أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - مهرجان جنرالات اسرائيل















المزيد.....


مهرجان جنرالات اسرائيل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 22:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


المتابع للإعلام الإسرائيلي، وخاصة قنوات التلفزيون ، منذ بدأت الصدام الحربي بين حماس واسرائيل، يظن نفسه في معرض لأهم منجزات اسرائيل منذ قيامها وحتي اليوم.
ليس اقامة وطن قومي، وليس تطوير العلوم ، وليس انجاز البناء الإقتصادي، وليس النجاح في مجال االأبحاث والهايتك، وليس احتلال كل فلسطين واستعمار اراضيها، هذه كلها مسائل هامشية بالمقارنة مع الإنجاز الأهم، تحقيق السبق العالمي بعدد الجنرالات بالنسبة لعدد المواطنين وكونهم نجوما اعلاميين في تبرير سياسة العنف والعدوان.. وتعميق مفاهيم القوة والعنف كاداة سياسية لا بديل عنها.
حتى مراسلي الشؤون العسكرية صاروا منظرين عسكريين ، وزراء لم يخدموا بالجيش، صاروا يفهمون بالتكتيكات الحربية ويطرحون خططهم بدل عرض ما يجري في ساحة الحرب، وزير المعرف أيضا لبس قبعه ولحق ربعه، صار منظرا استراتيجيا لشؤون ادارة الحرب ، وليذهب التعليم الى الجحيم ، الدراسة تعلم التياسة!!
كل هذا بسبب مجموعة صغيرة وضعيفة بالمقارنة مع القوة العظمى الإسرائيلية. هل تخيل احد ان حماس قادرة على مواجهة قوة عظمى وارباكها ؟
استاذ التاريخ في جامعة تل أبيب بروفسور شلومو زند يبدو صوتا نشازا في مهرجان الجنرالات. نشر مقالا كافكائيا مثيرا لم يستعمل فيه كلام الجنرالات: " لكمة حديدية"، "قبضة حديدية "، "قبة حديدية"، "قصف جراحي دقيق لمنع وقوع ضحايا" ، "الضحايا من الأطفال والنساء الفلسطينيين هم بسبب تخزين الصواريخ في المنازل" وشريط طويل من تحليلات جنرالية وتنظيرات ، وكلها حركة اسمها "حماس" لا تزيد عن كتيبة اسرائيلية واحدة في تسليحها وتدريبها وآلياتها . كتب زند في هآرتس خارجا عن الإجماع القومي لجنرالات اسرائيل:" لماذا يطلقون علينا الصواريخ" تسال البنت ؟ "لأنهم يكرهوننا كثيرا" تجيب الأم. "لماذا يكرهوننا؟" " لأنهم لا ساميين." لماذ يطلقون علينا الصواريخ بعد ان تركنا غزة؟" يسأل الإسرائيلي العادي قادته السياسيين. " لأنهم دائما ارادوا ويواصلون الرغبة بابادتنا وليس مهما ما نتنازل لهم عنه"؟ تجيب جوقة السياسيين.وتوصل شلومو زند لحقيقة بسيطة لا تحتاج الى علوم الكليات الحربية، بل الى العبرة من التاريخ الذي يعلمه لطلابه . استنتاجه بسيط: "لا مفر لنا، اذا اردنا ان نواصل العيش في الشرق الأوسط، وان لا نواصل الموت فيه، الا ان نصل الى حل متفق،مع اؤلئك الذين يقفون بمواجهتنا. علينا الإعتراف بالتاريخ وان لا نتنكر له". ويضيف :" قبل كل شيء يجب تغيير الأسلوب الذي نفكر به. ليس بالسلاح وحده يحيى الإنسان"!!
الإعلام الإسرائيلي في تنظيمه لمهرجان الجنرالات، سقط في امتحان الأخلاق. كان اعلاما هستيريا تحريضيا دمويا وهي اللغة التي لا يعرف غيرها جنرالات اسرائيل. ربما صوت عقلاني واحد سمعته ، ولكنه شطب من قائمة المدعوين لمهرجان الجنرالات.
هل خدموا شعبهم بهذا السيل الحربي من الثرثرة الفارغة من المضمون؟
استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس بين ان الجنرالات "نجحوا" بجعل الرأي العام الإسرائيلي ( اليهودي بدون العرب) متحمس لعملية "عمود السحاب"، ولكن 30% فقط مع الدخول العسكري البري الى غزة.. التأييد لنتنياهو وبراك لم يتجاوز ال 55% وما زلنا في اولها، والتناقص في التأييد هو الحالة المتوقعة بعد ان يتبين ان الحرب لم تسفر عن ضعضعة مكانة حماس او اضعافها عسكريا ، بل ربما اكسبتها مزيدا من التجربة العسكرية . ثم يبدأ الحديث عن قصورات عسكرية وعدم الإستعداد الكافي وربما ينتقل "مهرجان الجنرالات" كما تعودنا من الحروبات الأخيرة، من حديث ضرب وسحق الفلسطينيين وحزب الله وايران ، الى حديث النواقص والقصورات التي منعت "تساهل" ( جيش الدفاع) من الإنتصار على أطفال غزة. للمقارنة اولمرت وبيرتس في حرب لبنان الثانية (2006) حصلوا على تأييد 85% من المواطنين. وكلنا نعرف النتائج بعد الحرب ، اقامة لجنة فينوغراد للتحقيق بالفشل العسكري ضد حزب الله أشغل اسرائيل سنتين من النقاش والتحليلات واتهام القيادة العسكرية بالقصور، اقالة او استقالة قائد الأركان وغيره من الضباط الكبار.. واثبتت حرب لبنان الثانية ان مفهوم الحرب قي ظل تطوير وسائل قتالية خفيفة ورهيبة الفعالية، لم تعد "صفعة مدوية" وانتهينا. هذا الفلم شاهدناه مرتين على الأقل.
السؤال متي يتعلم شعب اسرائيل ان لا يصدق قادته ، وان لا يسحره جنرالاته بثرثرتهم الحربية ؟!
على المستوى آخر كسرت غزة حصارها السياسي. رؤساء حكومات ووزراء خارجية ووفود تضامن وحتى ممثل رسمي للسلطة الفلسطينية ورئيسها يزور غزة ضمن التضامن والتعامل مع ايجاد حلول للتهدئة.
الواقع يرتسم كالتالي: اسرائيل تهدد ولكنها مرعوبة من الدخول البري، ولا تعرف ما ينتظرها، لو عرفت لما انتظرت. من ناحية أخرى، "الدعم الدولي لاسرائيل للدفاع عن النفس" الذي حصلت عليه من أمريكا اساسا وجزئيا من الدول الأوروبية، يواجه تخوفا أمريكيا من دخول غزة بريا، نتيجة حسابات سياسية تريد الحفاظ على مكانة أمريكا في مصر ودول عربية أخرى ومعارضة حادة من دول الأوروبية لأي عملية برية ستقود كما هو معروف الى ارتكاب جرائم ضد السكان المدنيين وإستمرار العنف في الشرق الأوسط القريب من اوروبا ومصالحها. حماس لم تتراجع كما يظهر من بياناتها على الأقل ، لكني أميل الى فهم انها لا تريد ان يتطور الصدام الى صدام بري يوقع اصابات بين مئات المدنيين العزل وهدم المزيد من المنازل والبنى التحتة المدمرة أصلا ولحماس موقف لم تتضح تفاصيله الكاملة بعد ولكنه ينحو نحو انجاز مكسب يبقى مثلا بوابة رفح مفتوحة. لا استبعد ان نجاحها بشل الحياة في جنوب اسرائيل وصولا الى مركز اسرائيل،هو تطور نوعي يجب ان يكون له مكانته في أي اتفاق تهدئة جديد ومحدود زمنيا كما اتوقع. مصر غير معنية بدخول اسرائيل البري لأنه يربك النظام الجديد ويظهره نسخة أخرى من نظام مبارك يختلف بالكلام فقط.
استطع ان أقول ان اسرائيل فشلت. ودخولها لن يغير فشلها بل يمكن ان يضاعفه ويورط حليفتها الكبرى أمريكا بمشاكل هي في غنى عنها. ان ما ارادته اسرائيل بعدوانها الجديد اظهار ان الفلسطينيين ارهابيين ولا يمكن قبول مشروع ابو مازن بقبول فلسطين دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة ، سياسيا الحرب ضد غزة نتائجها ستكون عكس ما ترفضه اسرائيل. الحرب عززت المشاعر الوطنية العابرة للخلافات السياسية بين حماس وفتح ، ومهدت الطريق لمشروع فلسطين كدولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة. لا ارى ان حماس لها مصلحة برفض هذه الخطوة. هذا ما تخاف منه اسرائيل، وهو ما جعلته ضمن أهداف عدوانها. وهو ما قد يحسم في قرار اسرائيل بالدخول الى غزة.
ومهما تكون التطورات ، نهاية الفلم لن تتغير عما شاهدناه في اعتداءات سابقة.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صواريخ ابو مازن وصواريخ حماس
- مع الشاعر د.فهد أبو خضرة في ديوانه: -مسارات عبر الزوايا الحا ...
- Big Bang - اسرائيلي
- انتخابات اسرائيل:لا بديل اجتماعي بدون بديل سياسي..!!
- مرة ملكة .. دائما ملكة!!
- أحزاب عربية وانتخابات اسرائيلية
- خمم الديوك أوطاني منَ الشّامِ لبغدان
- يموت بحسرته...
- كلمة حق وحكاية في وداع رجل الثقافة موفق خوري*
- عن الندوات الثقافية .. عن تفككنا الثقافي
- مجمع اللغة العربية في اسرائيل بين الضرورة والسياسة
- المغامرة ضد ايران: لانقاذ نتنياهو من السقوط السياسي!!
- ما يشغل العرب في اسرائيل..؟!
- -الرحلة الرابعة-- من ابداعات الناقد الراحل د. حبيب بولس
- موفق خوري وقصصه للأطفال
- الإنعزالية القومية والشعاراتية المتطرفة هي التي همشت أحزابنا
- موفق خوري يرحل ويبقي لنا ثروة ثقافية وفنية لا تموت
- العربي يجب ان يموت !!
- السيد الرئيس..!!
- مشروع الوطن القومي لليهود لم ينته بعد


المزيد.....




- ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
- تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
- نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
- شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي ...
- مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
- صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
- اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من ...
- السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال ...
- دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو) ...
- واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - مهرجان جنرالات اسرائيل