انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان
الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 15:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فشل حكومة بنكيران في امتحان عدوان غزة
كان من المنتظر ان تتحمل حكومة بنكيران مسؤولياتها التاريخية في دعم صمود الشعب الفلسطيني ضد العدوان الاسرائلي على غزة باعتبار ان الحكومة المغربية وعمودها الفقري حزب العدالة والتنمية الذي كان من الاحزاب المغربية التي ناصرت القضية الفلسطينية في كل نضالاتها المعاصرة ، فهل هذا التراجع في هذا الموقف الذي يمكن تسميته بالمتخاذل ينم عن تغيير استراتيجي في التعاطي مع الحلفاء الايديولوجيين للحركة الاسلامية المغربية ومنها عدم دعمها لحركة حماس وهي جزء من الحركة العالمية للاخوان المسلمين ؟ ام ان حزب العدالة والتنمية المغربي فضل الحكم والسلطة والمساومة على المبادئ المؤسسة لفكره ؟. سارعت مصر وتونس الى زيارات ميدانية لغزة مبدية تضامنهما مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة الجديدة فيما تخلف المغرب عن تقديم ابسط اشكال الدعم والتضامن ، اليس فشل حكومة بنكيران في صيانة هويتها الاستراتيجية مبدئيا وسياسيا وبالتالي تخاذلها في دعم الشعب الفلسطيني تحولا في خطها السياسي معناه قبول التنازل الاستراتيجي لحزب العدالة والتنمية مقابل البقاء في السلطة ؟ حكومة بنكيران فشلت في التدبير السياسي المنطقي لهذه المرحلة السياسية التي تتميز بهجوم اسرائيلي في شكل امتحان سياسي لدول عرفت الربيع الديموقراطي ، فإذا كانت مصر وتونس قد استطاعتا ان تثبثا للعالم بأن هناك تغير في السياسة الخارجية لهذه البلدان في اتجاه التعبير عن ما تراه موقفا سليما في القضايا الدولية ومنها الموقف المشرف بالتضامن مع غزة والذهاب الى عين المكان ، فشلت الحكومة المغربية في القطع مع السياسة الخارجية السابقة المبنية على الخوف من اسرائيل ومن حلفائها ومناقشة القضايا الانسانية العادلة بمنطق الربح والخسارة ؟؟
فإذا كان البعض في المغرب يعيب على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تنازله للمخزن المغربي بعد اربع سنوات من الحكم او تحديدا المشاركة فيه اي منذ تولي حكومة عبد الرحمان اليوسفي 1998 الى 2002 اي ان الشعب المغربي انتظر سنوات قبل ان يعرف بأن الاتحاد الاشتراكي ليسا لا اشتراكيا ولا هم يحزنون . حكومة العدالة والتنمية مشكورة اختصرت علينا السنوات وانتظار الذي لن يأتي ابدا من التغيير ومحاربة الفساد وبات واضحا انه من السنة الاولى توضح للعيان ان الحكومة الملتحية الحالية عاجزة داخليا بشهادة الصديق قبل العدو وصامتة على الاقل في القضايا الجوهرية في العلاقات الدولية ومنهاالقضية الفلسطينية , وتخاذلها في زيارة غزة وفي التنديد بالعدوان الهمجي الاسرائيلي على قطاع غزة بشكل عملي وفعلي وليس تصريحات لا تعطي اية قيمة مضافة .
*حاصل على دبلوم السلك العالي من المدرسة الوطنية للادارة-الرباط
*احضر دكتوراة الدولة في موضوع التحولات السياسية والمجتمعية في مغرب ما بعد 20 فبراير2011
*ناشط حقوقي وسياسي وعضو مركز الجنوب للتنمية والحوار والمواطنة
*المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان
*صاحب مقالات ودراسات في عدد كبير من المجلات والجرائد الوطنية والدولية ومحلل سياسي في قناة شبكة الاخبار العربية
#انغير_بوبكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