ازل السياب
الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 16:51
المحور:
عالم الرياضة
بالرغم من كوني لست مولعة بالرياضة ولابفنونها الا اني احاول ان احرص قدر الامكان على متابعة انجازات منتخباتنا الوطنية سواء بلعبة كرة القدم او غيرها ..ودائما دعائي واحد لهم وهو الفوز وتحقيق المراتب الاولى في كل النشاطات العربية والعالمية ... ولطالما دعائي كان مستجابا فأقول الحمد لله وان لم يحصل المراد ايضا اقول الحمد لله ... فلدي قناعة ان الحياة هي هكذا بكل شيئ ...فوز ..وخسارة... او تعادل ... أخذوعط
اء... صعود وهبوط ... فكيف هي بالرياضة التي بسببها ولدت مقولة اجعل روحك رياضية ..اي ان الرياضة او الرياضي هو من يستقبل الخسارة بردة فعل طبيعية او عادية لكونها رياضة...فليس هناك خسارة مطلقة ولافوز مطلق.... مادفعني اليوم للكتابة هو موضوع الروح الرياضية التي للاسف للاسف لايمكلها الكثير منا ..... خاصة مع كرة القدم... فبعد كل مباراة نكاد نعرف ردود افعال الكثير من متابعي المباراة او حتى غير المتابعين فمجرد ان نسمع خبر الفوز تنهال التهاني ومعها تنهال العبارات الرنانة مع احلى الكلام والالقاب التي قد لم نسمعها من قبل ونحيي ونبارك الجهود المبذولة ونرفع هذا المنتخب حد السماء..واما لو خسر المنتخب (( فيا ويله من سواد ليله)) كما يقال ... تبدأ حملةالشتائم والسب وكلمات الاهانة والتحقير والتصغير ... واحيانا يمتد الشتم والسب الى مطلق هذه الشتيمة فيأخذ بذم نفسه وشتمها كونه تابع اللعبة وحرق اعصابه بالمتابعة والتشجيع ... الاغرب من هذا كله ان نفس الشخص المنتفض يعود ليتابع من جديد مع اول مباراة لاحقة لنفس الفريق حتى لو كانت بعد يوم واحد من المباراة الخاسرة اما الاغرب من الاغرب.. هي عودة نفس السيناريو فان فاز الفريق تنقلب الشتائم السابقة الى كلمات رنانة ومديح ويصبح الفريق ليس له مثيل والخ... وان خسر يعود (( بلي باك )) الى الموقف المتشنج فيعود الى شتم وسب اللاعبين وشجب نفسه ولومها لمتابعته اللعبة ...دون اكتراث لمشاعر الغير ولا لمشاعر الفريق ولا لمشاعر الوطن وقدسيته.. وكأنه سلطة عليا او اله والبقية بنظره اقزام وعبيد ...لذا فانه يجد انه من حقه الطبيعي ان يشعل لنفسه الضوء الاخضر ليتجاوز كيفما يشاء على اي شخص.. . ويعتقد ان الحق معه وانه على صواب بالتعدي على الغير وإلقاء اللوم والتوبيخ ... كما يعطي لنفسه حجما اكبر مماتستحق بكثير.. والنتيجة يصبح طاغي ولو لبرهة من الزمن ...نعم طاغي فهذا هو الطغيان بعينه... .. ....اقول باختصار لاني اطلت كثيرا عليكم.....لنتفق مع انفسنا قبل ان نبدأ مشوار المتابعة ان النهاية ستكون اما فوزا او خسارة ... وان النتيجة غير مفاجئة بالحالتين .. وان نتحمل الخسارة ونستوعبها كما الفوز..ولانعطي لانفسنا مجالا لتجاوز حدودنا ... ولنحاول اختبار نفسنا هل يمكننا تقبل هجوما غير مبرر... او هل اننا قادرون على تحقيق نتيجة اعلى من طاقتنا او مقدرتنا وامكانياتنا ... وان نوسع دائرة اتفاقنا مع النفس لتشمل كل مجريات وتفاصيل حياتنا فنتحمل النجاح ونتحمل الخسارة ...ولنجعل النجاح يدفعنا لتقديم المزيد.... والخسارة تدفعنا للمحاولة مرة اخرى وبعزيمة اكبر واعمق ... اعتقد من تجربتي الشخصية لهذه القاعدة اننا سنتصالح ونتصافى مع نفسنا قبل غيرنا ... وبالتالي سيكون النجاح وتحقيق المراد كفته اكبر من الخسارة والرسوب في الحياة ...كما سيكون بناء قدراتنا الذاتية اكبر من محاولة فاشلة منا لبناء قدرات غيرنا بالنقد الهادم لا البناء... امنياتي للجميع بأن تكون سلة حياتنا مليئة بالنجاحات والتوفيق والمكاسب ..... ومبروك لمنتخبنا العراقي للشباب فوزه بروحه الطيبة العراقية العاطفية التي اتضحت من خلال دموعهم بنهاية المباراة وشكرا لهم لانهم دفعوني للكتابة بهكذا موضوع مهم وحساس ... فلتحيا الكرة العراقية ولتحيا الروح الرياضية ...
#ازل_السياب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