|
ثلاثة مؤتمرات وثلاث عِبر
حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 18:18
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
عُقدت في السنتين ١٩٩٣-١٩٩٤ ثلاثة مؤتمرات في دول الشمال، دارت أبحاثُها حول الدراسات اليهودية بشتّى أنواعها. استضافت مدينة لوند السويدية المؤتمرَ الأوّل في ربيع عام ١٩٩٣وكان ذلك بمثابة المؤتمر الخامس لدول الشمال-السويد والدانمارك والنرويج وفنلندا. وفي ربيع سنة ١٩٩٤ أُقيم المؤتمر الثاني حول اللغة العبرية في ابنة البلطيق (هلسنكي) وفي صيف السنة ذاتها تمّ انعقاد المؤتمر الثالث في كوبنهاچن. كان كاتب هذه السطور قد اشترك في هذه المؤتمرات وظن أنه ربما كان من المناسب إطلاع القارىء الكريم عامة والعربي على وجه الخصوص على ثلاثة أحداث، يتمخّض كل واحد منها عن عبرة ذات صلة ببني يعرب.
سفينة نوح والعربي
في تاريخ ١٠-١٢ أيار ١٩٩٣ استضافت مدينة لوند في جنوب السويد المؤتمرَ الخامس لدول الشمال حول الدراسات اليهودية حيث أُلقيت خلاله عشرون محاضرة. تناولت تلك المحاضرات مواضيعَ مختلفةً نذكر منها على سبيل المثال: صورة الله في سفر يونان؛ المزيد عن نساء يهوديات في التاريخ؛ بعض الانعكاسات في استعمال الرسم العربي في نصوص عربية يهودية؛ الدراسات اليهودية في السويد؛ ثيودور هرتصل وحلم دولته اليهودية؛ العبرية الحية في اسكندناڤيا في القرنين الرابع عشر والسادس عشر؛ سفر أيوب كعمل أدبي؛ اللاسامية؛ الوضع الديموغرافي لليهود في الدانمارك؛ نظرات في الترجمة العربية لتوراة السامريين1؛ فريضة العماليق. والعماليق اسم لشعب قديم أقام جنوبي كنعان وشنّ حرباً ضد بني إسرائيل عند تجوالهم في الصحراء وبمرور الوقت أُطلق هذا الاسم عامة على كل من يكنّ الكراهية والبغضاء لإسرائيل. وورد في سفر الخروج في الإصحاح السابع عشر، الاعداد ٨-١٦ ما يلي عن محاربة العماليق: "وجاء بنو العماليق، فحاربوا اسرائيل في رفيديم. فقال موسى ليشوع: "خذ خيرة رجالك واخرج لمحاربة العماليق، وغدا أقف على رأس التلة وعصا الله في يدي". ففعل يشوع كما قال له موسى وحارب العماليق، وموسى وهرون وحور صعِدوا إلى رأس التلة. فكان إذا رفع موسى يده ينتصر بنو إسرائيل، وإذا حطّ يده ينتصر العماليق. ولما تعبت يدا موسى، أقعده هرون وحور على حجر وسندا يديه، أحدهما من هنا والآخر من هناك، فكانت يدا موسى ثابتتين إلى غروب الشمس. فهزم يشوع بني عماليق بحدّ السيف. وقال الرب لموسى: "أكتب خبر هذا النصر ذِكراً في الكتاب وقل ليشوع: "سأمحو ذكر عماليق من تحت السماء". وبنى موسى مذبحاً وسماه: الرب رايتي. وقال: رفع بنو عماليق أيديهم على عرش الرب فسيحاربهم الرب جيلاً بعد جيل2". ومما يجدر ذكره أن لوند، مدينة المؤتمرات، التي أقامها على ما يبدو، الملك الدانماركي Svend Forkberd عام٩٩٠م قد لعبت دوراً قيادياً في السياسة والدين والثقافة والتجارة في كافة البلاد الاسكندناڤية. وتقع هذه المدينة الجامعية في مقاطعة سكانيا حيث الأرض خصبة والمناظر خلابة حقاً لا سيما في فصل الربيع. وقد أُسست جامعة لوند سنة ١٦٦٦ وفتحت أبوابها لطالبي العلم والمعرفة بعد عامين من