|
روسيا تقوم بتجهيز منطقة ما وراء القوقاز لحالة حرب محتملة ضد إيران*
أمين شمس الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 15:21
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
روسيا تقوم بتجهيز منطقة ما وراء القوقاز لحالة حرب محتملة ضد إيران* الوضع الجيوسياسي حول سوريا وإيران يدفع روسيا وبشكل متسارع إلى تطوير تجمعاتها العسكرية في ما وراء القوقاز، وفي مناطق بحر قزوين، والأسود والأبيض المتوسط. وكما جاء في صحيفة "الجريدة المستقلة" (نيزافيسيمايا غازيتا) أعلنت المؤسسة العسكرية لروسيا الاتحادية بأن هناك معلومات ترد إلى الكرملين حول استعدادات تقوم بها إسرائيل وبمساعدة الولايات المتحدة لتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، وبأن الضربة ستوجه بشكل مباغت في يوم Х قريب جدا. وأن طهران بإجراءاتها المضادة على الأرجح لن تقف منتظرة لما سيحدث، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب واسعة النطاق، لا يمكن التكهن بعواقبها. كانت هذه المسألة على رأس أولويات جدول أعمال مؤتمر السوميت روسيا الاتحادية- الاتحاد الأوروبي في بروكسل قبل فترة وجيزة، حيث أعلن ممثل روسيا الاتحادية لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف بأنه إذا وجهت إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة لإيران، فإن ذلك سيؤدي إلى "تطور الأوضاع بشكل كارثي ومدمر". وقد مضت أكثر من سنة منذ أن قامت روسيا التحضير في المجال العسكري من أجل التقليل لأدنى حد من مخاطر العمليات الحربية المتوقعة ضد طهران. والآن ممكن اعتبار هذا العمل قد أنجز تقريبا. وحسب المعلومات الآتية من مصادر وزارة الدفاع فقد تم خلال شهري تشرين أول وتشرين ثان 2011م تهيئة القاعدة العسكرية رقم 102 في جمهورية أرمينيا بشكل تام. وتم إجلاء عائلات العسكريين إلى روسيا الاتحادية. أما الحامية الروسية المرابطة قرب العاصمة يريفان فقد قلصت وحداتها العسكرية وأرسلت إلى منطقة غيومري قرب الحدود التركية. وحسب الصحيفة نفسها، فإن الضربات العسكرية الأمريكية تحديدا، والموجهة ضد المواقع الإيرانية ستنطلق من الأراضي التركية، وهذا احتمال وارد. إذا، فالمسائل التي على القاعدة رقم 102 أن تحلها بهذا الخصوص لا تزال غير واضحة تماما. ولكن من المعلوم أنه ومنذ الأول من شهر كانون الأول قد تم تجهيز القواعد العسكرية الروسية في كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، بحيث أصبحت معدة بكامل طاقتها الحربية لأي احتمال أو طارئ. وأسطول البحر الأسود متمركز تماما علة مقربة من الشواطئ الجورجية. علما بأن جورجيا قد تشارك في هذا النزاع مع الجبهة المعادية لإيران. وعلى خلفية التدخل الممكنة في إيران تتفاقم حدةً مشكلة إمداد القوات الروسية في أرمينيا، لأنه في شهر نيسان من هذا العام، قامت جورجيا بالفعل بقطع معاهدة بشأن النقل العابر للبضائع العسكرية إلى أرمينيا. في واقع الأمر فإن تجمع القوات الروسية- اﻷرمينية في منطقة جنوب القوقاز أصبحت معزولة. وإمدادات "الجيش الروسي" (الوقود، والغذاء، إلخ) تذهب فقط عن طريق الجو وباتفاقات مباشرة مع أرمينيا، التي، بدورها، تشتري المنتجات المماثلة (البنزين، الديزل، الكاز) من إيران. إن الحرب في إيران سيعني إنهاء الإمدادات الأساسية عبر هذا الطريق. يعتقد الجنرال يوري نيتكاتشيف، الذي كان نائبا لقائد الوحدات العسكرية الروسية لفترة طويلة في منطقة ما وراء القوقاز، ومسؤولا شخصيا لتشكيلات وحدات من الذخيرة والأسلحة (بما في ذلك القاعدة 102)، أنه في حال اندلاع حرب شاملة ضد إيران، ستسعى روسيا إلى إيجاد سبل لتأمين إمدادات عسكرية لمواقعها العسكرية عبر جورجيا. وهو يرى بأن هناك إمكانية في اغتنام الفرصة لاختراق حصار النقل البري الذي فرضته جورجيا. وقال الخبير العسكري "قد تضطر روسيا إلى اختراق