شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 3917 - 2012 / 11 / 20 - 18:42
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
تحتفل دول العالم اليوم (20 تشرين الثاني) باليوم العالمي للطفولة مجددة اهتمامها ورعايتها لهذه الشريحة المهمة من المجتمع .
وقد دعت الكثير من القوانين والاتفاقات الدولية الى الاهتمام بالطفل باعتباره النواة الأولى للتشكيل الاجتماعي والعناية به تعني إقامة بناء مجتمعي سليم.
وركزت الأدبيات التربوية والنفسية على عوامل مهمة في هذا الجانب ابتداء من مرحلة الأم الحامل بوصفها وعاء لابد أن يحسن الاهتمام به ورعايته وابعاده عن كل اشكال الحالات الانفعالية والمرضية حتى لايكون الطفل معرضا لها، وبقدر الاهتمام بالطفل ورعايته فاننا لايمكن ان نهمل الأم التي ترعاه وتربيه منذ لحظات الحمل الأولى.
العناية الصحية بالمرأة والطفل تسير بشكل متواز مع بعضهما لارتباطهما ولانعكاس ماتتعرض له الأم على طفلها . ومن هنا يمكن الاشارة الى العنف الذي تتعرض له المرأة (الأم ) وخطورة آثاره في الطفل.
المؤسسات التربوية التي تكمل احتضان الطفل وتربيته والعناية به تتحمل مسؤوليات اكمال دور الأم والأسرة.
لهذا تسعى المؤسسات التربوية من دور حضانة الطفل ورياض الأطفال ومن ثم المدارس الابتدائية الى وضع مناهج تربـويـة ترعى الطفل كما انها تـوفـر ظـروفـا مناسـبة وبيـئة آمـنة له .
وفي الدول التي مرت بظروف استثنائية كالحروب وأعمال العنف والأزمات الاقتصادية، كان اول ضحاياها الأطفال وأمهاتهم بوصفهم الفئات الأضعف، وهذا ماحدث في العراق فعلا خلال القرن الماضي وأحداثه التي مرت بالعراق كالحروب والعقوبات الاقتصادية.
ظروف مريرة وقاسية مرت بالأسرة والطفل العراقيين انعكست على حاضر العراق ومستقبله، فقد كانت لها مخرجاتها السلبية، اذ تركت جروحا دامية في كيان الأسرة والطفل والمرأة.
ضحايا الحروب وماخلفته من أرامل وأيتام جعلت الطفولة نحو حالات من التردي والاهمال والانحراف، ولعل عمالة الأطفال والتسرب من المدارس احدى نتائج هذه الظروف.
آثار الفترات الزمنية الماضية اصبحت مخرجات مؤذية للمجتمع حين تحول بعض أطفال الماضي القريب الى شباب أصبحوا ادوات لأعمال العنف وصيدا سهلا لمروجي ثقافة العنف وممارسيه.
المؤسسات التربوية والاعلامية ومنظمات المجتمع المدني وخاصة المعنية بالطفل تواجه تحديا كبيرا لاعادة ترميم الواقع العراقي.
عشرت الآلاف من الأرامل والأيتام من مخلفات الحروب وأعمال العنف مشكلة كبيرة تواجه صانع القرار العراقي، تحتاج الكثير من الحكمة والحرص والارادة السياسية لوضع الحلول والمعالجات لها في الجوانب التشريعية والقرارات الاقتصادية
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