفساد ونية للتخلص منه نهائيا، ولن يسال لماذا القوم خارج اسوار السجن او خارج العراق، فالمهم ان النية موجودة لمكافحة الفساد. ويتندر الجميع على قضية فرج الحيدري باعتبارها قضية فساد مالي!. ومن المؤكد ان الناخب لن يتسائل عن السبب في تشريع قانون للبنى التحتية بالاجل (الاستدانة) في حين ان رواتب النواب والوزراء تقضم الميزانية. كما لن يستغرب ما تناقلته وسائل الاعلام عن سلفة للنواب لشراء قرطاسية مؤخرا. يحلم المواطن العراقي بوظيفة في دوائر الدولة ولن يفكر في فرصة عمل في القطاع الخاص على سبيل المثال. والوظائف لدى الاحزاب المتنفذة وكذلك المناصب والترقيات. وبذلك ينحاز للاقوى ومن يوفر وظائف (ولن يجد غضاضة في البطالة المقنعة) والقليل فقط من يفكر بالاصلاح الاقتصادي وعندها يرشح فرسانه، فهو لا يتابع افكارهم. تنشطر العشائر ويتكاثر شيوخ العشائر وتتوسع ممارساتهم في تاكيد حضور شباب ورجال عشائرهم في المناسبات (افراح او احزان) وتقديم العرضات (استعراض يتمثل بالاهازيج للفخر والمدح بالعشيرة مع رقصات عنيفة وهرولة مسافات) مما يعطي للمشارك بها شعور بالانتماء والقوة والعزة والكرامة وحسب المفهوم العام الشائع. والفصول العشائرية جزء من الممارسات حيث حل النزاعات بعيدا عن القانون والمحاكم، وربما تشبه التحكيم في الدول الغربية، الا انها تزايدت في الفترة الاخيرة واصبحت لامور تافهة ويمارسها حتى اساتذة بالجامعات (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=291897 ). وتوفر هذه الممارسات حماية خاصة واضافية لابناء العشيرة من خلال تعزيز المكانة الاجتماعية واستخدام القوة وفرض طاعة احكام الفصول العشائرية وغيرها. وتضخم دور العشيرة مؤخرا من خلال مساهمتها في مجالس الاسناد لمحاربة الارهاب. المشتركات في البرامج الانتخابية لن تكون في مصلحة التيار الديمقراطي او القوى الديمقراطية. وستبقى اشكالية الحريات الشخصية ومنها ارتياد النوادي الاجتماعية والثقافية والعلاقات الاجتماعية وفرض الحجاب في المدارس على مختلف مستوياتها، وطرح مسميات لملابس الطالبات والموظفات مثل الزي المحتشم دون تعريف واضح له! والفصل بين الجنسين في المدارس والجامعات! ستبقى مواضيع ساخنة تعالجها اقلام البعض في الصحف والبرامج الحوارية في الفضائيات. وربما لن يتضمنها منهاج او برنامج احزاب لخوض الانتخابات. وقد تثير اشكاليات عديدة وتاريخ العراق الحديث والمعاصر يقدم امثلة على ذلك. وربما يطرح هذه الاشكالات البعض تزلفا وتقربا من مراكز القرار السياسي باعتبارها حرصا على التقاليد وارث المجتمع والتعليمات الدينية وغيرها. وقد سبق لهم التزلف والتقرب من الرفاق باساليب خاصة ابان حكم البعث وتغيرت ولائاتهم مؤخرا دون ثقافاتهم، فيعجز المسؤول او المدير استحضار النص المقدس فلا تسعفه ذاكرته للاستشهاد به دليلا على صواب موقفه وقراره، وساقت المواقع الالكترونية امثلة على ذلك. وربما لن يطرح هذه الاشكالات اي حزب او تيار ضمن برنامجه الانتخابي. فلم نتعود بعد الاشارة لتفاصيل دقيقة في الحياة. وتعود العقل العراقي على العموميات، وتعميم الظاهرة ودفع الكثير من العراقيين حياته ثمنا لذلك التعميم. والاحداث التي شهدناها ايام الحرب الاهلية واضحة ولا داع لذكر التفاصيل. لن يلعب الساسة دور المصلحين في المجتمعات ابدا، وهمهم الاصوات وحتى بخطوات خاطئة. يمثل المثقفون ساحة التيار الديمقراطي في العراق حيث استحضار التاريخ الحديث والمعاصر للعراق، وادوار ومكونات احزاب التيار الديمقراطي وشخصياته، ولذلك لن يهضم الكثير منهم ان يحمل حزبين اسما واحدة تميزه كلمة تشير لتسلسل!. وتبرز عندها اسئلة عديدة ستؤثر بلاشك على اختيارات المثقفين. تجاوز العقبات المذكورة قد يبرز في تقديم تحالف واسع للقوى الديمقراطية، وبقدم صورة اخرى لمكونات التيار الديمقراطي، باعتبار ذلك خطوة متقدمة لتجاوز اشكاليات العمل السياسي الكلاسيكي في العراق، وكذلك تجديد في الفكر السياسي في العراق وتجاوز الايدلوجيا الى العمل على الاهداف المرحلية لتقدم العراق. ويتذكر العراقيون الفشل عند تبني اهداف بعيدة المدى خيالية الا انها تثير الحماس. وفقد العراق فيها الكثير من الارواح والاموال. وربما يتغلب تحالف طيف واسع من القوى الديمقراطية على هذه الاشكاليات ويقدم املا بتجاوز خلافات الايدلوجيا والتاريخ لتكون الخطوة الاولى نحو ديمقراطية في العراق. ان ذلك يعني تجاوز عقبات كثيرة لتقديم برنامج انتخابي واقعي بعيدا عن الشعرات والامال البراقة.
#جواد_الديوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احتفالية اليوم العالمي للفتاة في بغداد
-
حلم تحالف القوى الديمقراطية في العراق
-
نحو تحالف ديمقراطي في العراق
-
الجلبي يكرم الاول في الرياضيات جامعة بغداد
-
الازمة السياسية في العراق
-
مجموعة العمل الوبائي للسيطرة على الادمان واساءة استخدام المو
...
-
بين نائبة ونائب
-
الادمان والاعتماد على الادوية واساءة استخدام المواد
-
لم يؤثر التعليم في سلوكنا
-
ملاحظات حول مشروع النظام الداخلي للتيار الديمقراطي
-
ملاحظات حول الصحة العقلية
-
العقابيل النفسية للتعرض للحروب والارهاب
-
البحث العلمي في التعليم العالي الطبي
-
مرة اخرى ذكريات خاصة بمناسبة 8 شباط الاسود
-
قراءة في رواية عابر سرير
-
الاوضاع الصحية في العراق 1945 – 1958 في اطروحة دكتوراة
-
وزارة الصحة تساهم باعداد الدراسات الطبية العليا
-
الامتحانات في كليات الطب: اوسكي OSCE
-
الحكيم فرحان باقر والطب العراقي المعاصر
-
قراءة في مدن الملح -التيه-
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|