نور العلوي
الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 00:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد مطالعتي لبعض المقالات على الأنرنيت حول الإعجاز العلمي لحديث نبوي ( موضوع النقاش) ، قررت أن أكتب موضوعا قصيرا للرد على هذه المقلات الرجعية التي يزكيها " دكاترة" مع الأسف لم يتمكن علمهم المزعوم وثقافتهم المغمورة من انــتـشالهم من ثقافة الهداهيد القروسطية ، ةهذه الخرافات تعشش يوم بعد في رؤوس الشباب .
الحديث موضوع النقاش هو الحديث التالي :
"ذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها) [رواه مـــــسلم]
حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود يقولا الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال وكيف يشقى رجل بغيرعمل فقال له الرجل أتعجب من ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص .. [رواه مــــــــــسلم] .
يقول الإعجازي الدكتور البار :
" محمد البار: في نهاية الأسبوع السادس (42) يوماً تكون النطفة قد بلغت أوج نشاطها في تكوين الأعضاء، وهي قمة المرحلة الحرجة الممتدة من الأسبوع الرابع حتى الثامن، .....ودخوله هنا لتصويرها وشق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم بعد ذلك يحدد جنس الجنين ذكر أم أنثى حسب ما يؤمر به، فيحول الغدة إلى خصية أو إلى مبيض... والدليل على ذلك ما يشاهد في السقط حيث لا يمكن تمييز الغدة التناسلية قبل انتهاء الأسبوع السابع، وبداية الثامن : أي أنه لا يمكن تمييزها قبل دخول الملك لتحديد جنس الجنين ذكر أم أنثى كما يؤمر به من خالقها.
المصدر : خلق الإنسان في القرآن -ص 389 - الدكتور البار "
أقتبس كذالك قول أحد الإعجازين
" إقرأ هنا أيضا ماذا يحدث فى الأسبوع السادس ( 6×7=42)
http://www.epigee.org/fetal.html
ترجمة :-
" خلال الأسبوع السادس من حملك يبدء قلب جنينك فى النبض ، و يبدء الدم فى أخذ دورته خلال جسمه و كذلك حبله السرى يبدء فى التكوين مع الرأس و العينين و الأمعاء و الكبد [/color].وهذا هو الاعجاز العلمى فى الاحاديث السابقة والتى ستبقى شوكة فى حلق كل حاقد ... " انتهى إقتباس قول الإعجازي .
دائما الإخوة المثاليين يلجؤون" للفرضيات " اللاعلمية لتفسير الظواهر الطبيعية ، فهم يعيشون في عالم الأشباح و الأرواح . لماذا يحدث الرعد ، كلنا اليوم يعرف الإجابة المادية والعلمية المقنعة لذالك والتي تقينا من الغرق في سفسطائية الأشباح تلك !! لكن الإنسان المثالي البدائي يفضل تفسيرات أخرى غير قابلة للتحقيق بالتجربة ، لكن من شروط الفرضية العلمية أن تكون قابلة لتحقيق بالتجربة، أليس كذالك ؟ .
فيما يخص هذا الحديث ، فإن الإخوة المسلمين يعتقدون التالي :
" تتحول الخلايا أثناء النمو الجنيني من خلايا غير متمايزة وغير وظيفية إلى خلايا متمايزة ذات وظيفة , بفعل الجينات لكن هذه الأخيرة لا تتفعل ولا تتثبط إلا بفعل كائن غيبي ملائكي , أي أن هذا المخلوق - مــــــــلاك - يلعب دور قائد فرقة موسيسقية ،هو الذي يقود تسلسل الأحداث ويعطي للجينات إشارة العمل أو إشارة توقف . أمثلة :
- تحول الخلايا الجنينية الغير متمايزة إلى خلية عصبية متمايزة ذات وظيفة محددة
- تحول الخلايا الجنينية الغير متمايزة (لا وظيفة لها ولا شكل ولا خاصية ) إلى خلية بصرية
وهكذا في كل ما يخص تمايز جميع الخلايا . }. " يا لها من فرضية ، صح ؟
صحيح أن الأعضاء الجنسية الذكرية لا تتمايز إلا بعد44 يوم ، كذالك الأعضاء الانثوية إلا بعد 50 يوم ، لهذا حاول الإعجازيون أن يجدوا علاقة بين الحديث
والظاهرة العلمية فقالوا أن ملاكا نورانيا ينزل في اليوم 42 ويعطي للجينات إشارة التمايز ، فتبدا هذه الأخيرة بالعمل فتظهر الأعضاء الجنسية في اليوم 44
للذكر وفي اليوم 50 لأنثى .! ، فلنفترض جدلا صحة هذا الإدعاء المتعلق بتدخل عنصر غيبي " ملاك " لتنظيم عمل الجينات في مسألة تحديد الجنس ، لكن ماذا عن بقية الحديث ،نقصد ( خلق البصر وخلق العضام ) ، هل " يتطابق- أي بقية الحديث - " بدوره مع " قدوم الملاك العجيب " أم أن للمسألة تفسير آخر غير الذي يذهب إليه الإعجازيون ؟ كما إننا سنبين في هذا المقال كيف يتفق الحديث مع المنظور الميثولوجي ( الأسطوري ) لزمانه ، أو فلنقل على الأقل أنه يتموقع تحت السقف المعرفي لزمانه .
