أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بشير زعبيه - هؤلاء الملوثون بجرثومة - القراءة الأمنية -














المزيد.....

هؤلاء الملوثون بجرثومة - القراءة الأمنية -


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 3917 - 2012 / 11 / 20 - 01:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


على امتداد أكثر من أربعين سنة تمكن النظام السابق في ليبيا من تحويل مشروع الدولة في البلاد الى مشروع أمني ¸كل ما فيه من تفاصيا يبدأ من الأمن وينتهي به , والأمن بالطبع هو ـأمن النظام بل أمن الشخص , وباعتبار أن الثقافة جزء من التفاصيل فقد طالها ظل الأمن , ولأن الكتابة والقراءة جزء من تفاصيل التفاصيل فإن النظام إعتمد في التعاطي مع ما يكتب منهج القراءة الأمنية , بمعنى أن لا تكتفي خلال قراءتك بحاسة البصر وحركة العيون بل باستخدام الحواس جميعها بفكرة مسبقة هي أن كل سطر أو كلمة قد تكون مشروع قنبلة هدفها الرئيس هوالنظام , ولن يكون لمقصد من كتب مهما كانت حسن نواياه أى معنى , المعنى الوحيد هو الذي يدور في عقل القاريء الأمني , وقد انتقل هذا المنهج بفعل هاجس الخوف الذي لازم بالضرورة المشروع الأمني الى العامة , ومع تراكم هذا الشعور بالخوف لسنين طوال تعمم بين هؤلاء إلى حد كبير منهج القراءة الأمنية , حتى الكاتب نفسه يقرأ كل كلمة ويحسبها أمنيا ويخضعها للتأويل قسرا قبل أن يعتمدها بعد أن يكون قد أقنع نفسه بأن ما كتبه هو بالفعل خال من أي شائبة أمنية .
ولعل الخطير في هذا أن تلك المعطيات حتى بعد إنتصار الثورة وزوال النظام ومشروعه الأمني تركت لنا جيلا من القراء ملوثا بجرثومة القراءة الأمنية أو التأويلية زد عليها فيروس المزايدة , ما يجعل الكتابة والصحفية منها بتخصيص أكثر صيدا متاحا أمام هؤلاء , خاصة في جو موروث انعدمت فيه فيه إلى حد بعيد معايير القياس , واستبدلت بالإدعاء والتزيد والتكلف والتطفل , وقد صادف أن كان أحد أعداد المسار ضحية للإصابة بجرثومة القراءة الأمنية ومن ثم لتنطلق من حناجرهم كيل الاتهام المشحون بالتزيد وربما الغيرة والضرب الإستباقي للنجاح المفترض , نشرت المسار تقريرا إخباريا مهنيا عن لقاء أثار كثير اللغط والجدل بين الليبيين حول لقاء قيل أنه تفاوضي بين السيد على الصلابي وأحمد قذاف الدم , وكان طبيعيا أن تذكر أسماء أطراف اللقاء لأنه دار بين أشخاص يحملون أسماء وليسوا أشباحا لا يُروا , وكان لابد أمام متطلبات المهنة وما تستلزمه أصول الخبر أن تسرد الواقعة للقراء كما حدثت وتنقل كلام أطرافها كما قيلت طالما لم تحو ألفاضا خادشة أو تقولا مرسلا في حق آخرين ’ لكن ملتزموا منهج القراءة الأمنية التأويلية رأوا بعين المزايدة أيضا أن ما نشرته المسار هو تلميع لرموز النظام السابق !! وتسويقا لهم !! وكتبوا هذا على بعض صفحات التواصل الإجتماعي ثم وهو الأخطر ضمنوه تقارير وبيانات كيدية قدمت لمسؤولين في الحكومة , دون أن يعوا أن الروح التي كتبت بها تنم عن جهل مطبق بقواعد المهنة الصحفية التي تفرق بين الخبر المجرد الذي يقدم الى القاريء كمعلومة وبين التعليق الذي يحمل رأيا أو وصفا بغية توجيه الرأي العام إلى اتجاه بعينه
على هذا القياس سيكون نشرنا لخبر تسليم البغدادي المحمودي في صفحة المسار الأولى مرفقا بصورته تلميعا أيضا تلميعا أيضا وتسويقا له , وكذلك الحال بالنسبة لنشر خبر محاكمة رئيس جهاز الأمن الخارجي للنظام السابق أبوزيد دوردة .
أرى أن منهجا مثل هذا يشكل خطورة على الحرية التي بدأت تعيشها بالفعل الصحافة الليبية بعد سني الكبت والمصادرة وتدخلا سافرا في شأن الصحافة وإعادة إنتاج لـ " بصاصة" النظام الاستبدادي وأقلامه الأمنية !!
هنا لابد أن تبرز نقابة الصحفيين ويتفعل دورها بما تشكله من مظلة تحمي الصحفيين وتدعم حقهم في ممارسة مهنتهم بعيدا عن خطر هؤلاء " البصاصون" بالوراثة .



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت كان باردا (قصة قصيرة )
- الخفّاش (قصة قصيرة)
- مثقفون.. ومثقفون !
- الطابور ( قصة قصيرة)
- قريبا من البحر ( قصص قصيرة )
- ابتسامة أعرض (قصة قصيرة)
- درس كاليغولا
- هل لنا أن نحلم بغير هذا ؟!
- لبنان المختصر في (لعبة) أو (ورقة) !
- ماالذي ينتظر في الأفق هناك ?!
- اختطاف مشاهد !!
- اعلام يخاطب نفسه وآخر يسمع نفسه !
- سيرة ذاتية للمفاوضات العربية الاسرائيلية !!
- قصة قصيرة : الهاتف
- السّلام الأخير
- اللهمّ أرزق الصومال بنفط من عندك !!
- -القتل رميا بالشائعات-
- سؤال الصحفى ورد الرئيس
- قصة قصيرة : اش ..
- سباق مغاربي مقلق: التسلح يتقدم والتنمية الى الخلف


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بشير زعبيه - هؤلاء الملوثون بجرثومة - القراءة الأمنية -