ذلك. يدرس في هذه الجامعة في الوقت الراهن ثلاثون ألف طالب وطالبة تقريبا. تعتبر مكتبة جامعة لوند كبرى مكتبات الدراسة والبحث في السويد إذ تضمّ حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون من المجلدات. وفي المكتبة قسم خاص بالمخطوطات ويعود تاريخ أقدمها إلى القرن الثاني عشر. وفي هذا المجال لا بد من ذكر كاتدرائية (كنيسة الكرسي الاسقفي) لوند الشهيرة التي بدئ بتشييدها في مستهل القرن الثاني عشر. ويعود سبب بنائها إلى زيارة الملك الدانماركي Irik Ejegod لقداسة الحبر الأعظم البابا خلال تواجده في مدينة السلام، القدس الشريف، عام ١١٠٣م. وخلال هذا اللقاء تمكّن العاهل من إقناع البابا بضرورة استقلال الدانمارك وانسلاخها عن أبرشية (أسقفية) هامبورغ - بريمن وأن تحظى ببطريرك خاص بها يكون مقره في لوند. وفي الوقت ذاته أصبح مطران لوند الزعيم الروحيَّ لبلاد اسكندناڤيا برمتها. وهكذا كان لمركز لوند الديني اليد الطولى في الإسراع بإقامة كاتدرائية تليق بالمدينة العريقة. ساهم في عملية البناء، التي وضع خطتها بطريرك وملك، مهندسون معماريون من قوميات مختلفة. تعرّضت الكاتدرائية في تاريخها الطويل لحريق نشب فيها سنة ١٢٣٤م ولم ترمّم الأضرار بكاملها إلا بعد مضي حوالي ستة قرون. في عام ١٦٥٨ أصبحت منطقة سكانيا ومن ضمنها مدينة لوند سويدية. والصلة بين الجامعة والكاتدرائىة وثيقة، فطقوس حفلة تدشين الجامعة في لوند جرت في الكاتدرائية. كما أن بعض الأقسام في الكنيسة كانت قد استخدمت كقاعات للمحاضرات. وتقام حتى هذا اليوم مراسيم منح درجة الدكتوراة في نهاية كل سنة أكاديمية في الكاتدرائية. والفن المعماري المتجسّد في الكاتدرائية التي استغرق بناؤها ما يقارب الستين عاماً يزخر بالرموز الدينية المستمدة من الكتاب المقدس. إن الكاتدرائية رمز للقدس السماوية (العليا) والهيكل في المركز يرمز إلى الجلجلة، قبر المسيح وموقع بعثه. أما جدران الكنيسة فترمز إلى أسوار المدينة المقدسة. وهناك ساعة فلكية من العصور الوسطى ذات شهرة كبيرة Horologum يعود تاريخها إلى عام ١٣٨٠م وقد رمّمت كلياً سنة ١٩٢٣. وأخيراً مركز الكون هو الأرض وبتعبير أدقَّ هو لوند. خلال انعقاد المؤتمرات يتسنّى للمشارك الالتقاء بزملاء قدامى وكذلك التعرّف على وجوه جديدة. وهكذا حدث لكاتب هذه السطور إذ تعرّف على بعض المشاركين الجدد. كان من ضمنهم محاضر اسكندناڤي وزوجته وابنهما. كانت هذه العائلة الصغيرة قد عاشت مدة من الزمن في القدس ودرس ربّ العائلة اللغةَ العبرية هناك. وخلال مكوث العائلة في مدينة السلام أنجبت الأم ابنَهما البكر. هذه التفاصيل وغيرها مثل ولعهما بالقدس وتشوقهما الشديد لزيارتها قد وردت في أحاديثي مع الزميل الاسكندناڤي ودعنا نطلق عليه هنا الاسم “بطرس”. تطرقت أحاديثنا، التي جرت باللغة العبرية وخلال فترات الاستراحة، إلى مواضيعَ شتى، علمية واجتماعية وسياسية. كان لمنطقة الشرق الأوسط والنزاع العربي الاسرائيلي نصيب لا بأس به من تلك المحادثات. في مركز مدينة لوند، بالقرب من الجامعة والكاتدرائية، مكتبة (محل تجاري لبيع الكتب) معروفة تحمل الاسم "سفينة نوح". كنت قد