أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .















المزيد.....

2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 00:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك أن المستهدف من تحريض المحرضين باسم الدين هو النظام والدولة . لهذا نجدهم يفترون ويلفقون ومنهم من يتشبث بالعضوية في رابطة علماء المغرب التي حُلّت ولم يعد لها وجود ، كما هو حال السيد إدريس كرم . وهذا بؤس فكري وأخلاقي يعاني منه أيضا الدكتور الريسوني الذي يشن حربا ضد الدولة لأنها حلت الرابطة إياها بعدما تأكد لديها أنها باتت أداة بيد الخارجين عن المذهب المالكي لفرض أنماط تدينهم على المغاربة . لهذا تتوالت خرجات الدكتور الريسوني التي خرجت عن السياق "الدعوي" لتصب في سياق التهييج والفتنة . وكان مقاله المنشور بجريدة مغربية بتاريخ 30/7/ 2012 في حق العلمانيين ، والأوصاف القدحية والتكفيرية التي نعتهم بها، مقدمة لحملة تشهيرية تقود حتما إلى إثارة الفتنة بين المواطنين . فالرجل لم يغير موقفه من هذه الفئة ، كما لم يعدل من قناعته والعقائد المتشددة التي يعتنقها منذ أمد بعيد . ذلك أن الريسوني لم يستوعب طبيعة اللحظة التاريخية التي يعيشها المغرب والتي يؤطرها دستور 2011 الذي صوتت لصالحه حركة التوحيد والإصلاح التي هو عضو مكتبها التنفيذي . فهو حين يفتي بالكفر ويحرض على الفتنة ، لا يخرج عن أحد الاحتمالين :
الأول : أن الريسوني لا زال يعيش أجواء الصراع حول مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية والبيان الذي أصدره في موضوع إخراج أصحاب المشروع من دائرة الإيمان واتهامهم بالعمالة للصهيونية والتآمر على دين الإسلام ووحدة الأمة/الشعب . ولم يغير موقفه منذ تلك اللحظة التي تحالف فيها مع وزير الأوقاف والشئون الإسلامية السابق ، المدغري ، ضد التيار الحداثي/الديمقراطي .
الثاني : أن الريسوني يعتقد أن وجود حزب العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة يوفر له كل الحماية من أي متابعة قضائية على خلفية تهجمه أو تكفيره لخصوم الحزب الذين يتهمهم الحزب نفسه بعرقلة عمل الحكومة والتشويش عليها بإثارة معارك حول الحريات الفردية . والريسوني ، في هذه الحالة ، يتكامل الأدوار ويتبادلها مع الحزب الذي ــ بحكم المسئولية الحكومية ــ لا يستطيع إصدار فتاوى ضد خصومه الحداثيين ؛ وهي المهمة التي تولاها الريسوني .
وفي الحالتين معا ، لا يجد الريسوني غضاضة في استعمال سلاح الدين لتصفية حسابات سياسية لم يستطع الحزب حسمها أو تدبيرها بالطرق الديمقراطية . لأجل هذا كتب مشنعا بالتيار الحداثي (إذا كان عندنا شيعة يُقَدَّرون بمئات أو بضعة آلاف على الأكثر، فعندنا أضعاف أضعافهم من الملحدين، فلمَ تهتمون بالمد الشيعي ولا تهتمون بالمد الإلحادي؟! ثم إن الملحدين في بلدي خاصة لهم نفوذ وتغلغل في دواليب الدولة، ولهم سطوة في الإعلام وغيره) . فالريسوني يرى أن الخطر الحقيقي الذي يهدد المغرب ، شعبا ووطنا ، هو خطر الإلحاد ، ومن ثم يشرعن الحرب على "الملحدين" حيثما وجدوا . وهو هنا يحرض عناصر السلفية الجهادية على قتل العلمانيين اينما وُجدوا . أما ما يتعلق بالفساد الذي ينخر اقتصاد المغرب ويهدد الوطن في أمنه واستقراره ومستقبل ابنائه ، فلا يعيره الفقيه الريسوني أية أهمية . لهذا جعل شعاره "الإلحاد مقدم على الفساد" ، فأفتى بشن الحرب على "الإخوان الملحدين" في تناغم مع شعار "عفا الله عما سلف" الذي رفعه بنكيران لصالح المفسدين . فاستقرار المغرب لا يهدده الذين نهبوا الملايير ورموا بملايين المواطنين في الدرك الأسفل من الفقر والعوز ، وإنما التهديد مصدره شباب عشقوا الحرية وتغنوا بها . ولا شك أن الريسوني يهدف بهذا التحريض والتشنيع إلى شرعنة الاستبداد ومصادرة حقوق المواطنة التي يضمنها الدستور والمواثيق الدولية لكل المواطنين بغض النظر عن جنسهم ومعتقدهم . فالوطن ، في اعتقاد الريسوني ، لا يتسع إلا "للمسلمين" ؛ أما غيرهم من المواطنين الذين لهم معتقد آخر ــ فكري أو ديني ــ فلا مكان لهم في هذا الوطن . وهذا التصور ينسجم مع الاعتقاد السائد بين غالبية الإسلاميين بأن رابطة الدين أولى من رابطة الوطن ، وأن الولاء يكون للدين دون الوطن . وبناء على هذا الاعتقاد ، يُجرَّد المخالف في العقيدة أو من يحشره الإسلاميون ، كرها ، ضمن فئة "الملحدين" من