أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محيي المسعودي - اسرائيل تختطف الانتصار من الفلسطنيين في -اتفاق القاهرة-














المزيد.....

اسرائيل تختطف الانتصار من الفلسطنيين في -اتفاق القاهرة-


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 12:50
المحور: القضية الفلسطينية
    



على مدار ثمانية ايام من الشعور بالارباك والحرج والخوف والصدمة التي عاشتها اسرائيل, جراء تفاجئها بسقوط صورايخ وقذائف المقاومة الفلسطنية على مدن وقرى اسرائلية مختلفة - لم تكن اسرائيل تتوقع وجود هذه الصواريخ في القطاع ولم تتخيل وصولها الى مدن مثل تل ابيب والقدس - وعلى مدار ثمانية ايام من ارتفاع معنويات الفلسطنيين واستعادتهم لثقتهم بانفسهم وبمقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي وشعورهم بالانتصاروتفاخرهم به , على مدار الثمانية ايام هذه, ظلت امريكا واوروبا تقدمان كل انوع الدعم للاسرائيليين . فيما استغل الساسة العرب هذه الحال وعادوا للمتاجرة بالقضية الفلسطنية اعلاميا, ولكن الامر الذي غيّر المعادلة في (معركة غزة) وجعل اسرائيل تختطف (انتصار المقاومة الفلسطنية) في اللحظات الاخيرة لصالحها "سياسيا وماديا ومن ثمّ ستراتيجيا" هو قدرتها ومعها الغرب على الوصول الى عقد "اتفاق القاهرة" الذي رعته الحكومة المصرية . فكيف اختطفت اسرائيل انتصار المقاومة الفلسطنية في هذا الاتفاق !؟ لن اتعرّض للمكاسب الاسرائلية المادية واللوجستية والعسكرية "المتمثلة بزيادة المساعدات الامريكية والاوروبية" اثناء وجراء هذه الحرب , ولن اتعرض لمكاسب اسرائيل من عملية الاختبار التي اجرتها لقوتها وردعها العسكريين وقبتها الحديدية, على اسلحة خصومها التقليدين وخاصة ايران , ولن اتعرض الى منافع الاختبار الاسرائيلي لقيادة وحكومة مصر ما بعد الثورة , والذي بين لاسرائيل ان حكومة مصر الجديدة ليست عميلة كحكومة حسني مبارك ولكنها " أي حكومة مرسي" افضل من حكومة مبارك, كاداة لتحقيق مصالح اسرائيل: اما عن غفلتها او ضعفها او نهجها الايدلوجي . لن اتحدث عن كل هذه المكاسب التي حققتها اسرائيل ولكني سوف اتعرض لاهم بنود الاتفاق الذي وقعته المقاومة الفلسطنية معها , وقبل ذكر البنود, استطيع القول ان اسرائيل استطاعت ان تكسب من الاتفاق نفسه "قبلا" اكثر مما كسبت وتكسب من بنوده لاحقا ذلك عندما جعلت الفصائل الفلسطنية التي لا تعترف - بدولة اسرائيل- ان تعترف بهذه الدولة بشكل اقوى من الاعترف العلني ,, اقوى لان هذا الاعتراف ياتي من خلال عقد اتفاق امني ثنائي علني بين طرفين مع ضامن وشهود ما يعني ان الفاصائل الفلسطنية المقاومة باتت تعترف باسرائيل بشكل رسمي وحقيقي ومادي وواقعي, اما بنود الاتفاق فلن اقف كثيرا عندها الا في نقطة او نقطتين فقظ, وهما اللتين يحكمان ستراتيجية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني, النقطة الاولى والاهم هي غياب المدة المحدودة للهدنة او مدة وقف اطلاق النار, اذ لم يشر الاتفاق الى مدة زمنية محددة لهذه الهدنة, ما يعني من حيث الدلالة القانونية ان وقف اطلاق النار سيكون دائميا أي بدأ ولن ينتهي, وهذا هو احد اهم اهداف اسرائيل في صراعها مع الفلسطنيين خاصة والعرب عامة . فاسرائيل لا تريد غزة وقد خرجت منها ولم يبق لها في القطاع غير ان لا يكون هذا القطاع مصدرا او مكانا يهدِد او يهدَد منه امن اسرائيل , وهذا