سمعت الكثير عنها من صديق لي، قسّيس فنلندي ناطق بالسويدية، وكنا قد تقابلنا للمرة الأولى في مدينة القدس وهناك درس اللغة العربية. تختصّ المكتبة المذكورة، ذات الحجم المتوسط، ببيع كتب لاهوتية مسيحية ويهودية، وقرّرتُ زيارتها خلال إقامتي القصيرة في مدينة لوند. وهكذا كان، ففي ظهيرة يوم ربيعيي مشمس توجّهت إلي "السفينة" واشتريت كتابين بالإنجليزية، يحمل الكتاب الأول العنوان "عودة إلى الجذور- قراءة النصوص اليهودية الكلاسيكية" - وهو عبارة عن مجموعة مقالات مطوّلة يعالج فيها الباحثون قضية قراءة النصّ وتفقّهه في التوراة والتلمود والمشناة (التوراة الشفوية) وتفاسير التوراة في القرون الوسطى والفلسفة اليهودية في القرون الوسطى والحركة الباطنية اليهودية (القبّالاة؛ הקבלה) وتعاليم الحركة الحسيدية (חסידות، تأسّست في أوروبا الشرقية في القرن الثامن عشر) وكتب الصلوات. أما الكتاب الثاني فهو ذو طابع هزلي ويحمل العنوان "أحسن النكات اليهودية في العالم" الصادر في لندن عام ١٩٨٤وأعيدت طباعته عام ١٩٩٢. في هذه السلسلة نُشر العديد من الكتب نذكر منها، على سبيل المثال، أحسن نكات العالم القذرة؛ نكات الأطباء؛ النكات الروسية؛ نكات حول الزواج؛ نكات عن كرة القدم. أذكر جيداً أنه بينما كنت أتصفّح هذا الكتيّب في أحد أركان "السفينة" اذ بسطرين قصيرين (ص. ٢٤) يجذبان انتباهي. مفادهما بلغة الضاد: "لماذا أنوف اليهود كبيرة؟ حسناً، الهواء مجاني". علينا أن ننوّه بأن جامع طرائف هذا الكتيب يهودي ويدعى ابن اليعزر. في تلك اللحظات وبينما كنت اقلب صفحاتِ الكتيب دخلت "السفينةَ" زوجة بطرس وهي اسكندناڤية أيضاً وبصحبتها ابنها المقدسي المولد، الاسكندناڤي الموطن، المسيحي المذهب، والبالغ من العمر بضع سنين. بعد السلام والتحية طرحت عليّ السيدةُ السؤالَ المباشر والجريء: آمل ألا تكون ذلك العربي المشارك في أعمال المؤتمر؟ دُهشت وكدت لا أصدق مسمعي لأول وهلة، أنحن في منطقة الشرق الأوسط حيث أسئلة من هذا القبيل قد تكون شبه عادية أم في بلد اسكندناڤي حيث الحرية الفردية والحياة الشخصية شبه مقدّسة. أجبت السيدة محاولا جهد استطاعتي إخفاء دهشتي واشمئزازي عن طريق مداعبة ذلك الطفل البريء بقولي: "في الواقع، لا علمَ لي يا سيّدة بوجود أي عربيٍّ آخرَ في هذا المؤتمر". لا أرى داعياً في الإسهاب بما حلّ بالمرأة من دهشة جامحة مقرونة بارتباك وخجل إثر سماعها لجوابي الذي وقع عليها وقوع الصاعقة. حاولت السيدة دون نجاح باهر أن تظهر أن سؤالها كان زلّة وهفوة وعثرة ولا يعشّش في صدرها أي حقد وضغينة وسخيمة إزاء العرب. ظننت أن هذه المخلوقة لا بدّ أنها قد جرّبت بعضَ العرب واختبرتهم وعجمتهم واكتشفت فيهم معايب ومثالب ومعاير فقط لا عدّ لها ولا حصر. ظنّي هذا سرعان ما خاب فانها لم تلتق بأي عربي على الاطلاق من قبلُ. من نافلة القول التنويه بأن لا علاقة تذكر بين مغزى سؤال السيدة آنف الذكر والديانة المسيحية التي تعتنقها. الديانة المسيحية كما يعرف كل دان وقاص تقوم على المحبة كما قال المسيح مثلاً في انجيل متّى ٥: ٤٤ "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم!".
