يجب ارجاع الدكتاتورية ورفعها بالتدريج !!!

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 11:48
المحور: المجتمع المدني
    

يجب ارجاع الدكتاتورية ورفعها بالتدريج !!!
لماذا تم رفع وإزالة الدكتاتورية على الشعوب العربية والمنطقة مرة واحدة وهل تستطيع الشعوب التي لم تخرج من تحت السيطرة الدكتاتورية ابداً ان تستوعب الحرية والديمقراطية الجديدة وتستطيع ان تتعامل مع الآخر على هذا الأساس أم يجب إعادة الدكتاتورية على تلك الشعوب ومن ثم رفعها تدريجياً وبشكل منهجي حتى تتجاوز هذه الشعوب المآسات المقبلة لها ولأطفالها ؟؟؟.
اهلاً بكم في برنامجكم ( صناعة الموت ) وهذا الموضوع سيكون محور حديثنا وصناعتنا لهذه الليلة وسنستضيف فيها الفنان الماركسي الغائب الحاضر السيد دريد لحام ( غوار الطوشي ) .. اهلاً بك سيدي لماذا هذه الغيبة والتحول الغريب وماهو رأيك في موضوع اليوم ؟؟.. تفضل سيدي ..
شكراً لك اخي على هل التذكير : موضوع الغيبة والتحول الغريب ندعها لمقابلة اخرى.. اما موضوع الحلقة والمقدمة التي تطلب فيها إعادة الدكتاورية من جديد ومن ثم رفعها بالتدريج وبشكل منهجي قد لا يستوعبه او يتقبله الكثير ولكنني شخصياً معك قلباً وقالباً ..وإذا لم يستمعوا الى ما تقوله وتطلبه فسيندمون كثيراً ( هذه ليست اول مرة ) كما ندموا الرؤساء العرب لأنهم لم يقرأوا رسائلك لهم بشكل جيد ..
من هنا سأبدأ ردي على تساؤلاتك : رفع الدكتاتورية من على شعوب لم تترعرع وتتثقف ولم تتعلم إلا تحت نظام ونسق دكتاتوري واحد وبهذا الشكل الفجائي والكلي سيكون له مضاعفات لا تقل خطورتها عن الدكتاتورية نفسها ، لا بل سيتزداد الوضع دكتاتورية وقتل وارهاب عن السابق وسيكون الخطر القاتل والمميت لجيل بأكمله .. وهذا ما لا يستوعبه او يدركه الكثير ممَن يطالبون ليلاً ونهاراً في ساحات التحرير وميادين الكايروهاتي وغيرها من الزنكة زنكات الليبية والتونسية واليمنية والسورية والباقون لا تبتعدوا كثيراً !!
انهم لا يطالبون بالحرية والديمقراطية ( كيف يُطالب إنسان بنظام لا يعلمه ولا يدرك عنه شيء ) ؟ بل يطالبون بدكتاتورية جديدة ونوع آخر ، دكتاتورية يستطيعون من خلالها تطبيق ما في ادمغتهم الدكتاتورية من مناهج واحلام دفينة واحقاد عنصرية ودينية لا غير .. دكتاتورية آيدولوجية مصدرها الميثولوجيا..
وحتى لا نذهب بعيداً ولا نطيل عن الأخوة لقد ازالت الدكتاتورية عن العراق مرة واحدة والنتيجة : اكثر من مليون قتيل وجريح ومفقود ومخطوف واكثر من خمسة ملايين مهاجر ( والخير باق وسيستمر ) .. وهذا ما يحصل وسيحصل في كل من ليبيا وتونس ومصر واليمن والباب عريض اما سوريا والباقون لا تبتعدوا او تفرحو كثيراً .. اتذكر لقد كتبتَ كلمة عن هذا الموضوع بتاريخ 09/11/ 2011 في موقع عنكاوا وتحت عنوان : لماذا لا يخرج الرؤساء العرب الى الشوارع وينادوا : القائد يريد تغير الشعب !! أي انني طالبت في ذك منذ الطلائع الاولية للربيع القارص وليس اليوم فقط .. وسأبقى .( والرابط موجود لمن يرغب في ذلك ) . ( وكذلك قرأت كلمتك وبتاريخ 06/02/2011 وتحت عنوان : هل الثورة المصرية مشابه للثورة الفرنسية ؟ وفيها وضّحت مخاطر ما يجري ويطالب به الشعب المصري ، اي لقد نوهّتَ الى مخاطر ما يجري منذ البداية ولكنهم لم يستمعوا اليك .. سيندمون .. كما ندموا الرؤساء العرب عندما لم يقرأوا رسالتك اليهم وبتاريخ 10/02/2011 وبعنوان : العاصفة والاشجار الغير المحصنة .. ندموا ) !!..