ما حققه الاتفاق الاخير في القاهرة مع المقاومة, عندما اُعلن وقف اطلاق النار بلا مدة زمنية محدودة . اما من جانب المقاومة التي لا تعترف باسرائيل وتضع نصب عينيها تحرير فلسطين "كل فلسطين" فقد باتت مكبلة بهذا الاتفاق ولن تستطيع اطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل , الا من خلال خرقها للاتفاق , الخرق الذي سيُرتب عليها , ان تدفع ثمنا باهضا يكلفها ربما حتى , ان تخسر مصر الكافلة لهذا الاتفاق . والنقطة الثانية المهمة في الاتفاق هي كفالة مصر له أي للاتفاق . ربما تستطيع مصر كفالة المقاومة في غزة لان الاخيرة تركت كل عمقها واصدقائها ( الايرانيين والسوريين وو..) واتخذت من مصر عمقا وحليفا جديدا ووحيدا لها . ولكن كيف تستطيع مصر ضمان عدم قيام اسرائيل بخرق هذا الاتفاق !؟ مصر التي لا تمتلك قوة مادية او عسكرية او حتى سياسية لضمان عدم قيام اسرائيل بخرق الاتفاق , بحكم ان الاخيرة هي الاقوى في المنطقة بكل الميادين وتحظى بدعم مطلق من امريكا واوروبا واصدقائهما العرب , كل العرب ما عدى سوريا .
اذن وقف اطلاق النار هو لصالح اسرائيل حاليا وسترتيجيا كما اوضحنا اضف الى ذلك الدمارالكبير الذي لحق بقطاع غزة , وعدد الضحيا الفلسطنيين الذي بلغ حوالي 1200 ضحية بين قتيل وجريح . اما عن ضمان مصر لعدم خرق اسرائيل لهذا الاتفاق فهو ضرب من الوهم, ولكن في المقابل فان خرق الاتفاق من قبل المقاومة (امر حتمي) - وفق مبادئها واهدافها الستراتيجية وحتى التكتيكية القصيرة - ولكن خرق مثل هذا, للاتفاق من قبل المقاومة يعني: اما خسارة المقاومة لمصر- عندما ترفض مصر الخرق - او خسارة مصر للدعم الامريكي الغربي الذي يجنبها الانهيار الاقتصادي ناهيك عن السلاح الغربي الذي تحتاجه مصر للدفاع عن نفسها لا عن فلسطين . سيحصل ذلك عندما لا تردع او لا تستطيع مصر ردع المقاومة الفلسطنية , او تقبل بخرقها للاتفاق مع اسرائيل .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل وأد غزّة , سفراء اسرائيل يصلون القاهرة قبل انعقاد مؤت ...
- غزة ترد العدوان الاسرائيلي على حسابها الخاص .. واموال الخليج ...
- من وراء عرقلة صفقة السلاح بين بغداد وموسكو .. وما حقيقة الصف ...
- بعد اتفاق اوباما ورومني على اسقاط الاسد -لصالح اسرائيل- اين ...
- مدينة الثورة
- طائرة المقاومة اللبنانية .. تربك وتُذل اسرائيل .. وتكشف عاها ...
- ديمقراطية الصحراء
- قانون البُنى التحتية ومصادر تمويل فعالياته في العراق .. مشكل ...
- من الذي شوّه ولوّث انتفاضة الشعب السوري !؟
- رجل ادمن الهذيان
- التشكلية الاردنية مها محيسن .. تتخذ من الطبيعة موضوعا ومن ال ...
- الاحداث في سوريا تكشف خفايا مشروع سحب الثقة عن رئيس الوزراء ...
- زيارة اوغلو الى كركوك محاولة - برزانية- لنقل صراع بغداد مع ا ...
- سوريا والخيار المفقود
- المقامة الرابعة ... بلاد تحكمها زمرة ابليس
- الوضع الأمني في العراق ليس كما يصفه السياسيون وتتناقله وسائل ...
- -في الترجمة من الانكليزية الى العربية - للدكتور حميد حسون بج ...
- ايفادات رسمية .. ام سفرات سياحية !؟
- كيف استطاع المالكي ان يكون اقوى من خصومه السياسيين, واكثر شع ...
- قراءة في مهرجان بابل الاول للثقافات والفنون


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محيي المسعودي - اسرائيل تختطف الانتصار من الفلسطنيين في -اتفاق القاهرة-