حصار النقل البري الجورجي وممرات النقل العسكرية المؤدية إلى أرمينيا". وأكد رئيس مركز التنبؤ العسكري، أناتول تسيجانوك بأن وزارة الدفاع الآن حذرة جداً تجاه أذربيجان، التي ضاعفت ميزانيتها العسكرية في السنوات الثلاث الماضية، وتشتري طائرات إسرائيلية بدون طيار ووسائل أخرى متقدمة لأنظمة الاستكشاف وغيرها، مما تسبب في "شرعية غضب طهران وأرمينيا". وأضاف قائلا: لقد زادت باكو الضغط الآن على موسكو، مطالبة بزيادة كبيرة في الإيجار لاستخدام محطة رادار جابالينسكايا. "ومع ذلك، حتى مع الخلافات بين إيران وأذربيجان حول المكامن النفطية في جنوب بحر قزوين، من الصعب أن نؤكد واثقين على أن باكو ستدعم الحملة العسكرية ضد إيران. ومن المستبعد جداً أن تطلق العنان لأعمال عدائية ضد أرمينيا". إن رأي الخبير العسكري العقيد فلاديمير بوبوف يتعارض مع موقف تسيجانكوف، والأول قام بتحليل للعمليات الحربية في حينه بين يريفان وباكو في الفترة 1991-1993، و يراقب الآن الإصلاحات العسكرية الجارية في أذربيجان. ووفقا له، فالمحادثات بشأن حل النزاع حول ناغورنو- كاراباخ (بين الأذريين والأرمن) " طالت دون مبرر"، وباكو تعلن بصوت واضح عن انتقام. وحسب الخبير نفسه "الضربات الوقائية من قبل الجيش الأذري ضد أرمينيا وإقليم ناغورنو- كاراباخ بغية حل النزاع الإقليمي في صالحها أخيرا، هي ممكنة". في هذه الحالة، في رأيه، هناك مسألة هامة- موقف روسيا. فهو، أي العقيد بوبوف، يفترض على خلفية الحرب في إيران، بأنه إذا قامت أذربيجان عن طريق دعم تركيا بمهاجمة أرمينيا، فإن جميع هجمات العدو الجوية ستصدها روسيا وأرمينيا معا باستخدام وحدات الدفاع الجوي للقوات المسلحة اﻷرمنية. "هل سيعني ذلك أن موسكو مشاركة في الحرب؟ من الصعب قول ذلك. ومن المؤكد أن قوات روسيا الاتحادية لن تشارك في عمل عسكري في إقليم ناغورني- كاراباخ. ولكن في حالة وجود تهديد عسكري ضد أرمينيا، على سبيل المثال، من قبل تركيا أو أذربيجان، فمن المرجح أن تشارك روسيا في المعارك البرية هذه"- حسب بوبوف. كما لم يستبعد الخبير أن يتورط الجيش الروسي في النزاع حول إيران. وتنبأ بأن روسيا سوف تدعم إيران على المستوى التقني في أسوأ السيناريوهات إذا واجهت طهران هزيمة عسكرية كاملة في حال غزو يأتي من الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي، الناتو. المصدر РОССИЯ ГОТОВИТ ЗАКАВКАЗЬЕ К ВОЙНЕ В ИРАКЕ Документ: http://www.regnum.ru/news/1479812.html http://regnum.ru/news/fd-abroad/armenia/1479812.html#ixzz1nYe98DP8 ИА REGNUM Перевод на Арабский/ Даси Амин Шамседдин * ترجمة/ د. أمين شمس الدين
#أمين_شمس_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أكاديمية العلوم الشيشانية بين الأمس واليوم
-
باسم السلام والإبداع/ إحياء الإرث الثقافي الشيشاني
-
روسيا: الحوار هو المخرج الوحيد الممكن للخروج من الأزمة السور
...
-
حقيقة عن الأماكن المقدسة في بلاد الشيشان – إنجوش
-
قصيدة -شجرة الكستناء- للشاعرة الشيشانية رئيسا أخماتوفا
-
الافتراءات والأكاذيب في -الموسوعة الكبرى- الروسية
-
خانباشا نورالديلوف/ بطل الاتحاد السوفييتي
-
معيار الثقافة الشيشانية
-
قصيدة للشاعر الأردني الراحل الأستاذ شمس الدين عبد الرزاق الش
...
-
الشيشان ما بين الانفصاليين و-الإماراتيين-
-
الشيشان والإنجوش معا ضد الإرهاب
-
الشيشان/ قصائد من الشعر الشيشاني المعاصر
-
الشيشان/ لا- لعفو عام في الشيشان بعد اليوم
-
رئيس جديد لجمهورية الإنجوش/ القوقاز
-
تخريب إيديولوجي
-
في ذكرى نفي الشيشان والإنجوش في المرحلة الستالينية
-
جمهورية الشيشان- إنجازات حقيقية
-
الجيواستراتيجيا الأطلنطية والتحول في الموازين
-
أكتوبر ..قصيدة الشاعر زايندي مطاليبوف
-
خمس سنوات على حرب العراق
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|