مبادرة لاصلاح الشعائر الحسينية

محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3917 - 2012 / 11 / 20 - 22:14
المحور: المجتمع المدني
    

ملحوظة : يرجى من الاخوة الذين يوافقون على المبادرة وضع اسمهم مع مهنهم ان امكن لاننا نقوم بجمع تواقيع بهذا الخصوص
مثلت الشعائر الحسينية على مدى قرون طقسا مهما من طقوس المسلمين عامة والشيعة خاصة، حبا وتعظيما وتقديسا لذكر الإمام الخالد الحسين بن علي ( ع ) الذي استطاع ان يسطر أروع صور التضحية والفداء ويعطي أعظم درس في التحرر والثورة على الظلم والفساد، واستطاعت تلك الشعائر ان تبعث برسالة متجددة عبر الازمنة والعصور المتعاقبة بان الحسين يمثل أسوة وقدوة عظيمة لمن يسعى الى سلوك درب التحرر والثورة والتغيير حتى اصبحت الشعائر تشكل هوية الطائفة الشيعية الكريمة في العالم .
ان ما نشاهده اليوم في الشعائر الحسينية هو التراجع الحاد والانحراف عن مسار قضية الطف العظيمة وادخال بعض الفعاليات التي لا تليق بالقضية الحسينية وتسهم في الاساءة وتشويهها واستغلالها سياسيا وتجاريا، بعد ان ساهم الاوائل من المتصدين لاقامة تلك الشعائر وتنظيمها على نشر مبادئ وافكار الثورة الحسينية الخالدة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتصدي للظلم والطغيان في كل مكان وبث روح القيم السامية العالية ومكارم الاخلاق . في وقت كان الاجدر بنا ان نستغل الوسائل الحديثة في عالم الاتصالات والتكنولوجيا وتقدم الفكر الحديث في حسن الترويج واشاعة مبادئ وافكار ثورة الإمام الحسين ( ع ) .
اننا وبمناسبة حلول ذكرى الطف الاليمة رأينا من المهم اطلاق مبادرة لاصلاح وترشيد الشعائر الحسينية وليس الهدف من وراء هذه المبادرة النيل من المعتقدات والطقوس، فذلك حق كفله الدستور والقانون للجميع، لكن هذه المبادرة تستهدف الاصلاح وايجاد نوع من الشعائر والطقوس التي ترتقي باهداف ومبادئ هذه الثورة الانسانية الخالدة، والمطلوب لانجاح هذه المبادرة، وقوف رجال الدين والمراجع الافاضل والمحدثين والمبلغين والخطباء والمنشدين والمؤسسات الدينية ورجال الثقافة والفكر ومنظمات المجتمع المدني والجهات المعنية في الحكومة والمحبين والموالين لنهج الإمام الحسين ( ع ).
لقد شاهدنا طيلة السنوات السابقة بروز ظواهر ساهمت في الاساءة للشعائر الحسينية و ولدت حالة من السخط من قبل الشارع واضرت بالمصالح العامة والتي ندعو الى علاجها والعمل على عدم تكرارها في الموسم الحالي والمواسم المقبلة وهي الحالات الاتية :
1 - تقوم بعض المواكب الحسينية بقطع الشوارع والطرق العامة والرئيسة في المدن والاحياء مما يسبب حالة من الزحامات المرورية الخانقة واضرار بالصالح العام، ويولد حالة من السخط والاساءة لاصحاب تلك المواكب لذا تدعو المبادرة الى منع اصحاب تلك المواكب من اقامة السرادق والخيم وسط الشوارع والطرق العامة والرئيسة وعد ذلك ضمن المخالفات القانونية والشرعية، مع ضرورة توفير اماكن مناسبة وملائمة لاقامة تلك السرادق والمواكب وبقية الفعاليات .
2 - من الظواهر اللافتة حتى في غير أيام محرم وصفر،هو وضع مكبرات الصوت في الشوارع والاحياء والازقة السكنية والاسواق العامة والذي يولد حالة من الضجيج والصخب. فتدعو المبادرة الى منع وضع مكبرات الصوت هذه في مثل تلك الاماكن لما لها من تداعيات سلبية واساءة للشعائر نفسها .
3 - تطالب المبادرة المؤسسات الدينية ورجال الدين بالدعوة الى تهذيب الاناشيد والموشحات (اللطميات) التي تم ادخال المفردات والعبارات والاوزان الراقصة التي تنطوي على مخالفات شرعية ودينية بل وحتى اخلاقية والتي لا يفهم منها سوى الصراخ والضجيج وفرض رقابة على اصحاب التسجيلات ومحال بيع الاشرطة التي تقوم بتنفيذ هذه الاعمال ومنع اي تسجيل صوتي أو صوري غرضه تجاري أو سياسي يسيء للشخصيات والرموز المقدسة .
4 - تدعو المبادرة الى اصلاح وتقويم المنبر الحسيني الذي شكل مدرسة مهمة في الاخلاق والتربية ونشر الثقافة والوعي لدى عامة الناس، ومنع انجرار المنبر للدعاوى الطائفية والسياسية والتي تبغي اثارة الفتن أو تأجيج بعض القضايا والمسائل، ومنع القاء الخطب وصعود المنبر لاشخاص يفتقدون الى ادنى وابسط الشروط التي يجب توفرها في الخطيب من ثقافة وعلم والمام بمختلف العلوم والمعارف والتفقه في الدين، وضرورة تركيز الخطب على اشاعة روح التسامح والاعتدال والتثقيف على مبادئ حقوق الانسان والوطنية والقيم الاخلاقية السامية، والدعوة للعدالة الاجتماعية وطرح مبادرات لكفالة الايتام والارامل والفقراء والتثقيف على ضرورة صرف الاموال والمبالغ على رعاية وكفالة الايتام والارامل ودعم المشاريع الخيرية بدل صرفها في بعض الفعاليات. والتطرق لقضايا التحرر وحركات الاحتجاج التي يشهدها العالم فيما بات يعرف بالربيع العربي وربطها بقضية الثورة الحسينية في الثورة على الفساد والظلم وسلب الحقوق، و وضع برنامج شامل بخصوص ذلك من قبل الخطباء والمبلغين.
5 - تطالب المبادرة دوائر ومؤسسات الدولة باصدار توجيهات تقضي بمنع نشر اللافتات والرايات والشعارات في المؤسسات الحكومية منعا للدعاية السياسية أواستغلالها في نوايا اخرى.
6 - تدعو المبادرة المفكرين والكتاب والباحثين والمؤسسات الدينية والبحثية الى ضرورة انشاء مركز للرصد الاعلامي والدراسات والبحوث بشأن قضية الإمام الحسين (ع) واتصالها بقضايا الاحتجاج والثورة في البلدان العربية والبلدان الاوروبية وبعض بلدان العالم.
ان المبادرة تدعو المراجع الدينية والجهات الحكومية الى دعم هذه المبادرة عبر اصدار الفتاوى والتوجيهات والبيانات، كما تدعو الأخوة الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية الى دعمها والعمل على انجاحها، كذلك تدعو المنظمات الدينية ومنظمات المجتمع المدني لاقامة الندوات الحوارية والتثقيفية بهذا الخصوص، آملين من الجميع عدم اساءة الفهم والنية من وراء ذلك .

#محمد_شفيق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات