نشأت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 12:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الشعب المصري يدفع الثمن
قامت ثورة 25يناير من أجل ثلاثة أهداف رئيسية:ـ
1. عيش
2. حرية
3. عدالة إنسانية
أهداف نبيلة جعلت الكل يشعر بمدى القهر الذي يعيش فيه في ظل حكومة مستبدة ونظام مباركي قائم على القمع ومبدأ فرق تسد, فكان دائماً يضرب الشعب بسلاح الفتنة الطائفية مستغلاً إياه في تفرقة الشعب والقهر المنشود لأطياف الشعب المصري بين مُضطَهِد و مُضطهَد, فكان الشعب يعيش يومه في آلام الصراع ناسياً حريته وأكل عيشه وكرامته باحثاً عمن يضطهده أو خائفاً ممن يضطهده, وفي الناهية الجميع تاه في سياسة مبارك, وحاشيته.
فتحول الشعب بقدرة النظام إلى جلادين ومجلودين والكل ضد البعض والبعض يعاني من الكل وفي النهاية الكل يلعق أحذية النظام, وينفذ سياسته الداخلية بكل حرفية, الشعب ضد الشعب الكل يقمع الكل.
نسي الشعب النظام وما يفعله من فساد واستبداد وعودة للرأسمالية المستبدة, وتجسم الجوع والعري وتفشى المرض, والأخطر من هذا تفشت عدوى التدين المريض فبات الشعب يومه يحافظ على الفرائض ويكفر المختلف معه في المعتقد( تفشت الوهابية ) فتخدر الشعب بالدين, مما ساعد على تفشي الحركات الإسلامية والتي تريد السلطة مستغلة حالة التدين المريض لدى الشعب ومنها الإخوان المسلمين والحركات السلفية والجماعات الإسلامية, وكأن هذه الحركات هي المسيح المنتظر ليخرجها من استبداد حكم مبارك.
وكان النظام يبارك ما تفعله بعض هذه التيارات, من اضطهاد واضح للأقلية الدينية المسيحية في مصر, على أن تكون في حدود المسموح به من النظام المباركي لكي ينتظم مبدأ التفرقة بين الشعب المصري, حتى أصبحت هذه القوى الإسلامية السياسية مسيطرة على بسطاء الشعب تتحرك كالماء تحت التبن.
وحدثت الثورة التي قام بها الشباب الطاهر الذي لا يعرف أي شيء مما سبق غير أنه يرى العالم من حوله ويريد مصر أن تكون في الريادة العالمية كما كانت من قبل, فأوقع الله القوة بين أيديهم, لأنهم أوصموها بالسلمية, والخوف في قلوب مبارك وأعوانه والنتيجة انتصرت الثورة.
فوجد التيار المتأسلم نفسه بعيداً عن المنافسة الشريفة والديمقراطية النزيهة فيما عدا بعض شبابه الواعي الذي لم يتلوث فكره بقذارة السياسة, فركب موجة الثورة ليسد النقص لدى الثوار وهو وجود قيادة محنكة ومنظمة ولها تاريخ في الشارع المصري لقيادة الثوار, فوضع الإخوان كل إمكانياتهم من الدهاء, متضامنين تارة مع باقي التيارات الإسلامية مع وعود غاشة للمجتمع المصري, مستغلة المصالح الأمريكية والتي تريد بديل لمبارك في مصر فوجدت ضالتها في الإخوان المسلمين, وأيضاً تلذذ العسكريين في قهر الثوار حتى لا تنقطع المساعدات الأمريكية لهم.
وأخيراً انقلبت الثورة على الثوار الحقيقيين, واستبدل مبارك بالإخوان ووقع الشعب في الشرك الذي أعده مبارك كبديل لذل الشعب في حالة سقوطه وهو الذي قال عنه "يا أنا يا الخراب", وسجن هو ولبسنا نحن الخراب, ليكون قمع مبارك أقل وطأة من قمع الإخوان وتحول الشعب بقدرة الإخوان إلى عباد تركوا عبادة الله الواحد ليعبدوا مبادئ مجموعة منغلقة تقوم على مبدأ السمع والطاعة وبدون تفكير.
