|
أخطأت وأصاب الناس
مجدي مهني أمين
الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 22:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما أصبحت الانتخابات بين الفريق شفيق والدكتور مرسي، كتبت مقالا أطرح فيه رؤيتي للرئيس المنتخب في أننا ننتخب خصما لا رئيسا، وأبديت اختياري لشفيق؛ فهو الخصم القادم من النظام السابق، هذا النظام الذي اجهزت عليه الثورة، وكان يمكنها الانتصار عليه بشكل نهائي لولا تحالفات الاخوان، فبدلا من الانتصار عليه نهائيا أصبح بفضل الاخوان فلولا، وعلينا اختياره لنكمل مهمتنا في القضاء على النظام السابق.
واختار الناس الدكتور مرسي ممثل الإخوان، ويبدو أني كنت مخطئا وكان الناس على صواب؛ فلقد اختار الناس القوة الكامنة في المجتمع، أولا ليعطوها فرصة كي تثبت- أو لا تثبت- قدرتها على الحكم، وثانيا كي يواجهوا هذا الخصم في حالة فشلة وتسلطه، وثالثا فرز الإخوان عن الثوار؛ فالإخوان بعد وصولهم للحكم لا يمكنهم أن يدعوا أنهم من الثوار، كما أن العديد من قراراتهم القمعية ضد الوطن والثوار ساهمت في فرزهم بعيدا عن الثوار، يعني أصبح لدينا ثوار وإخوان، وهذا تمييز ضروري لتوضيح الصورة، والأمر قد لا يخلو من انحياز العديد من شباب الإخوان للثورة، بعد ما يكتشفوا ان مشروع الإخوان هو لصالح الإخوان مش لصالح الوطن.
ولم يكذّب الإخوان خبرا، بالعكس عملوا كل ما يلزم لتثبيت أقدامهم وإقصاء الآخر، حاولوا إرجاع البرلمان المنحل، والنيل من السلطة القضائية بل وإضعافها، أصبحوا حزبا وطنيا جديدا، ومارسوا كافة وسائل التمكين، هذا مع فشل- وتجاهل تام- في مواجهة المشكلات والكوارث التي لحقت بالمواطنين، بما أثبت ان مصلحتهم ليست مع مصلحة الناس اللي اشترى الإخوان أصواتهم بالزيت والسكر.
في كل مرة، أثبت الإخوان أنهم مع استخدام القوة، حتى فكرة الشاطر كرئيس وزراء؛ فهي فكرة تتماشى مع أن "الشعب لازم يتحكم بالحديد والنار"، ولا أدل على ذلك أكثر من تعدي شبابهم على الثوار، وسقوط شهداء جدد في شارع محمد محمود، ثم التعذيب الذي لايزال في عهدهم قائما في أقسام الشرطة، آخرها تعذيب ما تم نشره عن أحد الضحايا في أحد أقسام الشرطة حيث يقومون بسكب الماء البارد علي جسمه العاري؛ والرجل لا يملك ألا قولا واحدا: حرام، حرام.. ولكن دول مش بتوع العدل في الموازين كما يقول عبد الرحمن الأبنودي.
ثم كان هذا الإعلان الدستوري الصادر اليوم الخميس 21 فبراير 2012، كآخر خطوات التمكين، إعلانا يمكن الرئيس من أن يصبح الحاكم المطلق، الذي لا يعارضه أحد ولا يستطيع مقاضاته ولا تعديل قرارته حتى أمام القضاء ، وأن الجهات القضائية- ممثلة في محكمتها الدستورية- لا تستطيع حل مجلس الشورى ولا اللجنة التأسيسية، فهو بهذا الإعلان الدستوري رئيس فوق الجميع، أقوى بمراحل من مبارك، وليتأخر الدستور ما شاء كي يعيش الرئيس في ظل الإعلان الدستوري الجديد ممارسا لكافة صلاحيات الحاكم المطلق الذي لا يطاله أحد قط، ولا حتى عن طريق القانون، فالإعلان قد أخضع الدولة للرئيس، حاجة بتفكرنا بالرئيس الملهم والرئيس المؤمن، وتوجيهات الرئيس، وكل عبارات التأليه والنفاق الذى أفسد السلطة مع طول الزمن، فكيف يكون الحال ونحن نفسدها في أولى شهورها في حكم البلاد، المرة دي تحولت العبارات إلى إعلانات دستورية، وبالونات اختبار للقوة.
طريق وعر طويل سرناه معا قاده المستشار البشري عندما فتح الباب للتعديلات الدستورية، وبالتالي الإعلانات الدستورية، مسيرة أكملها مع الإخوان باقي القانونيين من الإخوان. كلهم مدانون أمام شعوبهم، مدانون أمام التاريخ، فالتاريخ لم يغفر للنسهوري انحيازه للضباط الأحرار كي يجهز على الحياة الحزبية في مصر، والضباط الأحرار أنفسهم هم من أرسل من يطرد السنهوري من مجلس الدولة، لن يغفر لهم التاريخ، ولن يغفر للإخوان، فالثورة مستمرة تواجه الآن خصمها الحقيقي بعد ان تخلصت من خصمها السابق،النظام السابق.
عندما سمعت ياسر على - وهو يبذل قصارى جهده كي لا بيدوا متلعثما- وهو يلقي الإعلان الدستوري، والقرارت الجمهورية، لا أعلم كيف تذكرت السندباد عندما كان يحكي في أحد قصصه الاسطورية، أنهم رسوا على جزيرة في البحر، وبدأوا في اشعال النيران، فتحركت الجزيرة وألقت بهم في البحر، فلم تكن جزيرة بل كانت حوتا نائما وتحرك.. ربما تذكرت هذه القصة وأنا أرى الرئيس وأعوانه وهم يرشقون أقدامهم في صدورنا وفي قضائنا كي يثبتوا أنفسهم، ورأيت أننا لو لم نتحرك سيثبون أقدامهم فعلا، ولو تحركنا سقطوا، إذ ليس الحق معهم ، بل معهم بعض القوة، والقوة لا تحمي أصحابها، بل أن الحق والفضيلة والنزاهة والصدق مع النفس ومع الناس هي من تحمي اصحابها، وتحمي الوطن أيضا، فليتحرك الناس لو كانوا قد ضجوا بهولاء الركاب الجدد، كي يلحقوا بالركاب القدامي من النظام القديم.
لقد صدق الناس واحسنوا اختيار الخصم، فهم قادرون عليه، فالمجد للشهداء والثورة مستمرة ، وعلينا إكمل المهمة حتى نكرم الشهداء في مثواهم الأخير ونحقق أهداف الثورة.
#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خذ القلوب الحجرية وأعطنا القلوب اللحمية
-
المربع قبل الأول
-
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة
-
الشعب يريد سقوط الهيمنة
-
الترتيب الشديد
-
من دهشور الأبنة إلى دهشور الأم عند الحدود
-
قميص دهشور الذي قسم ظهر البعير(2)
-
قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير
-
الديمقراطية هي الحل
-
طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الديني
...
-
يهدمون القبور، ويطاردون المارة، ويطالون القمم، ويحاولون القب
...
-
الرئيس الأول
-
الشعب يريد بناء النظام
-
المسافات الفاصلة بيننا وبين الرئيس المنتخب
-
التاريخ سيكتبه الثوار جيلا بعد جيل بعد جيل...
-
أخي الدكتور البرادعي
-
موتوا بغيظكم
-
بين رومانسية الثورة وغلظة المصلحة
-
ننتخب خصما لا رئيسا
-
المكاسب والخسائر حتى تاريخه
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|