فيما يخص الرد العلمي
----------------------
الإعجازيون يركزون على تكون الأعضاء الجنسية ، لكنهم يهملون باقي الحديث ، يؤمنون ببعض العلم و يكفرون ببعض . تشكل البصر مثلا
بحسب الحديث يتم خلق البصر بعد نزول الملاك في اليوم 42 يوم ، هل هذا يوافق العلم ؟
1- في الحقيقة فإن العين تبدأ تتتكل بظهور تجويفين بصرين( vésicule optique ) في بداية الأسبوع الرابع ( 22 يوم ) أي حوالي 20 يوم قبل نزول هذا الملاك المفترض !
أنظر لصورة جنين في اليوم 26 ، مأخوذة من طرف البروفيسور " Patrick barbet " من جامعة كوشين - فرنسا باريس
http://www.snof.org/sites/default/files/embryon26j.jpg
أين الملاك في اليوم 26 ؟ كيف تمايزت كل هذه الخلايا وتحولت لتجاويف بصرية قبل أن ينزل الملاك المسؤول عن إعطاء إشارة التمايز للجينات !! ، هل بدأت الحفلة قبل أن يأتي قائد الفرقة الموسيقية ؟ !!!
في نهاية الأسبوع الرابع ( 28 يوم ) تتمايز التجاويف البصرية وتتحول لكؤوس بصرية " cupule optique " مرتبطة بالدماغ ، يتغلغل الشريان البصري داخل هذه الكؤوس البصرية.
تشكل الشكبية : الشبكية بها نسيج طلائي ظهاري(خلايا صبغية ) بالإضافة لطبقات أخرى تحتوي العديد من الخلايا مثل المخاريط و الخلايا العقدية والثنائية القطب
الخلايا الصبغية تكون موجودة بل وبصبغتها في الاسبوع الخامس ! بل حتى بعض الخلايا العقدية تظهر كذالك( 29-35 يوم ) أنظر كتاب :
Ophtalmologie pédiatrique , pp6, Patrice de Laage de Meux
أما الخلايا الأخرى للشبكية فستظهر تدريجيا في الاسابيع المقبلة ، المخاريط مثلا تتمايز في الشهر الرابع
لاحظ هذه الصورة لجنين في اليوم 41 - اي يوم واحد قبل نزول الملاك المفترض - أخذها البروفيسور " Patrick barbet " من جامعة كوشين - فرنسا باريس ، يوضح فيها الخلايا الصبغية بصبغتها ظاهرة جليا في الصورة !
http://www.snof.org/sites/default/files/oeiletmain.jpg
تشكل السائل البلوري : يبدأ يتشكل الجسم البلوري الأولي في الاسبوع الخامس و يواصل تشكله في الأسبوع السادس ويمتلاأ بالألياف
العدسة : يبدأ تشكلها باكرا منذ اليوم 27 ، وفي خلال الأسبوع السادس ( 35-42 يوم ) تكون العدسة لها غلاف وفي الشهر الرابع تبدا بروتينات خاصة
بهذه العدسة بالظهور .
العصب البصري : يبدا تشكله باكرا <42 ولا ينتهى إلا بعد الشهر السابع ، حيث تظهر السحايا و تغلف العصوبنات بمادة الميلين
عضلات مقلة العين : تبدأ العضلات المحركة لمقلة العين في البروز مثل" العضلة المستقيمة الجانبية " تظهر في اليوم 27 ( الملاك مازال لم ينزل بعد ليوجه
الجينات في عملها ! ) ثم تبدا بالنمو تدريجيا ، وهناك بعض العضلات التي لا تظهر إلا في الشهر الثالث مثل العضلة المائلة السفلى .
نتيجة : العين عضو يبدا تشكله قبله 42 يوم ، ولا يوجد ما يميز 42 يوم عن غيره من أيام التطور الجنيني، و لا نرى أن الجنين كان مجرد مضغة ثم أتى الملاك وخلق له بصره بعد 42 يوم !!!!! ، مما يدل أن الحديث لا إعجاز فيه بتاتا ولا علاقة له مع العلم. الجنين لا يبصر قبل 42 يوم ولا بعدها .
.
تكلم الحديث كذالك عن خلق العظام ، ولا ندري ما معنى عظام ، هل يقصد غضاريف ، لأن الغضاريف لا شك في أنها موجودة قبل 42 يوم ،
وأما إذا قصد ما يسمى بالتعظم ، فإننا نذكر مثالين لبداية ظاهرة التعظم قبل 42 يوم ، وهما :
1- عظم الترقوة وهو أول عظم يبدا بالتعظم في الجسم ، وذالك في الأسبعو الخامس والسادس بظهور نواتين تعظم ، ثم تلتحم هتان النواتن معا تديريجيا
ابتدأ من الأسبوع السابع
2 - عظم الفك العلوي يبدا بالتعظم خلال الأسبوع السادس (35 ، 37,36, 39,38, 40, 41 ,42 يوم)
المصادر :
1- Essentials Of Human Embryology (Rev. Edn) pp247 Par Bhatnagar,S.M.d
2- Bonaventure J . Gènes du Développement. Exemple: Développement du Squelette chez l Humain. Atlas Genet Cytogenet Oncol Haematol. September 2001 .
3- The shoulder: Volume 1 - Page 594 ,Charles A. Rockwood, Frederick A. Matsen, Steven B. Lippitt - 2009
نتيجة : لقد بينا أن الغضاريف موجودة قبل 42 يوم أما ظاهرة التعظم فإنها تبدا في الترقوة وفي الفك العلوي قبل 42 يوم -أي لا علاقة للملاك بهذا -
ويستمر التعظم خلال كل أشهر التطور الجنيني بل حتى الولادة وحتى سن 25 سنة.
و نضيف على كل هذا ، أن البروفيسور ثيوسن thewissen من جامعة أوهايو ، قام بدراسات تشكل الجنين عند الدلافين ، و قال التالي :
" عند أجنة الدلافين تــــتـشكل براعم لأطراف خلفية وتبدأ في النمو ، لكن ، وخلال أطوار التشكل الجنيني يضمحل برعم الأطراف الخلفية مجددا ، لكن عند الدلافين البالغة لا يوجد أطراف خلفية !! " ويستمر البروفيسور ثيوسن ليوضح هذه الظاهرة المذهلة فيقول
" عند معظم الثديات ، تعمل الجينات في مختلف أطوار اانمو الجنيني مع بعضها البعض بطريقة دقيقة لتشكيل عضلات وعظام وجلدة الأطراف . الجينات
تعتبر بمثابة متنافسين في سباق تتابع (بدل) (relay) ،لا يمكن للعداء أن يبدا العدو (الجري) قبل أن يتلقى الإشارة من العداء الذي قبله . لهذا فإن الأطراف تبدأ بالتشكل حتى تتوقف بسبب غياب الجـــــين (العداء الذي يعطي إشارة الجري) المسمى " Sonic Hedgehog" فيتوقف تشكل الأطراف فجأة وتضمحل البراعم "
منقول من موقع جامعة فلوريدا.
المصدر : http://news.ufl.edu/2006/05/22/whale-foot/
مما يدل أن الجينات تعمل وتنظم نشاطها بنفسها ولا تحتاج لعامل غيبي خارجي ، وإلا ، فلماذا سيقوم الملاك " الذكي " بتفعيل الجينات المسؤولة عن تشكيل براعم الأطراف الخلفية للدلفين ثم يتوقف ويتركها تضمحل !!!!! علما أن الدلفين البالغ لا يملك أطرافا خلفية أصلا !! لا يقوم بهذا إلا مخبول !!!! صح ؟ ، و من جهة أخرى فإن هذه الظاهرة العلمية تؤيد حقيقة التطور حيث أن جنين الدلفين يتشكل عنده براعم أطراف خلفية وتضمحل وهي من موروثـــه الجيني التطوري المأخوذ عن أسلافه الثديات ، نعم هي إمارة أو إشارة بقيت في جيناته .