العبرية في عروس البلطيق
في تاريخ ٢٣-٢٥ من أيار ١٩٩٤عقد المؤتمر العبري العلمي الحادي عشر في أوروبا في عاصمة فنلندا. اشترك في هذا اللقاء العلمي ٣٠ - ٤٠ شخصا وألقى عشرون محاضراً وباحثا محاضراتِهم التي تناولت مواضيعَ متعلقة باللغة العبرية وآدابها على مرّ العصور. من هذه المواضيع نذكر: ترجمة الكاليڤالا3 إلى العبرية؛ أحاد هعام (אשר גינצברג, ١٨٥٦-١٩٢٧) وإحياء اللغة العبرية؛ تدريس لغة العهد القديم (התנ"ך) في سانت بطرسبورغ؛ بين الشخصية والشعار - التعبير عن النزاع اليهودي العربي في الأدب الاسرائيلي في السنوات الأخيرة؛ مشاكل الترجمة من الأدب العبري الحديث إلى الألمانية؛ الفولكلور اليهودي ودوره في نشر العبرية في روسيا؛ تعليم العبرية كلغة ثانية ومكانة تدريس قواعدها خارج إسرائيل؛ أوزان الفعل في عبرية المشناة؛ اللغة العبرية في كتابي4 ابراهام فيركوڤتش القرائي (١٧٨٧-١٨٧٤)؛ العنصر العبري في اللغة العربية المحكية لدى يهود شمال افريقيا؛ العبرية على أرض بولندا في القرن الثامن عشر. ينتمي المحاضرون إلى دول أوروبية عديدة مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا وروسيا وهنغاريا والنمسا وفنلندا ومن دولتين في الشرق الأوسط هما جمهورية مصر العربية واسرائيل. الوثاق (الاتحاد، العروة) العبري العالمي يقوم بتنظيم مثل هذه المؤتمرات مرّة كل سنتين في جامعة أوروبية فيها أستاذية للغة العبرية أو للدراسات اليهودية. مركز هذا الاتحاد في القدس وهو عضو في الكونغرس اليهودي العالمي ومرتبط بالنقابة الصهيونية العالمية والمنظمة العالمية للنساء الصهيونيات WIZO, Women’s) (International Zionist Organization. تأسّست العروة عام ١٩٣١ في برلين حيث اجتمعت نخبة من المفكّرين اليهود للتباحث في موضوع نشر معرفة اللغة العبرية في التجمّعات اليهودية في أوروبا وترأسها آنذاك الشاعر القومي حاييم نحمان بيالك (١٨٧٣- ١٩٣٤). ترى هذه العروة، التي عقدت مؤتمرها الأول في سويسرا عام ١٩٧٤، أن مستقبل الشعب اليهودي منوط بالحفاظ على صلة وطيدة بين الشعب واللغة والأرض. الهدف الأساسي لهذا الاتحاد، كما أشرنا إليه سابقاً، هو أن يتكلم كل يهودي في أوروبا اللغة العبرية كلغته الثانية أي بعد لغة البلاد التي يسكن فيها. بعبارة أخرى، أن تكون اللغة العبرية حيّة محكية خارج إسرائيل أيضا. والجدير بالذكر أن اللغة العبرية أصبحت لغة محكية في العصر الحديث منذ أواخر القرن التاسع عشر وذلك إثر جهود إليعزر بن يهودا (١٨٥٧-١٩٢٢) وآخرين5. قبل ذلك وخلال حقبة زمنية طويلة، حوالي سبعة عشر قرناً، اقتصر استعمال العبرية على الكتابة. شعار المنظمة: أيها اليهودي تكلّمِ العبريةَ! فالعبرية همزة الوصل بين الانسان اليهودي وماضيه وهي بمثابة الجسر لنهضة اسرائيل. لا شك أن الهدف الذي وضعته هذه الحركة التطوعية نصب أعينها صعب المنال وهي تسعى جادة لتحقيق بعض النجاح في طريقها الطويل والشائك. بالاضافة إلى تنظيم المؤتمرات تقوم هذه الحركة بفعاليات عديدة منها إقامة النادي العبري وهو اليد اليمنى للحركة في كل مدينة أوروبية فيها جالية يهود ية. يعمل هذا النادي كنواة تستقطب حولها كل المعنيين باللغة العبرية والمحافظة عليها حية محكية. تزوّد العروةُ النادي بالصحف والمجلات والكتب الدراسية اللازمة ووسائل تعليمية مختلفة وأشرطة ڤيديو. كما وتلقى محاضرات في النادي ومن الممكن ممارسة ألعاب اجتماعية جمّة والاشتراك في الغناء والرقص الشعبي وكل ذلك من أجل خلق تجمّع اجتماعي وثيق تحت كنف اللغة العبرية. تُصدر العروة أعمال مؤتمراتها العلمية ضمن سلسلة "شعب وكتاب" وكذلك نشرة دورية تعنى بأخبارها. في هلسنكي أقيم النادي العبري رسمياً في مقر الجالية اليهودية أثناء انعقاد المؤتمر في الجامعة في عمارة پورتانيا. بالإضافة إلى النادي، هناك في وسط المدينة الكنيس الذي أقيم عام ١٩٠٦وروضة أطفال ومدرسة ابتدائية يهودية تدرّس العبرية والثقافة اليهودية أيضا. كما وهناك دار للمسنين ومستشفى صغير منذ الستينات وجوقة ومكتبة تضم بضعة آلاف من المجلدات حول الدراسات اليهودية باللغات، الإنجليزية والألمانية والسويدية والفنلندية والإيدش. وأخيراً لا بدّ من التنويه بأمرين هامين. أولهما، بلغت ميزانية الحركة التطوعية من أجل إعلاء شأن اللغة العبرية المحكية لدى الجاليات اليهودية في أوروبا في عام ١٩٩٤ثمانين ألف دولار أمريكي حصلت عليها من النقابة الصهيونية ومن التبرّعات. ثانيهما، يتحتّم على جميع المشاركين في أعمال مؤتمرات هذه الحركة إلقاء محاضراتهم وطرح الأسئلة وإبداء الملاحظات والتحفظات الخ باللغة العبرية فقط.
