يوسف العادل
الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 10:42
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
المواطن البسيط وهو الغالبية الساحقة في مشرقنا العربي غير معنيٍ أساساً بكل الشعارات الزائفة عن التغيير والإصلاح والديمقراطية التي يتأبطها مئات آلاف الجنود الأمير كيين القابعين في العراق المحتل، وغير معني كذلك بلي عنق صدام حسين وتنصيب آخر مكانه، أو أن يبلع النظام الليبي كل أنفته القومية الملتبسة والصاخبة ويسترخي على العتبات الأمير كية، صاغراً، أوأن تجري تعديلات في الدستور المصري لتداول السلطات أو أن يحل أبو مازن محل ياسر عرفات أوأن تشهد السعودية انتخابات بلدية ، أو أن يرضخ النظام السوري أخيراً ويسحب عسكره ومخابراته من لبنان أوأن يدعى شارون إلى تونس، كما لا يهمه من اغتال الحريري الخ.....
إن هذا المواطن البسيط يفهم ببساطة فطرته وابتسامته أن حياته ولكي تستمر كريمةً لابد من مأكل وملبس ومشرب ومأوى وشريك حياة، وهذه الحاجيات موجودة بما يكفي للجميع في الأوطان، والطريق إليها أشهر من النار على الجبل، ولا يحتاج الأمر إلى أية تعقيدات أو أية شروح عن الثورات الأمير كية والفرنسية والروسية والرسالات و مبادىء ونداءات حقوق الإنسان ، كما أن هذا المواطن يفهم ببساطة حجم انشغال المثقفين والنخب السياسية في منطقتنا العربية بالقضية الوطنية وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم في ذلك ثلاثة أطياف:
• طيف يقف في وجه المشروع الأمير كي المبشر بالديمقراطية على ظهرا لدبابة التي ترابض في العراق,
• طيف يهلل للمشروع الأمير كي المبشر بالديمقراطية على ظهرا لدبابة التي ترابض في العراق, وذلك للخلاص من هذه الأنظمة دائمة الاستبداد.
• طيف يهلل للديمقراطية لنفسه كمثقف ونخبة سياسية، ومن أية جهة كانت.
والمستبعد الوحيد هنا، هو طيف هذا المواطن البسيط الذي صرعه ظمور الديمقراطية المنطلق من كل حدب وصوب وجلدته شعاراتها، وذلك لكي يتداول جميع الأطياف السلطة ويتقاسمون النفوذ والثروة في البلاد بعيداً عن هذا المواطن البسيط الذي يكفر(ببساطة) بكل الديمقراطيات التي لا تتأسس على نداء حاجياته الملموسة وحصته العادلة من عمل وثروة وطنه وإحساسه العميق بالمواطنة وحب الوطن والدفاع عنه إلخ.
لقد ملَ هذا المواطن البسيط من كثرة ما تردد على مسامعه عن الإصلاح والتغيير والديمقراطية، لكن السؤال المركزي بقي عالقاً على شفتيه : أين هي الديمقراطية المحمولة على ظهر رغيف الخبز؟
#يوسف_العادل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