أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - نوري بريمو - المرأة الشرقية بين سندان العادات البالية ومطرقة الرجال العرفية















المزيد.....


المرأة الشرقية بين سندان العادات البالية ومطرقة الرجال العرفية


نوري بريمو

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:48
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


بداية.. بمناسبة عيد المرأة العالمي الذي يصادف يوم 8 آذار من كل عام ،لا يسعني إلاّ أن أتقدم بالتهنئة والتبريكات لعموم النسوة في كل مكان ،ولا بد من تقديم خالص التحية والاحترام والتقدير للنساء الشرقيات عموماً والكرديات منهن بشكل خاص ،لِما يتحلّونَ به من صبر يجعل بمقدورهن تحمّل ما يعانونه من مشقّة وحرمانات وما يتعرضن له من تجاوزات لا بل انتهاكات لأبسط حقوقهن الإنسانية التي اغتصبت منهن خلال مسيرة حياتهن المظلمة التي كانت ولا تزال مكتظة بمختلف أشكال العنف والظلم .
ورغم أن قضية المرأة بمختلف تجلياتها وخلفياتها وتداعياتها ،هي حقيقة إنسانية ساطعة وحاضرة في وجدان وتفكير كل إنسان في كل زمان ومكان ،لكنها تبقي تتأرجح ما بين هذا الرجل العدواني وذاك المناصر لها ،حيث يدّعي كل منا كرجل بأنه ينزع ظاهرياً إلى التعامل معها بإيجابية ولكن وفق منواله الخاص ،بعيداً عن أية نظم أو ضوابط أو حتى شرائع سماوية قادرة أن تحدّ من تلك التحديات اللإنسانية التي تتعرض لها النساء باطنياً ،وسط مناخات زكوروية أشبه ما تكون بصحارى قاحلة لا تنطبق عليها أية قوانين سوى شريعة الغابة التي يهيمن فيها القوي على الضعيف ؟!،لتتحوّل حينها حياة المرأة إلى جحيم دنيوي لا يطاق .
إنّ المهم في الأمر هو أن ينزع الرجل ـ أي رجل كان ـ نحو قبول الاختلافات المتعددة في المواقف من قضية المرأة التي تشكل بتعدادها أكثر من نصف المجتمع وبدورها مربية لنصفه الآخر...،مما قد يساهم في إظهار مدى تنوع الخلفيات والتجليات المترتبة على أية وجهة نظر يتم طرحها تجرّد في هذا المجال الحقوقي الهام ،وبذلك تتقوّض كل تلك الأحكام المطلقة والأعراف المستحكِمة بالجنس الآخر والتي يزعم بموجبها أكثرية الرجال الشرقيين بأن نساءهم ليسوا إلاّ ملكية خاصة بهم وحدهم ،مما يقودنا إلى جدلٍ قد يتفاقم مع الأيام حول هكذا مشكلة ملحّة تلحق الأذى بأمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا ،أي بأقرب وأحب الناس إلينا...!؟،عسانا نستطيع التعرّف عن قرب على كيفية التفكير بها والبحث عن آليات التعامل معها بألفة وإنصاف وبمنطق إيجاد الحلول لا إدارة المشاكل ...،ولعلّنا نصبح قادرين على التوصل إلى الأساليب التي يمكن أن نمهّد بها لتشكيل ثقافة حقوقية مدنية من شأنها إفهام عامة الناس بمدى البعد العميق لمعاني وجود المرأة كصانعة للأجيال في الحياة البشرية وكسند متين لا يمكن الاستغناء عنه في أي بنيان مجتمعي قائم أو قادم...،هذا بغض النظر عن مدى تداخل الرؤى وتشابك مختلف المواقف التي قد تكون غير مفهومة ولا مقبولة ولا متَفَهَمَة في المستقبل المنظور لدى غالبية الرجال الذين يحملون في مكنونهم الداخلي قدراً لا يستهان به من ثقافة الشارب العريض التي اكتسبوها بالوراثة عن آبائهم وأجدادهم ،ليس هذا فحسب بل باتوا يتباهون بحملها كإرثٍ أصيل من القدامة التي ينبغي أن تبقى مُصانة لا بل مُسلطِنَة ،وذلك حسب وجهة النظر السائدة في مجتمعاتنا حتى الحين ،رغم ما جرى ويجري في بلدان العالم الآخر من تقدم في هكذا مجال .
إنّ مثل تلك الثقافة العدمية أو التجاهل السائد بل المتراكم لحقوق المرأة ،والتي قد يعتبرها البعض أعرافاً أهلية أو تقاليد مجتمعية أو طقوس متوارثة ينبغي التمسّك بها وعدم المساس بها تحت أية حجة أو حاجة علمية أو مدنية أو حضارية...؟!،قد أدت فيما أدت إلى الإبقاء القسري لهكذا شريحة واسعة بلا أية حقوق و بلا أي معنى للوجودية الحقيقية للإمرأة ككائن بشري يتوجّب أن يكون لها مكانةٌ ودورٌ واستحقاقات بل أداءٌ مجتمعي فعلي لا يمكن تجاهل دوره و حضوره البتة .