العماليق والدعوة في كوبنهاچن
في تاريخ ١٤-١٨ من آب ١٩٩٤عقدت الرابطة الأوروبية للدراسات اليهودية EAJS,) (European Association for Jewish Studies مؤتمرَها الخامس تحت العنوان "الدراسات اليهودية في أوروبا الجديدة" في عاصمة الدانمارك. تأسست الرابطة عام ١٩٨١ في جامعة أكسفورد حيث أقيم فيها المؤتمران الأول والثاني ثم في برلين وباريس. شارك في المؤتمر زهاء مائة وخمسين شخصاً من مختلف أنحاء العالم وألقيت أكثر من مائة وعشرين محاضرة تناولت مواضيع ذات علاقة بأحد ميادين المعرفة التالية: ١) فن وعلم آثار ٢) أرشيفات ومكتبات ومتاحف ٣) تاريخ اليهود ٤) كتاب العهد القديم وعلم التفسير ٥) التلمود والمشناة ٦) فلسفة وتصوّف ٧) لغات يهودية ٨) الأدب العبري ٩) علوم اجتماعية في مثل هذه اللقاءات العلمية الكبيرة لا مندوحة للمشارك من تفحّص البرنامج واختيار مسبق للمحاضرات التي يود الاستماع إليها. لا نضيف شيئا جديدا اذا ذكرنا بأن الفهم الكامل والدقيق للمحاضرات يتمّ بعد نشرها كاملة وقراءتها بتمعّن وتروّ. في هذه العجالة نود التنويه بمحاضرة عالجت موضوع وصية العماليق في اليهودية. توصّل المحاضر السويدي في بحثه المسهب هذا بأن في بعض التيارات الفكرية اليهودية يمكن أن نجد فريضة العماليق، أي يحقّ لليهودي قتل غير اليهودي (الچوي). وقد قرأنا في جريدة هآرتس الإسرائيلية اليومية (٧ شباط ١٩٩٥) مقالا يتعلّق بنفس الموضوع. الوصية "لا تقتل" الواردة في سفر الخروج ٢٠: ١٣ بناء على اجتهاد بعض الفقهاء اليهود تعني لا تقتل يهوديا! كما وورد في الصحيفة بأن العديد من كبار الحاخامين اليهود في إسرائيل لا يرون أي مسوّغ لتقديم من يرى أن قتل غير اليهودي أمر محلل للمحاكمة. أثارت المحاضرة المذكورة حفيظة أستاذ إسرائيلي بشكل واضح وقال إن بيت القصيد خطير جدا، لدى كل يهودي طاقة كامنة للقتل. وهكذا توجّه الاستاذ إلى منظِّمي الكونغرس وطالب بعقد اجتماع عاجل وعامّ، علني واستثنائي لبحث الموضوع. تمّ الاجتماع الاستثنائي ولا يخفى على القارىء النجيب اللبيب بأنه لا يمكن تحقيق الكثير في مثل هذه الاجتماعات العامة فكل شخص في أغلب الأحيان لا يتزحزح قيد أنملة عن موقفه ورأيه. وهكذا انفضّ الاجتماع دون أن يتراجع المحاضر عمّا ورد في محاضرته. خرج المحاضرون من القاعة زرافاتٍ ووحدانا ليعودوا إلى فنادقهم إثر نهار طويل ومضن. وحدث لكاتب هذه السطور أن صادف زميله الأستاذ الإسرائيلي. بادر الأستاذ قائلاً: هيا بنا إلى اللقاء! أتنوي المجيء؟ فوجئتُ وأجبته مستفسراً، أي لقاء تقصد؟ أجاب مندهشا، اللقاء بالسفير، ثم أضاف ألم تتلق دعوة من السفارة الإسرائيلية في كوبنهاچن لحفلة استقبال وتعارف في دار السفير؟ وعندما أجبته بالنفي احتدّ الأستاذ المحترم والغيور على حقوق الانسان ثانية وقال: أنا أدعوك فجميع المشاركين الاسرائيليين في المؤتمر مدعوون هذا المساء إلى اللقاء المذكور. عقّبت على هذا الخبر باقتضاب وقلت: معذرة لا يُعقل الانضمام دون دعوة كسائر الناس. ثم أردفت قائلاً الحق أقول لك إنني غير مندهش من عدم تسلّم دعوة فهكذا اعتدت والدهشة ستكون لو وصلتني مثل هذه الدعوة. ودّعتُ الاستاذَ متمنياً له وقتاً طيباً في حفلة الاستقبال وقفلتُ عائدا إلى الفندق. في الطريق التقيت بسيدة يهودية أمريكية مشاركة في المؤتمر ودار بيننا حديث طويل وودّي، في الظاهر على الأقلّ، عما جرى في الاجتماع الاستثنائي وقضايا كثيرة أخرى. عندما علمت تلك السيدة بعض التفاصيل الشخصية عني، مثلاً انني أحمل الجنسية الاسرائيلية، سألتني: لماذا لم تلب دعوة التعارف لهذا المساء؟ أجبتها مستفسراً ولماذا لم تلبي أنت دعوة السفير؟ قالت: أنا يهودية أمريكية ولست إسرائيلية والدعوات أرسلت للإسرائيليين أينما كانوا. تلك السيدة أقنعتني بأنه لا ينبغي السكوت على ذلك ولا بدّ من استجلاء الأمر. في تلك الأثناء تذكرت سؤالاً كان قد طرحه عليّ قبل يوم محاضر يهودي إسرائيلي أعرفه نزل في نفس الفندق. سؤاله كان: هل ما زلتَ محتفظاً بجواز السفر الإسرائيلي؟ أجبته نعم وأضفت لماذا تسأل؟ قال סתם (هيك) ثم أفصح إثر تدخّل زوجته وقال: هناك دعوة للمشاركين الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية وجّهها إليهم السفير الإسرائيلي لدى الدانمارك. قبل مغادرتي كوبنهاچن عائداً إلى هلسنكي أرسلت رسالة قصيرة للسيد السفير الاسرائيلي ورد فيها ما ترجمتُه: "علمت بأن سعادة السفير قد دعا البارحة الإسرائىليين المشاركين في أعمال المؤتمر لحفلة تعارف واستقبال. للأسف لم يتسن لي لقاء سعادته والتحدث إليه كباقي الإسرائيليين". وصلني رد السفير بعد حوالي أسبوعين قال فيه: "أسفت عند سماعي عن الحادثة المؤسفة لعدم ورود اسمك في قائمة المحاضرين الذين دعوا لحفلة تعارف واستقبال في منزلي. لسوء الطالع لم تكن قائمة المشتركين الإسرائيليين في المؤتمر في متناول يدي، بل أرسلها منظِّمو الكونغرس إلى السفارة. لذلك لم يعلم العاملون في السفارة شيئاً عن اشتراكك في المؤتمر ومن هنا نشأت . آسف على الامتعاض وكلي ثقة بأنك تعي أن ما حدث جاء نتيجة سهو مؤسف. فيما يتعلق بالمستقبل فيسرّني أن ألقاك في كل وقت تتواجد فيه في كوبنهاچن".
---- 1 تختلف التوراة السامرية (أسفار موسى الخمسة: الخليقة، الخروج. اللاويون، العدد والتثنية) عن التوراة اليهودية (Masoretic Text = MT) في ٦٠٠٠حالة تقريبا. نصيب الأسد من هذه الاختلافات لا يؤدي إلى اختلاف في المعنى. مثال على ذلك الفرق الأول: سفر الخليقة ١: ١١ في النص السامري ועץ وفي النص اليهودي بدون واو العطف (شجر). أما بخصوص الفروق الهامة بين النصين المذكورين فنشير هنا في هذه العُجالة إلى اثنين يتعلقان بالمكان المقدس لدى السامريين ألا وهو جبل جريزيم في نابلس. الفرق الأول: نجد في التوراة السامرية في سفر الخر وج ٢٠:بعد العدد الرابع عشر في التوراة اليهودية الفقرةَ التالية وهي بمثابة الوصية العاشرة أو إذا أردت فهي الحادية عشرة: "(١٤أ) ويكون اذ يُدخلك الله الهك الى ارض الكنعاني التي انت داخل الى هناك لوراثتها فتقيم لك حجارة كبارا وتشيدها بشيد وتكتب على الحجارة كل خطوب الشريعة هذه (١٤ ب) ويكون عند عبوركم الاردن تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جريزيم (١٤ ج) وتبني هناك مذبحا لله الهك مذبح حجارة لا تُجز عليها حديدا حجارة كاملة تبني مذبح الله الهك (١٤ د) وتُصعد عليه صعائد لله الهك وتذبح سلائم وتأكل هناك وتفرح في حضرة الله الهك (١٤هـ) ذلك الجبل في جيزة الاردن تبع طريق مغيب الشمس في ارض الكنعاني الساكن في البقعة مقابل الجلجل جانب مرج البها مقابل نابلس" {أنظر: الترجمة العربية لتوراة السامريين، حقّقها وقدّم لها حسيب شحادة، المجلد الأوّل: سفر التكوين وسفر الخروج. الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والآداب، القدس ١٩٨٩ص. ٣٥١؛ و ينظر أيضا في سفر التثنية ١٨: ٥. الفرق الثاني متمثل في صيغة الفعل בחר الوارد ٢١ مرة في سفر التثنية، في النص السامري ترد صيغة الماضي "اختار" في حين اننا نجد صيغة المستقبل "يختار" في التوراة اليهودية، انظر سفر التثنية ١٢: ٥، ١١، ١٤، ١٨، ٢١، ٢٦؛ ١٤: ٢٣، ٢٤، ٢٥؛ ١٥: ٢٠؛ ١٦: ٢، ٦، ٧، ١١، ١٥، ١٦؛ ١٧: ٨، ١٠؛ ١٨: ٦؛ ٢٦: ٢؛ ٣١: ١١. يبلغ عدد السامريين اليوم، تشرين الثاني ٢٠١٢ حوالي ٧٧٠ نسمة ويسكن أكثر من نصفهم بقليل في مدينة حولون (נוה מרקה) بالقرب من تل أبيب والباقي في مدينة نابلس (قرية لوزا على جبل جريزيم ). يرتكز إيمان السامريين (السمرة، السامرة) على الأركان الخمسة الاتية: (١) الله واحد، اله اسرائيل ويُدعى شيما أي الاسم (٢) نبي واحد، موسى بن عمران (٣) كتاب مقدّس واحد يضمّ أسفار موسى الخمسة (٤) مكان مقدّس واحد وهو جبل جريزيم (٥) قدوم المسيح المنتظر "تاهب" من نسل يوسف. للمزيد عما يجري في أصغر طائفة دينية في العالم يُنظر في "ا. ب. اخبار السامرة" وهي مجلة نصف شهرية تصدر في حولون (يازور). هذه المجلة فريدة في نوعها حيث أنها تحتوي على نصوص بالعبرية الحديثة والارامية السامرية والعربية والانجليزية وهي مكتوبة بالأحرف العبرية الحالية (الحرف المربع أو الأشوري)؛ بالأحرف العبرية القديمة (السامرية)؛ بالأحرف العربية وبالأحرف اللاتينية. وأخيرا يجدر بنا التنويه بأن أي اتفاق بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار ضمان حرية التنقل لكل سامري (ة) ما بين حولون ونابلس. وذلك من أجل المحافظة على هذه الطائفة العريقة التي عاش أفراد منها بالقرب من جبل جريزيم على مر العصور دون انقطاع. لا شك أن ضمان فوز مرشح سامري في انتخابات مجلس الحكم الذاتي الفلسطيني التي جرت في اوائل ١٩٩٦ يعتبر بادرة طيّبة من الجانب الفلسطيني، من الرئيس الراحل ، ياسر عرفات (١٩٢٩-٢٠٠٤). 2 الكتاب المقدس أي كتب العهد القديم والعهد الجديد، الترجمة العربية الجديدة من اللغات الاصلية. تصدرها دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط. بيروت، الطبعة الاولى ١٩٩١. 3 ملحمة الشعب الفنلندي تضم خمسين نشيدا ذات ٥٩٧ ,٢٢ بيتا جمعها "الأب الثاني" للغة الفنلندية الياس لونروت (١٨٢٠-١٨٨٤) المثقف، الشاعر، الطبيب، الصحفي وباحث الفولكلور خلال السنين ١٨٢٨-١٨٤٤. صدرت الطبعة الأولى سنة ١٨٣٥ والثانية الموسعة عام ١٨٤٩. هذه الملحمة مترجمة للغتين العربية والعبرية: الكاليڤالا "ملحمة الشعب الفنلندي" ترجمة: سحبان أحمد مروة، مراجعة يوسي آرو وكاي أورنبري. دار دانا للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ١٩٩١؛ هناك ترجمتان للعبرية غير كاملتين وليستا من اللغة الأصلية (الفنلندية). الأولى بقلم شاؤول تشارنيحوڤسكي (١٨٧٥-١٩٤٣) وقد صدرت في برلين سنة ١٩٣٠ (مج ٤، يشمل ٢٩ نشيدا) ثم عن دار النشر "عام عوڤيد" سنة ١٩٩٢ (مج ٥، ص. ٣-٢٦٤، ٣٢ نشيدا)؛ والثانية: קַלֶוָלָה (פינלנדיה) ארץ הגיבורים, תרגמה ועבדה שׂרה טוביה. זמורה בית מודן - הוצאה לאור, בשיתוף עם ידידי פינלנד בישׂראל. תל-אביב 1978 (٤٠ نشيدا). 4 ספר אבני זכרון המאסף רשימות המצבות על קברי בני ישראל בחצי האי קרים, אשר אסף ורשם החכם הכולל החוקר קדמוניות המורה הראש לכל בני מקרא כמהר"ר אברהם פירקאוויץ ירו נר ו. ווילנא תרל ב (1827; ספר מסה ומריבה חבורו של כמהר ר אברהם ירושלמי פרכוויץ נר ו. נדפס בגוזלווא בשנת תקצ ח (1838). 5 أنظر مثلاً: אליעזר בן-יהודה, החלום ושברו מבחר כתבים בענייני לשון, ההדיר וצירף מבוא והערות ראובן סיוון. ספריית דורות הוצאת מוסד ביאליק ירושלים, 1978 ר סיוון, תחיית הלשון העברית. ירושלים 1980; שלמה הרמתי, שלושה שקדמו לבן-יהודה. הוצאת יד יצחק בן-צבי, ירושלים תשל"ח; ב הרשב, מסה על תחיית הלשון העברית. אלפים 2 (1990) 9-45; Jack Fellman, The Revival of a Classical Tongue. Eliezer Ben Yehuda and the Modern Hebrew Language The Hague and Paris 1973; Jack Fellman, The Hebrew Revival: A Myth? Orbis 2(1974) 350-354; Chaim Rabin, The Revival of the Hebrew Language. Ariel 25 (1969) 25-34, D. Shaffer, The Hebrew Revival Myth. Orbis 21 (1972) 315-326.
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من القصص الشعبي السامري (3)
-
من القصص الشعبي السامري (2)
-
من القصص الشعبي السامري (1)
-
لمحة عن بعض كتاب ألمانيا العرب
-
الانتقاد سهل إلا أن تنفيذه صعب
-
حول أصل أوكي .O.K
-
من فوائد الخسّ
-
أكياس البندورة
-
مستشفى الأمراض العقلية
-
حالة الطوارىء
-
على هامش زيارة مسقط الرأس مؤخّرا
-
شجرة المانچو
-
أتستطيع الوصول إلى القمة؟
-
لمحة عن القدّيس سمعان الخراز ونقل جبل المقطّم
-
نظرة عامّة على بحثي وكلمات شكر
-
العبرية على خلفية العربية - لقاء لغتين شقيقتين
-
سرّ التعايش العربي اليهودي في حيفا ١٩٢
...
-
ما لا أعرفه هو: إلى أين أنا ذاهب؟
-
حول “رحلة جبلية، رحلة صعبة” لشاعرة فلسطين
-
كلمة حول كتاب جديد عن عرب إسرائيل
المزيد.....
-
سوريا.. فيديو حراسة موكب أمير قطر بدمشق ولقطة مع أحمد الشرع
...
-
-سيفعلان ذلك-.. تصريح جديد لترامب عن مصر والأردن وخطة استقبا
...
-
الحوثيون على قائمة الإرهاب: ماذا يعني ذلك لليمن؟
-
بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خ
...
-
تحذير لمكاتب الكونغرس الأمريكي بعدم استخدام تطبيق -ديب سيك-
...
-
اليونان.. قرار بإزالة طوابق فندقية مخالفة قرب معبد الأكروبول
...
-
الصليب الأحمر يدعو إلى عمليات نقل -آمنة وكريمة- للرهائن
-
قنبلة نووية في متناول اليد!
-
السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن
...
-
-بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|