أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - لماذا إدخال -التدافع-في الدستور؟














المزيد.....

لماذا إدخال -التدافع-في الدستور؟


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رسائل تونسية:
لماذا إدخال "التدافع"في الدستور؟

يطالب أقصى يمين النهضة،بقيادة الغنوشي،بإدخال كلمة"التدافع"القرآنية في الدستور.فما عساه يريد من وراء ذلك؟
جاءت كلمة"التدافع"في الآية 40 من سورة الحج:"إن الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق،إلا أن يقولوا ربنا الله.ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع(=بيع جمع بيعة وهي تعني الكنيس اليهودي)وصلوات (=كنائس النصارى)ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً؛ولينصرن الله من ينصره".
آية الدفع هي في الواقع جزء لا يتجزأ من الآيتين التي قبلها (39)والتي بعدها (41).
الآية التي قبلها هي آية مفصلية لأنها آية الانتقال من الإسلام المكي المسالم وقرآنه[=4664 آية] الروحي الذي اقتصر عليه المتصوفة؛ إلى الإسلام المدني المحارب وقرآنه [= 1573 آية] السجالي الذي تسمر فيه أقصى اليمين الإسلامي التقليدي والسياسي ؛الآية التي قبلها تقول:"ُأذن للذين يقاتلون [بفتح التاء]بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير"وهكذا دشنت الإذن في الجهاد لكي يعود المهاجرون إلى ديارهم، أي وطنهم مكة الذي أخرجهم منه مشركوا قريش ظلماً وعدواناً.الإذن عادة مؤقت.ولكن هناك من المؤقت ما يدوم !.والآية التي بعدها هي إمتداد لها معنى ومبني:"الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر".
قادة أقصى اليمين الإسلامي،على غرار مرضى الفصام، يستخدمون التورية أو الرمز؛والرمز هو كل معنى مباشر يرمز إلى معنى غير مباشر،كل كلمة ترمز إلى معنى مكنون في مخزونها الرمزي: كلمة"قلب"مثلاً ُيكنبّى بها عن رمزها:الشجاعة.ضحايا الفصام مسكونون بالفكر السحري .أقصى يمين النهضة أراد هنا أن يتفاءل بما وعدت به الآيات الثلاث:كلمة التدافع تعني حرفياً إزاحة الناس بعضهم ببعض ليحل بعضهم محل بعض.لكن رمزها،أي ما تخفيه في مخزونها التاريخي والإنثروبولوجي :الحرب.
كنى أقصى يمين النهضة، بـ"التدافع":"الذي لابد منه"كما أكد الغنوشي،عن الحرب الأهلية التي يتأهب لإشعال فتيلها بالإغتيالات،إذا لم يردعه عن ذلك رادع قوي،داخلى و/أو خارجي كالجيش والأمن مجتمعين وكالإتحاد الأوربي مثلاً.يقول الإمام السيوطي في تفسيره لآية التدافع:"وعن أبي حاتم عن ابن زيد:"ولولا دفع الله الناس أي"لولا القتال والجهاد"(...)ولولا ذلك لهلكت هذه الصوامع وما ذكر منها".
الغنوشي، عندما يكتب لابساً طاقية إخفاء الأسماء المستعارة،يطلق لنرجسيته المتفجرة العنان ناعتاً نفسه بـ"الشيخ الجليل المجاهد راشد الغنوشي"! أصدقاؤه يعرفون نقطة ضعفه هذه فعندما قدم عصام العريان كتابه"الحريات العامة في الدولة الإسلامية"نعته بما يحب"الشيخ المجاهد" إلخ.
"تفاءلوا بالخير تجدوه"(حديث).فلماذا لا يكون دستور تونس صورة طبق الأصل من قناعات حاكمها الفعلي،سراً طبعاً،الغنوشي حاثاً على"القتال والجهاد".ضد من؟ضد"المرتدين" في تونس وربما الجزائر.يمكن الإفتراض بإحتمالية عالية أن "الشيخ" بمجرد أن"يمكن"لنفسه في تونس فقد يحولها إلى قاعدة لـ"القاعدة"لإسقاط"حزب فرنسا" الحاكم في الجزائر الذي له معه ثأر شخصي وديني ـ سياسي لن ينساه.
"الشيخ"،الذي مزق الُفصام جميع وظائفه النفسية،يهتدي بالفكر السحري،الذي يطلب من الواقع إعطاءه نتائج مخالفة لقوانينه:قوانين الطبيعة وقوانين العقل؛الفكر السحري هنا هو أخذ الفأل،هو التيمن والتطير أي الإيمان بالتفاؤل كمتدخل في صناعة التاريخ. خاصة التفاؤل بالآيات القرآنية.آية التدافع تتفاءل له بأن"القتال والجهاد" سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.الآية التي قبلها تعطيه توقيعاً علي بياض بالإذن في القتال مع الوعد بالنصر.قتال من؟مثلاً قتال الجيش والأمن"غير المأمونين"كما قال "الشيخ"ومعهما المجتمعين المدني والسياسي "المرتدين"! والآية التي بعدها تتفاءل له بـ"التمكين"[=الإستيلاء النهائي على الحكم]؛إذ أن نعت "المؤقته"لحكومته يرن في سمعه ،هو المسكون بهذيان التفاءل والتشاؤم، كأزيز رصاصة.
التمكين هو إقامة الدولة الدينية التي"تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر"؛ميليشاتها العديدة، على الطريقة الإيرانية،هي منذ الآن على قدم و ساق.تهاجم الحانات والسافرات وربما غدا حليقي الذقون. ألم تكن ميليشيات طالبان،التي يحمل أقصى يمين النهضة مشروعها الظلامي،تسجن من لا تفيض لحيته عن الكف إلى أن تطول لحيته!.
صباح الخير تونس الطالبان على أبوابك بقيادة الشيخ الجليل المجاهد ...إلخ.



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الدينية طوعاً أو كرهاً
- :-على هامش -فتنة السؤال لماذا الشاعر دائماً حزين؟
- رسائل تونسية نداء الى الجيش
- لماذا التحريض على «ثورة ثانية إسلامية»؟
- إقطعوا الطريق على حمام دم في تونس
- هل الغنوشي إرهابي؟
- رئاسة الغنوشي خطر على - النهضة- وتونس معا
- على هامش : -فتنة السؤال- لقاسم حداد:أزمة الإبداع:الأسباب وال ...
- بن بله:رائد قانون التبني
- ماذا عن رواية خلق الكون و نظرية تكوّن الكون في الدين و العلم ...
- ما الفرق بين إلاه الأديان و إلاه العلماء؟
- خيبة الحب في - كيد المشاعر-
- المصالحة الوطنية أو الانتحار الجماعي !
- !افتحوا الجامعات للمنقبات
- قُدْ حزب إنقاذ تونس - رسالة إلى قائد السبسي
- ما مصير حقوق الإنسان في تونس الإسلامية؟
- لماذا ارتعبت -النهضة- من انتصارها؟
- انتصار النهضة وعد أم وعيد؟
- دعوا أقصى اليمين الإسلامي يحكم !
- رسالة لأوردوغان


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم للمرة الثانية هدفا حيويا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم للمرة الثالثة بالطيران ال ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تنشر مشاهد لاستهداف منشأة رادار ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تنشر مشاهد توثق إطلاق مسيرات ...
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - لماذا إدخال -التدافع-في الدستور؟