فدفع الشعب فاتورة فشل الثورة:ـ
1. ضياع سيناء وموت جنودنا وهم في زهرة الشباب على الحدود بيد من يطلقون على أنفسهم جهاديين في سبيل الله, والإخوان يتسترون عليهم.
2. دفع مصر للدخول في حرب مع إسرائيل في هذا التوقيت حتى تنال الصهيونية غايتها من سيناء, وهذا راجع لدفع الإخوان فاتورة مساندة حماس لهم أيام الثورة حتى خرجوا من السجون وسيطروا على الثورة بميلشيات حماس, لتصبح مصر الزراع العسكري المنشود لحماس, نحن لسنا ضد القضية الفلسطينية ولكن علاج القضية هي في توحيد الشعب الفلسطيني تحت راية واحدة, وأن تكف حماس عن إطلاق الصواريخ الطائشة,وتنمية فلسطين لتكون منافس اقتصادي في المنطقة بدلاً من البحث عن الإعانات.
3. تفشي الفساد الداخلي لانشغال الشعب في حلم الدولة الدينية والخلافة الإسلامية, وتصفية كل من يخالف عقيدة الجماعة المنغلقة التي تقوم على مبدأ السمع والطاعة, حتى ولو كان مسلماً, ليتحول الشعب عن عبادة الله الواحد ليعبد مبادئ الإخوان.
4. تفشي الانفلات العام في البلد فترك الشعب العمل والقانون ليتجه للاتجاه المعاكس, وهو انهيار البنية التحتية للبلد فأنهار الشارع المصري بتفشي التحرش الجنسي والبلطجة, وغياب الأمن منه, تحول النيل من شريان حياة إلى وسيلة موت ليصبح مستنقع لمخلفات مصانع كيماوية وبترولية, تحولت الأرض الزراعية لمساكن, تحولت القطارات من وسيلة نقل إلى وسيلة موت, شلل لمترو والأنفاق والمواصلات الداخلية, مطالبات فئوية لا تنقطع, وكل هذا لتحول الإخوان عن مبادئ الثورة واحتياجات المواطن المصري إلى مكتسبات الجماعة والتوسع لأخونة العالم بعد نجاحهم في أخونة مصر.
5. تحول الشعب عن فرحته بمبادئ الثورة إلى منتقم من الثوار والثورة لأنه لم يلمس أيً من الوعود عيش ـ حرية ـ عدالة إنسانية.
6. الشعب الآن ينتقم بعضه من بعض, لتسود حالة من السيطرة بالقوة فتكون القوة والغلبة لمن يقدر على قهر جاره المصري, فسادت حالات استباحة دم الأقليات الدينية وعرضهم وخطف بناتهم, واستباحة أموال الفقير والضعيف, وكل هذا مع غياب كامل لحكومة الإخوان من إدارة مصر داخلياً.
7.
ما ذكرته هو على سبيل المثال وليس الحصر, لتبقى بعض التساؤلات التي تفرض نفسها:ـ
• ماذا ينتظر الإخوان بعد حكم مصر, لماذا لم يفعلوا شيء للشعب حتى الآن؟؟
• هل ننتظر حرب أهلية طائفية أو حرب جياع؟
• هل ننتظر مستعمر لمصر في صورة قوات حفظ سلام أو مستعمر سياسي أمريكي مثلاً؟
• هل ننتظر تقسيم مصر كما السودان؟
• هل ننتظر مصر بدون أقليات دينية لتصبح بكاملها إسلام سياسي؟
• ما موقف السياحة والتنمية في ظل كل هذه المستجدات؟
الحل الوحيد أن يستفيق الشعب من وهم الدولة الدينية والخلافة الإسلامية والفاشية الإخوانية ليقوم بثورة حقيقية لبلوغ أهدافها
عيش ـ حرية ـ عدالة إنسانية ـ وأضيف عليهم
مواطنــــــــــــــــــة حقيقية
الثورة مستمرة
نشأت المصري
#نشأت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