|
ماذا يجري في الاردن؟
محمد جميعان
الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 15:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المسؤولية والحل قبل فوات الاوان؟؟ ترك الوطن للمجهول..؟! ما يجري في الاردن من تداعيات اصبحت معروفة وموصوفة للجميع بخسائرها وشعاراتها، وما رافقها من شحن تلقائي غير مسبوق، ناجم عن قرار اقل ما يمكن وصفه بانه يخلو من الحكمة والسياسة، ويجهل ابسط المعطيات الامنية وتداخلاتها، رغم ان الجميع بما فيها جهات وشخصيات شبه رسمية قد المحت وتحدثت بشكل مباشر عن سوء ما سوف يجري ونصحت اعتماد ابواب اخرى لمعالجة العجز وتباعاته، حتى ان رئيس الحكومة ورئيس البرلمان سابقا، الذي يعتبر(في تقديري) من اركان المطبخ السياسي، السيد فيصل الفايز الذي ظهر على التلفزيون الاردني، وطالب فيه اولا؛ باعادة الثقة التي اهتزت بين المواطن والدولة، وطالب ايضا بايجاد بدائل افضل لدعم الخزينة كالضريبة التصاعدية، وصنديق المحافظات، الى محاسبة الفاسدين عبر قانون من اين لك هذا، ومع ذلك اصر وعاند الرئيس عبدالله النسور واعلن انه يصر على رفع الاسعار ويتحمل المسؤولية!؟ ثلاثة اسئلة تطرح نفسها في اطار ما جرى ويجري من تداعيات: 1- من المسؤول عما جرى ويجري؟ 2- هل هناك تصور لمدى تداعيات الموقف؟ 3- ما الحل والمخرج؟ لا بد ان نقر ان السياسة والاقتصاد وحتى الامن، لم تعد الغازا او حجبا، حكرا على نخبة من الاختصاصيين، يرمونها بمصطلحات كبيرة ليسكتوا بها الشعب ، بل اصبحت، مع عالم المعرفة والنت والفضائيات وثورة الاتصالات، ثقافة يمكن استيعابها بسهولة وهي في متناول الجميع، كما انها لم تعد فهلوة وتذاكي وشطط ووهم من العبقرية، بل هي نظريات مجربة، تحكمها ظروف ومعطيات ونتائج متوقعة، ومن يخالف ذلك ويتشاطر، اجتهادا من تلقاء نفسه لابد ان يقع ويوقع غيره بل والدولة كلها في شرك يصعب التراجع عنه اوالخروج منه. وعليه فان خلاصة ما جرى ويجري من رفع للاسعار وتداعياتها، ليس اكثر من ركوب السهل من القرارات التي تمس جيوب الفقراء والعامة، واصرار على حماية الحيتان والمتنفذين والفاسدين ومنظومتهم الوراثية، ولكن ومع ذلك كله فان في المشهد تفاصيل لابد ان نتناول بعضها ما امكن الى ذلك سبيلا. كل ما جرى من تمهيد وتصريحات حول رفع الاسعار وانهيار الدينار( والتي اججت الموقف اكثر)، وما ويجري من تداعيات معروفة للجميع تشير الى ان الدكتور عبدالله النسور قدم نفسه لتشكيل الحكومة على انه المنقذ لواقع اقتصادي، كان يعلم ابعاده، معتمدا على انه صاحب سلسلة مواقف معارضة للحكومات وانه صاحب تجربة شعبية، ويعرف كيفية احتوائهم، باعتباره انه نجح بالوصول الى البرلمان لعدة دورات، وانه القادر بذكائه وخبرته انفاذ رفع الاسعار دون تداعيات، اوربما كالشعرة عندما تسلها من العجين، رغم ان حجم التحذيرات لما كان ينوي عليه غير مسبوق، الا انه اصرواعلن تحمله المسؤولية، وهو ما يصعب تفسيره دون معطيات اكثر، حول جوانب كثيرة تحتاج الى ايضاحات، حتى نستطيع ان نحكم على الدوافع الحقيقية لامر ترتب عليه تداعيات خطيرة لم تكن بالحسبان .. قراءة التصريحات وتسلسلها وتحمس الرئيس النسور لها ولرفع الاسعار، والاستعداد لتحمل المسؤولية والاصرار على انفاذ القرار، رغم تحذيرات شبه رسمية وفتور رسمي تجاهها، كلها تشير ان صاحب الفكرة والخطة والمبادر لها على هذا النحو ، فضلا عن قرار التنفيذ لرفع الاسعار ، هو الرئيس عبدالله النسور نفسه ،والتي ربما على اساسها كلف بتشكيل الحكومة.. وهنا التذكيران حكومات سابقة في السنوات الماضية حاولت ان تعالج الامر ولكنها تراجعت، وحبذت الرحيل تحت ذرائع شتى ، اوعالجتها بشكل جزئي مع دعم مجز ومباشر للرواتب والدخول المتدنية، ولكنها لم تقدم على ما اقدمت عليه حكومة النسور بهذا الشكل وهذا التوقيت وهذه الالية ..؟! عندما يتعلق الامر بالمعيشة والرزق وقوت المواطن يجب الحذر الشديد جدا، لان كل وهم العبقريات مهما اوتيت من حيل نفسية، ومناورات سياسية، والتفافات جهنمية، وتشاطر، لن تمر عندما تستشعر الفقر والجوع، وهي ترى الفساد يرتع ويتبغدد ويتيه بمبرراته وتحصيناته..؟! تداعيات الاحداث المتسارعة تُنبئ ان ترك الساحة السياسية لقرارات الحكومة الاجتهادية والفردية والمتخبطة ذات الطابع النرجسي، انما هو ترك الوطن للمجهول الذي لا نعلم عواقبه، وما الخوف الا من لحظة قادمة لا يمكن معها تدارك الموقف .. اما وقد حدث ما تم التحذير منه واكثر،وتم على ذلك تداعيات خطيرة مست الارواح وغير مسبوقة في تفاصيل المشهد الجغرافي والاحتقاني، وان ما حصل ليس بالامر الاعتيادي، ومعالجته يجب ان تتجاوز كثير مما جرى عليه العرف والعادة والتقاليد السياسية وبعض الوجوه المكررة والسياسات التقليدية.. وعليه فان الوقت دقيق ومقدر بالساعات ان لم يكن بالدقائق ، ولا بد من قرارات سريعة تلغي قرار رفع الاسعار قبل فوات الاوان، يرافق ذلك استقالة الحكومة، وتشكيل حكومة وطنية اقرب لنبض الشارع، تتبنى قرارات تمس جيوب الحيتان وليس الفقراء، وتعمل على فتح ملفات الفساد ، مع ما يرافق ذلك من اجراءات دستورية قد تتطلب تاجيل العملية الانتخابية، لافساح المجال لحكومة انقاذ وطني تعمل على رأب الصدع ، ومعالجة آثار ما جرى، تفتح باب الحوار وصولا الى توافقات حقيقية في مجالات الاصلاح المنشود.
#محمد_جميعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اما آن للاحرار ان يُطلق سراحهم
-
محاولة للخروج من الازمة السورية
-
مربط الفرس في الاردن ؟!
-
آن الاوان لضرورة اعادة بناء الهوية النضالية للشعب الفلسطيني
-
هل الحوار الوطني في الاردن الى طريق مسدود ؟
-
هكذاسقطت الانظمة وهكذا ستنهار البقية..
-
نقاط على الحروف حتى لا ينخدع الاخرون..
-
الشيخ نوح ، من المؤمنين رجال..
-
لماذا انتفض النبلاء في مواجهة المتقاعدين العسكريين؟
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|