مصطفى ساهي
الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 14:25
المحور:
المجتمع المدني
في مثل هذا الشهر من كل عام تذرف الدموع ويملئ الفضاء بالصيحات والغصات وأصوات الطبول
في مثل هذا الشهر هناك من يبكون الحسين بقلوبهم وهم ناظرين لكربلاء متخيلين هول المشهد وعظمة الإنسان الذي وقف باكياً على قاتليه .
في مثل هذا الشهر من كل عام يجد بعض الإفراد متنفساً ً للتعبير عن ذواتهم المفقودة ... ويجتمع اخرون للحديث عن مغامراتهم العشقية وهم يتناولون طعام الغريب بالأرض الذي قدم روحه قرباناً للوفاء .
هذا الشهر هو لقاء للمحبين الذين أقامت بين أجسادهم التقاليد هوة كبيرة مليئة بالنار وقودها المتمردين من بينهم .
في هذا الشهر من كل عام تضرب الرؤوس وتلطم الصدور عزاءاً لفقدانك ..وتبكيك طائفة تشعر أنها أحق من باقي الطوائف لبكائك . وانت انت يا سيدي لم تجيء لطائفة اقامها الناس ، ولواعظين تملئ اكفهم بالمال واجوافهم بالطعام وهم يبكونك بأعين كاذبة ودموع مزيفة .
لم يقف الحسين امام اعدائه ليهزمهم بسيفه ، بل ليعلمنا التمرد على الباطل .. ولم يتمرد الا ليعلمنا الحرية ، ولم يقدم جسده قرباناً الا ليوقظ الإنسان فينا .
وانت ياسيدي اسمى من ان نعزيك بضرب اجسادنا واطهر من ان نذرف لك دمائنا فقد قدمت لنا حياةً بموتك وصرعت قاتليك بالانسانية اللامتناهية بقلبك .
مصطفى ساهي
#مصطفى_ساهي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