كل حقوقه الطبيعية والسياسية ؛ بحيث يٌهدر دمُه ، كما يُحرم من الانخراط في سلك الوظيفة العمومية أو إدارة الشأن العام . فالدولة ، حسب هذا التصور ، ينبغي أن تكون مناصبها حكرا على "المؤمنين" ، بمعنى أن مقياس التعيين في مناصب الدولة هو "الإيمان" وليس الكفاءة . وهذا يقود بالضرورة إلى دولة دينية عنصرية لا دولة مدينة ديمقراطية . وهذا الاعتقاد يتقاسمه الريسوني وبنكيران ، كل من موقعه الدعوي أو السياسي . ذلك أن الأستاذ بنكيران سبق له أن صرح لوكالة الأخبار الموريتانية المستقلة في 25-7-2008 ، بأن التيار العلماني يتحكم في الدولة (حزب العدالة والتنمية، هو كذلك جاء من حاجة حقيقية للشعب المغربي وهي حاجة الهوية بعد أن تحكم التيار العلماني في القرار السياسي للأمة) . مما يفيد أن حزب العدالة والتنمية جاء لتحقيق غاية محددة تتمثل في تمكين الحزب من "القرار السياسي للأمة" ، أي إسناد إدارة دواليب الدولة إلى الحزب وطرد الأطر "العلمانية" خارجها . وقد شرع الحزب ، فعلا ، في زرع عناصر منتمية إليه في دواليب الدولة كجزء من إستراتيجية عامة تروم اختراق أجهزة الدولة ومؤسساتها . ومن ثم ، فالعلمانيون لا وطن لهم ولا أمان على حياتهم وأعراضهم وممتلكاتهم . لهذا يحق للمواطنين "العلمانيين" أن يُحذروا من مخاطر تأثير ما يصرح به الفقيه الريسوني ويدعو له من كراهية على نفوس أتباع التيار الديني الذين بات رد كثير منهم على مطالب الحداثيين باحترام المرجعية الكونية لحقوق الإنسان قولهم : ( إلى ما اعجبكم حال خويو المغرب )( إذا لم يعجبكم الوضع فارحلوا عن المغرب) . وخطورة هذا الجواب تكمن في تكريس الاعتقاد بأن المغرب ليس وطنا لكل المغاربة أيا كانت معتقداتهم ، بل هو وطن "للمؤمنين" فقط . وليس غريبا أن يشدد الريسوني وحركته والحزب المنبثق عنها على أن يكون الإسلام هو المصدر الأعلى للتشريع ؛ لأن من شأن هذا المنحى أن يلزم الحكومة بوضع تشريعات تحد من الحريات الفردية والجماعية التي يراها فقهاء الحزب والحركة بأنها مخالفة أو مصادمة للشرع . وتلك هي الخطوة الأولى لإقامة الدولة الدينية التي سيصبح فيها الفقهاء ولاة على الحكام . حينها لن تتردد الحكومة الدينية في فرض "الجزية" على العلمانيين أو تهجيرهم خارج الوطن . ولعل طرد 800 امرأة من مدينة عين اللوح من طرف أعضاء التيار الديني ضدا على الدستور والقانون هو مقدمة لما ستئول إليه الأوضاع حين التمكن من الدولة والقرار السياسي . وأبرز الفصول التي يتم خرقها وإنكارها ، الفصل 25 من الدستور الذي ينص على أن :"حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها" .
إن الواجب الديني والوطني يفرض على كل الدعاة وأطياف التيار الديني أن يرحموا الشعوب العربية ويجنبوها فتنة لا تبقي ولا تذر . ذلك أن المخاطر التي تتهدد أمن واستقرار تونس وليبيا ومصر والبحرين والكويت إنما عواملها الرئيسية هم دعاة الفتنة المتشددون والمتشيعون على حد سواء . والطرفان معا يتغذيان على الفكر الطائفي الذي ينخر وحدة الشعب ويمزق نسيجه المجتمعي والثقافي . فليس بالتفرقة والكراهية تُبنى الأوطان وتحقق التنمية . فلم يعد الاختلاف رحمة ، بل صار نقمة مع دعاة الفتنة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا في الفتنة سقطوا !!
- افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.
- يوم صار قياس التدين لدى المواطنين مهمة وزارية !!
- وفاء لروح الفقيد السي أحمد الهاشمي .
- المتطرفون لا يمثلوننا ، بل يكرسون الإسلاموفوبيا .
- اختلال الموازين في التعامل مع غياب البرلمانيين وغياب المدرسي ...
- الرسائل الواضحة والمشفرة لخطاب العرش .
- حزب العدالة والتنمية يقرر الإجهاز على مجانية التعليم
- تضامنا مع فتيحة التي قتلت مغتصبها .
- المتطرفون يعدّون القوة والفتوى ، فهل من رادع ؟؟ !!!
- حوار لفائد الصباح المغربية
- حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .
- هل ستضع الحكومة -الإسلامية- حدا لشرعنة الاغتصاب ؟
- حوار لفائدة يومية الصباح
- ملف حول المرأة
- حزب العدالة والتنمية من معارضة الحكومة إلى رئاستها .
- ثورة تأكل الثورة والتاريخ والمستقبل
- حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية
- حوار مع شيخ متطرف (9)
- حوار مع شيخ متطرف (8)


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .