عدلي جندي
الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 18:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كم كنت أحبك يا الله..
كم تضرعت إليك في أوقات القلق ..وصليت طالبا العفو والغفران عند الخطأ...
كم كنت أفتخر أنك إلهي وعزتي وصلاحي...
كم سهرت أتامل في كلماتك....
كم كنت رائعا يا الله في شبابك ..
كم كانت مدينتي ما بين حنانيك تتمخطر وشعبي تحت قيادتك يتكبر ...
كم كنت حكيما في شيخوختك ..لم تترك الإنسان بلا قائد أو مرشد ...
قبل الرحيل ...شاهدت وسمعت إعجوبات صنيعة يداك العقل الذي وهبته للإنسان ...
الإنسان الراشد الرشيد يتمتع اليوم بالحديث عن ذكراك ...
يعمل ويصنع ويبدع و أيضا يرحل مثلما رحلت أنت دون ضجيج أو نحيب ...
الإنسان الراشد نضجت معارفه ..يعيش الحياة بحلوها ومرها وآلامها وأفراحها دون خوف من المجهول ...
كم كنت أحبك يا الله ...
يوم كنت صغيرا إنشغلت عنك باللهو والفرح ..
يوم كنت صبيا أصطحباني للتعرف عليك وكنت أنشغل دائما عنك بأموري الخاصة ..
في شبابي تقربت إليك حتي تساعدني إختياراتي ولم أكن أعلم أنها إختيارات المحاولات ما بين الممكن والمتاح ..
كم كنت أحبك حلما لذيذا بلا نهاية ...كنت أثق أنك تعرف الخير ويعرفك فقط الأبرار و الأخيار ...
مثواك يا الله اليوم في مصر صرنا لا نعرف له موضع ولا معني ...
هل هو في كتاب يسمونه دستور؟؟
شاهد علي قبرك يكتبون عليه هنا يرقد..... صاحب مبادئ الشريعة الإسلامية ووصاياك يفبركونها أصحاب المعالي حكام مصر الإسلامية؟؟
حددوا لك حدودا ....أسموها حدود شرع الله ...!!
هل حقا ..كنت محدودا...!!!و لك حدود ؟
هل مثواك الأخير هو كتاب يطلقون عليه اليوم إسم كتاب الله؟
أي ذاتك غير المحدودة ...يا الله ...بكاملها.... ترقد في هدوء وسلام ما بين ثنيات كتاب ...!!!
كم كنت أحبك يا الله ..
اليوم يأتي البديل من خارج أرض مصر ...وأهل مصر بكل محبتهم وإيمانهم بك يعتقدون أنه أنت الذي كنت ...لم يعرفوا بعد أنك في مثواك ...
اليوم في مصر صنعوك أولاد الأبالسة من رمال الصحراء ...والغريب أن صناعتك تمت في مراحل زمنية ...
رئيس مؤمن لدولة مؤمنة ..رئيس مؤمن بمن ؟؟؟ ودولة مؤمنة ..مؤمنة بمن ؟؟
ثم ...الإسلام هو الحل ؟؟أي إسلام ...؟؟ وكيف ؟؟هل الله لايملك كل الحلول ؟؟
وأخيرا ...نحن نحمل الخير لمصر ...هم يحملون الخير ولم يعد لك لزوم يا الله ...إسترح أنت في مثواك ...
صنعوا البديل - ولاد الأبالسة - من مواد غريبة عن طين أرض مصر الغنية ... صنعوه من رمال باهتة جافة صحراوية ....
كم كنت أحبك ...
#عدلي_جندي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