ورغم أن الكثير من النسوة هنا وهناك قد استطعن بمجهودهن الفردي وبقوة شخصيتهن ،أن ينسلخن عن واقعهن ويثبتن وجودهن ،كأفراد قادرين على القيام بفعل إيجابي في تدوير عجلة المجتمع على شتى الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية...،إلا أن أعدادهن في شتى أنحاء المعمورة لا تتجاوز حتى الحين سوى نسبة ضئيلة من الكم الهائل من النساء المظلومات اللواتي لازلن قابعات في حلكة الظلام الأسري الذي يعشنه وسط حلقات مجحفة تكاد تشكل بمجملها مسلسلاً درامياً محزناً أطبق وسيطبق بل سيسد عليهن شتى مناحي الحياة ،وخاصة ما يتعلق منها بالمساواة مع الرجل الذي هو شريكها في هذه الحياة التي لما استمرت لولا الوجود المزدحم للنساء فيها ،فهم مصدر عطائها وخصوبتها وعذوبتها .
وإذا كان الرجال في مجتمعاتنا الحالية هذه ،يعانون تحت وطأة السلطات من حالات الطوارئ والأحكام العرفية والمظالم القومية والاعتداءات الدينية والحرمانات المعاشية ...إلخ ،فإن النساء بحكم ابتلائهن الرباني بالعيش في هكذا مجتمع ذكوري مدقع في التخلّف ،تعاني من مظاهر عنف وأحكام اجتماعية جائرة لا حصر لها تحت سطوة أقرب المقربين لها ممن قد يكونوا أباءً أو إخوةً أو أزاوجاً أو حتى أعماماً أو أي قريب آخر من عشيرتهن أو حارتهن أو منطقتهن أو...!؟، فتصوروا مدى فداحة بل جسامة هكذا أوجه ظلم باتت تحاصر بل تضيّق الخناق على نصفنا الآخر الذي ينبغي أن يكون النصف الحلو كما يصفه ويتعامل معه الرجال في المجتمعات المتقدمة التي سبقتنا في أمورٍ ومناحٍ حياتية وعلمية كثيرة .
ولكي نحاول التمكن من رسم جزء من صورة ذلك المشهد الحزين لواقع حال المرأة الشرقية ،تلك الصورة التي قد لا يمكن إلغاءها أبداً ونحن على هكذا مستوى متدنّي من الثقافة والتفكير والسلوك...!؟ ،لا بد من عرض بعض أبرز مظاهر العنف والتمييز ضد المرأة في مجتمعاتنا :
1-النظرة الدونية التي تبقى تلازم المرأة الشرقية لا بل تعكر صفوة حياتها منذ أول يوم من ولادتها كـأنثى وحتى آخر يوم من حياتها.
2-الاستهانة الاعتيادية بمختلف قدراتها الفكرية والجسدية وحتى الروحية والنفسية و...الخ .
3-استباحة وجودها كمخلوق ضعيف...،إذ ينظر إليها من منطلق الأَمَة المملوكة الخاصة للزوج الذي يمتلك كامل التصرف بها مادام قد دفع نقدها واشتراها كسلعة من أجل الخدمة والمتعة والإنجاب وخدمة البيت ليس إلاّ ...!؟.
4-التمييز بالفطرة ما بين الشباب والفتيات من خلال الكيل بمكيالين ،لدى تناول الأهل لكل المشكلات والأمور التي تخصّ أولادهم كالتربية المنزلية أو حق التعليم والخطبة والزواج والإرث وحتى الدخلة والطلعة...الخ .
5-حرمانها من أبسط حقوق الإنسان كحق إبداء الرأي والتعبير عما يدور في مخيلتها حول أهم المسائل التي قد تخص حاضرها أو مستقبلها الشخصي أو مستقبل أهلها وبلدها.
6-العِصْمَة التي بيد الرجل والتي تحولت إلى سيف بتار لا يرحم نساء الشرق ،فالمرأة مثلاً لا يجوز لها أن تكون وصية على أطفالها بعد وفاة زوجها لا في مسألة تزويج أحدهم أو إدخاله إلى المدارس أو تسفيره إلى الخارج أو توريثه شرعاً أو...الخ ،إذ تبقى الأرملة على الدوام بحاجة أو تحت رحمة أحد أقارب زوجها المتوفىّ كي يشرف على معاملاتها القانونية التي تبقى دوماً أسيرة لموافقة أو لمزاج أولي الأمر من أهل زوجها .
7- غلاء المهور الذي يؤدي في كثير من الحالات إلى متاجرة بعض الأهل الجهلاء بمصير بناتهم ،تماماً كما يحدث في بازارات السوق السوداء ،مما يؤدي إلى تفشي آفة العنوسة .
8- العنف الظاهري والآخر المخفي الذي يجري ممارسته بشكل شبه مشرعَن ضد النساء على قدم وساق ،وذلك دون جدوى أي رادع إنساني أو شرعي أو قانوني للحد من هكذا سلوكيات جانحة ضد النساء .
