حسين القطبي
الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 15:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تصاعد حدة التفجيرات تثبت ان السيد المالكي لم يستطع وقف العمليات الارهابية بالرغم من مرور اكثر من ست سنوات على توليه مقاليد الحكم.
وادائه في المجال الخدمي لا يختلف عنه في المجال الامني، اذ ما يزال وضع التعليم والصحة والمواصلات والسكن.. الخ اسوأ مما كان عليه في عهد النظام السابق.
اما عن الفساد الاداري فان السيد المالكي يحتل وبجدارة وحسب احصاءات عالمية محايدة لقب رئيس اكبر حكومة فساد في العالم، متخطيا رفيقه حميد كرزاي في افغانستان.
وعندما تسال عن سبب هذه الحظوة الانتخابية التي يتمتع بها السيد رئيس الوزراء الحالي، يأتيك الجواب: هو الحرية المطلقة في مجال ممارسة الطقوس الدينية، وهو لدى الاغلبية الشيعية في شارعنا العراقي يعني بالتحديد "اللطم" على سيد الشهداء الامام الحسين (ع).
وبمناسبة اقتراب موسم اللطم، في عاشوراء، جاء قرار رئيس الوزراء بالغاء نظام البطاقة التموينية ليترك الطبقات الفقيرة بين اللطم او الغذاء، اي بالتحديد وضع اللطم مقابل الغذاء.
البلدان المنكوبة التي تحكمها ديكتاتوريات او رجال دين، دينتاتوريات، او تعيش حالة الحروب، لا تستطيع التخلي عن سجلات الغذاء "نظام البطاقة"، فبدونها تحدث كوارث انسانية ويتدهور الوضع الاقتصادي لملايين من العوائل الفقيرة لما يصل لمستوى المجاعة، والتقارير تشير الى وجود حوالي سبعة ملايين فقير في العراق، ترتفع نسبتهم في الارياف الى ثلاثة ارباع السكان، كما في محافظة المثنى التي تتصدر قائمة المحافظات بـ 75% ثم ريف محافظة بابل التي يشمل الفقر فيها 61% من السكان، وريف واسط بنسبة 60%.
والعراق اليوم مايزال بحاجة الى تنظيم عملية وصول الغذاء الى الجميع بسبب الضروف المعيشية والاقتصادية والفساد المستشري اداء الحكومة العراقية.
الا ان حاجة المختلسين في المنطقة الخضراء للمزيد من السيولة تدفع السيد المالكي الى الضغط على الفقراء، ودفعهم بدوره الى المزيد من التقشف، ووضعهم امام الخيار الاصعب هذا، اللطم او الغذاء.
الغاء البطاقة التموينية قد يوفر سيولة اكبر للمختلسين المعششين في المنطقة الخضراء، فعلا، لكنه يضر سبعة ملايين عراقي غالبيتهم من الاطفال والنساء الذين يعتبرون متلقين للغذاء، وغير قادرين على الحصول عليه بانفسهم، سوى من خلال رحمة ومزاج رب الاسرة، او البطاقة التموينية.
واذا كان السيد المالكي قد اضطر الى التراجع عن قراره، معتبرا محاولته مجرد "جس نبض" للشارع العراقي، فان ذلك يشير على الاقل الى حقيقة اصطفاف المالكي الطبقي مع الاغنياء وطبقة كبار المختلسين، المعادية لمصالح الفقراء.
والفقراء بدورهم عرفوا نية حكومتهم، وفرة في حرية اللطم، ونقص في سلة الغذاء، وبما انهم يشكلون النسبة الانتخابية الاكبر في المجتمع العراقي، فعليهم ان يختاروا اي الاتجاهين في هذا المفترق، حين يقف اللطم مقابل الغذاء.
#حسين_القطبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