كل هذه الردود العلمية في الحقيقة كنا لنستغني عنها لو أننا بــَّينا من الأول أن الحديث يستقي معلوماته من معارف زمانه :
يقول أبوقراط :
" أن مدة الحمل هي سبعة أربعيـــــــــــنيات أي 280 يوما "
المصدر : l anatomo-physiologie de la generation chez galien -christine bonnet,p6
كما يقول أبوقراط كذالك في المقالة الثانية من كتابه شيئا مهما يبين لنا منشأ ومنبت معتقد 42 يوم وتحديد الجنس ، يقول أبوقراط :
" ثم يتركب ويتم الذكر إلى 32 يوم والأنثى إلى 42 ويوم ، وربما زاد على الايام قليلا ، وربما نقص قليلا ، إلى أن تنقى في 42 يوم عند ولادة الأنثى "
المصدر : كتاب تحفة المودود في احكام المولود - إمام الإسلام ابن قيم جوزية،
معارف أبوقراط وجالينوس كانت معروفة جدا في العالم القديم ، بل كانت المرجع الوحيد الأـوحد في الطب بجانب الطب البدوي والنباتي الخاص بكل بلد
وقد انتقلت هذه المعارف للجزيرة العربية مثلا عبر أطباء عرب درسوا الطب الإغريقي مثل الصحابي الحارث ابن كلدة ، درس في مدرسة "جندشابور" الفارسية التي أسسها الملك كسرى عام 555 م ، وهذا موثق في كتاب جواد علي " المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام " الجزء الثامن ص 381 ، هذا الصحابي درس الطب هناك وكان النبي يستشيره ويبعثه ليداوي بعض المسلمين ( راجع نفس كتاب جواد علي ) ، وقيل أنه مات في عهد أبوكر ، طبعا ، الحارث ابن كلدة مثال واحد فقط نستدل به على وجود عرب أطباء درسوا الطب الإغريقي في مدينية جندشابور اين كان هناك قساوسة نسطورين ، مثل القس "segius " ( الذي قام بترجمة حوالي 30 نص للطبيب جالينوس من اللغة الإغريقية إلى السريانية وانتقل لمدرسة جندشابور الفارسية هروبا من وجه المسيحين الذي اضطهدوا النسطورين ) تجد هذا في كتاب " introduction of the history of science-wilams and wilkins 1927"،
لكن حتما يوجد أطباء آخرين لم تصلنا أسماءهم . وكل هذه المعارف كانت تنتقل شفويا ، وليس كتابة .
و الأربعينية الفرعونية مازالت باقية حتى أيامنا هذه !!! في كثير من البلدان العربية يتم تجهيز الأكل و عزم الناس للعشاء بعد مرور 40 يوم على وفاته .
كما أن أحاديث محمد تدل على رمزية عدد 40 ، وذكر خمس مرات في القرآن
وهذا الرقم توراتي الأصل ( و هو مصري الأصل) ، الكتاب المقدس اليهودي زاخر بالرقم أربعين :
مدة الطوفان التوراتية 40 يوم (تكوين 7-17)
مدة بقاء اليهود في صحراء سيناء 40 سنة
مدة بقاء موسى في الجبل 40 يوم ( الخروج 24 ،18)
مدة مملكة داود وسليمان 40 سنة
المدة الفاصلة بين دعة النبي يونس وتدمير بلدة نينوى 40 يوم
يقول محمد :
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق - إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمهأربعين يوما نطفه ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مـضغـة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويـؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، واجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري [ رقم : 3208 ] ومسلم [ رقم : 2643 ].
وهنا يقول محمد أن دخول الروح في الجنين تكون يوم 40 ، وهي فكرة أريسطوطاليسية ، يقول الباحث Hervé Chneiweiss مدير مركز الأبحاث الفرنسي ( CNRS
°la conception si clairement affirmée aujourd hui du caractère de « personne humaine » de l embryon dès la fécondation n a pas toujours été le dogme de l Église catholique. Pour Saint Augustin, qui reprend en cela la tradition juive, autant que l idée d acquisition différée proposée par Aristote, l âme ne viendrait qu au 40e jour de la vie de l embryon. Idée qui fut reprise par Saint Thomas d Aquin et demeurera la conviction officielle de l Église jusqu à la fin du 16e siècle.