9-الخطيئة التي تعتبر فخاً منصوباً أمام الفتاة الشرقية في كل زمان ومكان ،علماً بأن العلاقات الشبابية بين الذكور والإناث هي علاقات أُلفة ومحبة مشروعة ومتبادلة ،ولذا ينبغي أن يكون الذنب أيضاٌ متبادلاً ،هذا فيما إذا وصفناها قسراً بالذنب والتجني ...!؟،أي عندما يتم ارتكاب أية هفوة فإنّ على المجتمع محاسبة الطرفين على حدٍ سواء ،لكن الذي يجري في العادة لا يعكس الصورة الحقيقية للحدث ،بل تُنْسَب أي غلطة إلى الفتاة وتعتبر خطيئة لا تغتفر إلاّ بغسل العار الذي يتم عادة بقتلها ...!؟.
10- تعدد الزوجات الذي يرافقه عادة مشاكل لا أول لها ولا آخر ،فالأحقية التي منحها الإسلام للرجل بنكاح أكثر من امرأة تُفهَم بشكل خاطئ للغاية في أكثر من الحالات حدوثاً ،وهي بالأصل أحقية خاطئة شكلاً ومضموناً ،وإنني أرفضها حتى لو انتفض في وجهي أحدهم وأراد تكفيري ،إذ أنّ الجمع بين أكثر من زوجة هو إجحاف لا بعده إجحاف بل معصية لا بعدها معصية حتى ولو أباح الشرع الإسلامي بذلك ،حيث لا أحد من الأزواج يستطيع أن يعدل بينهن وذلك مهما بلغت قدراته الجنسية والمالية والخلقية...!؟.
11- منعها في غالب الأحيان من قبل الأهل أو الزوج من حق التوظيف وممارسة العمل السياسي و المهني خارج المنزل ،مما يفرض عليها البقاء في البيت أسيرة الأعمال الخدمية في المطبخ أو الحمام أو عرفة النوم أو غيرها...!؟.
12- الطلاق الذي هو أبغض الحلال في نظر الإسلام ...!؟، بات أمراّ سهلاٌ لا بل مباحاً للرجال بشكلٍ عام ،لكنه لا زال معيباً بل ممنوعاً على النساء اللواتي يطالبن بذلك الحق الطبيعي الذي يلحق بهن مختلف أنواع الأذى المادي والمعنوي والمستقبل الأسري الذي يغدوا مجهولاً بالنسبة لها ،فالمرأة المطلَقة تبقى منبوذة وتلاحقها نظرات الشك والاستخفاف من قبل محيطها الإجتماعي الذي يحقد عليها في هذه الحالة .
إنّ ما أوردته ليس سوى بعض العناوين العريضة لبعض مظاهر التمييز المنتَهَكة بحق النساء في عالمنا الشرقي ،وهي ليست سوى غيض من فيض مما أسعفتني ذاكرتي على إبرازها في هذه المقالة التي ارتأيت أنه لا بد من كتابتها في هذه المناسبة العالمية الخاصة بالمرأة ،علماً بأنني على دراية تامة بأنّ آلاف المقالات ومئات الكتب لن تفي بالغرض المطلوب لا بل لن تجدي نفعاً ،ما لم يرافقها تدابير عملية ومساعي جماعية جادة ينبغي الإقدام عليها من خلال القيام بحملات تنويرية تلقي بأضوائها التوعوية بشكل إرادي لا قسري على المسألة التي نحن بصدد بحثها ،والتي من شأنها ـ أي حملات التوعية تلك ـ أن تنعكس بمردودها الثقافي الإيجابي على ذواتنا المريضة بشتى عُقَد النقص أومركبات الزيادة ،مما قد يقودنا إلى التخلّي الذاتي عن بعض هذه الضغوط المجحفة التي نمارسها بحق نسائنا اللواتي بتن بحاجة ماسة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام والرعاية بهنّ كشريكات حقيقيات في هذه الحياة ،وإلى إعادة الاعتبار المدني لهنّ في بناء وإعمار وإعداد مجتمعاتنا النامية ،وذلك وفق الشكل والمضمون الحضاريين ،على طريق التنمية والتقدم واللحاق بركب الحضارة البشرية ،وفي سبيل عيش مدني هانئ وخالٍ من أي مظهر من مظاهر التمييز الجنسي الضار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (( يكيتي ))



#نوري_بريمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي تكونوا خير أمة أُخرِجت للناسِ جميعاً ...!؟
- الفتـنة أشـدّ كـفراً مـن القـتل...!؟. محمد سيد رصاص ـ نموذجا ...
- العلاقات الاخوية الكردستانية بين المشروعية القومية ... والمم ...
- الحج لايمكن أن يتم بالمراسلة
- العالم الحاسم ...
- العامل الحاسم
- بين الميشيلين عفلق وكيلو... هل ثمة قواسم مشتركة...؟
- المجلس العام للتحالف يجتاز عتبة عامه الرابع رغم الصعوبات
- لماذا هذه المعزوفة ..؟!


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - نوري بريمو - المرأة الشرقية بين سندان العادات البالية ومطرقة الرجال العرفية