المصدر : Hervé Chneiweiss, directeur de recherche CNRS (1 (مدير بخث في المركز الوطني للبحوث الفرنسي) إيميله [email protected]
ترجمــــــــــــــة
فكرة أن الجنين يعتبر شخصا إنسانيا كاملا منذ تلقيح البويضة لم تكن دائما معتقدا راسخا للكنيسة الكاثوليكية ، القديس أوغسطين ، والذي يأخذ وينقل عن التراث اليهودي ، وعن الفكر الأريسطوطاليسي ، قال أن الروح لا تأتي إلا في اليوم 40 من تشكل الجنين ، وقد عاد القديس توماس الأكويني لهذه الفكرة بدوره لتبقى معتقدا راسخا ورسميا للكنيسة حتى مطلع القرن 16 "
كما نجد أن هذه الفكرة أصبحت قانوا كنسيا من طرف pape Grégoire IX (1227-1241 ، منها يسمح بالإجهاض قبل الأربعين يوم ، لأن أرسطو قال أن الجنين يتكون في مرحلة " نباتية" ، ثم " حيوانية" ، ثم "عاقلة" بدخول الروح بعد الأربعين يوم .لكن pape Pie IX في القرن الماضي سنة 1854 ألغى هذا الفكر الأريسطوطاليسي وجرم الإجهاض سواءا قبل أو بعد 40 يوم . " المصدر : Hervé Chneiweiss, directeur de recherche CNRS (1 (مدير بحث في المركز الوطني للبحوث الفرنسي) إيميله [email protected]
ومن هنا يتضح أن فكرة الأربعين ودخول الروح فكرة أريسطوطاليسية من الأصل ( وهذا في كتاب أريسطوطاليس تحت عنوان de anima ).
وقد قال اليهود بمثل هذه الأفكار ( المنقولة عن أريسطوطاليس) :
not only Maimonides but also some other authorities in the Talmud also deem the embryo during the first forty days following conception as mere water , and as such an early zygote has no status at all, is not a person or nefesh
المصدر
Rosner, F. Modern Medicine and Jewish Ethics, Yeshiva University Press, New York, 1986,p. 150-1
ترجـــــــمة
" ليس فقط مايمونيد بل كذالك فقهاء آخرين من التلمود اليهودي ، اعتقدوا أن الجنين خلال الأربعين يوم الأولى يكون على شكل نطفة ( ماء أو نطفة فقط ) ، ومنه فإن الزيغوت المبكر ليس له أي وضع ، ليس إنسانا "
ونقرأ كذالك في مرجع آخر
" I believe, this kind of a distinction is an indication of an admission that embryo after forty days have a different moral status. Precisely we can say thatforty days and the formation of a foetus has some significance in Jewish understanding. "
ترجــــــــــــمة
"أعتقد أن هذا النوع من التمييز يشير إلى اعتراف بأن الجنين بعد أربعين يوما يكون له وضع مختلف ومغاير . على وجه التحديد يمكننا القول أن تشكيل الجنين وفكرة أربعين يوما لديها بعض الأهمية عند اليهود "
Sahin Aksoy M.D. Manchester University, Centre for Social Ethics and Policy, Oxford Rd, Manchester, M13 9PL, United Kingdom
Eubios Journal of Asian and International Bioethics 8 (1998), 76-79.
كما يوجد أحاديث أخرى تبين مدى عشق محمد لهذا العدد التوراتي :
أخرج البخاري عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين النفختين أربعون. قال: أربعون يوماً؟ قال أبو هريرة: أبيت. قال: أربعون شهراً ؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت0 أي أن أبا هريرة أبي أن يحدد الأربعين هل هي يوماً أو شهراً أو سنة ) قال: ( أي أبو هريرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ): " ثم ينـزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلي إلا عظماً واحداً، وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة " (صحيح البخاري، كتاب التفسير، سورة الزمر الآية 86 ج8/551 وسورة النبأ الآية 18 ج8/689 الطبعة السلفية بمصر تصوير دار المعرفة بيروت).
الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها ، إلا أدخله الله بها الجنة ) قال حسان : فعددنا ما دون منيحة العنز ، من رد السلام ، وتشميت العاطس ، وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه ، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة . الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2631 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
"
ومن هنا تبين أن الحديث لا يخرج عن السقف المعرفي لزمانه ، فكر توراتي وأريسطوطاليسي ، لكن دكاترة الإعجاز أخذوا شطرا من الحديث وأهملوا شطرا كما بينا و أخرجوا لنا عبقورا جديدا و أخرجوا الحديث عن سياقه التاريخي والمعرفي ، الكارثة أن من يقول بذالك يحملون شهادات ! .
#نور_العلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