لأن تغير قائد واحد او شخص واحد ممكن الوصول اليه وتحقيقه ولكن تغير شعب بأكمله هو المستحيل ( إلا بالتدريج ) .. لم يستوعبوا ما ذكرته في حينها وسيندموا ويدفعوا الثمن غالي ( هذه ليست اول مرة ) .. مَن الذي يدرك ماذا تعني الديمقراطية من تلك الشعوب ؟ انا واثق بأن اغلب او على الاقل اكثر من ثلاثة ارباع تلك الشعوب لا تعلم ماهي الديمقراطية فكيف لهم ان ينخرطوا في هذا النظام بين ليلة وضحاها ؟؟ الديمقراطية لها تفسيرات عدة ولا يمكن الدخول الى هذا الجانب لأن الموضوع سيطول وسنتقاطع مع الكثيرين ولهذا سأختصرها لتلك الشعوب بطريقة اخرى تماماً حتى يتم إستيعابها بسلاسة : الديمقراطية هي : ان تعي وتعلم وتؤمن بأنك لست الافضل من احدهم وليس احدهم افضل منك فالكل سواسية والاختلاف الذي بينكم ما هو إلا صناعة محلية ( لا اهمية كبرى له ) .. إذن يجب ان تتعامل مع الجميع على هذا الاساس . يجب ان لا تُفضل صناعتك المحلية على الصناعات الاخرى ! وعلى هذا الاساس يجب ان لا تفرض حُكمك على الآخرين بل يجب ان يشارك الجميع في القرار واحترام الجميع كما هم ..
وهذا الشيء الذي سيكون مستبعداً تماماً ( على الاقل من نصف الى قرن آخر ) وبهذه الحالة سيضيع جيل آخر هدراً وبهتاناً .. ولهذا ومن هذا المنطلق طالبت وسأبقى أطالب بإرجاع وإعادة نوع من الدكتاتورية اليبرالية لقطع يد ( او ما شابه ذلك ) الذين يقتلون على الهوية او يخطفون على المذهبية او يختصبون على الآيدولوجية او ينحرون على الشريعة او الذين يطالبون بالرجوع الى الوراء او إعتماد شرائع غريبة وقديمة او الذين يطالبون بهدم رأس ابو الهول ( هو ليش كم رأس عدنا ) ! او الذين يطالبون ببيع او نقل الاهرامات او الذين يُفضلون تعاليم السستاني او الطهراني او الآياتي عن العلم او الذين يُحرمون اكل الموز والخيار ولكن يطالبون بإستعمال الجزرة ( كسلاح احتياطي ) او الذين يطالبون بإلغاء كل نوع من انواع الفن ( حتى الكتابة لأن مسك القلم يؤدي الى القشعريرة ) وكل الذين يعتقدون بأن المذهب هو الذي يجب ان يحكم وبالتالي إلغاء ومحاصرة كل مَن يختلف عنهم من الشرائع الاخرى ( القائمة طويلة ) فيجب قطع يد ولسان ( على الاقل زجهم خلف الجدران العالية لفترات أخرى ) هؤلاء المنادين الغرباء الشاذين ..
وفي نفس الوقت يكون هناك منهج واسلوب متمرس ومتمكن في توضيح معنى الحرية والديمقراطية وعلى كل الاصعدة ، المدرسية والجامعية والمعاهد والتعليم والتربية والوسائل المرأية والمسموعة وحتى على مستوى البيت والشارع وبوتيرة مستعجلة وبهذه الطريقة سنتمكن من إدخال الديمقراطية والحرية الشخصية وحمايتها واحترامها في رأس كل مواطن عربي ومسلم ، وفي نفس الوقت تكون الدولة تخطط للتطبيق التدريجي للديمقراطية والحرية وتعليم الانسان وتعريفه بها وكذلك تعليمه ماذا تعني او يعني حكم الجميع والحرية وحقوق الآخرين والإنتخابات اوغيرها من الوسائل التي تسحب الشعب من القاع الى الأعالي .. وبهذه الطريق قد لا نحتاج الى اكثر من خمسة الى عشرة سنوات ويكون الكل ( الاغلب ) قد دخل نادي إحترام الآخر . ومنها سنتمكن الإنطلاق الى الامام بعد ان نكون قد رفعنا وازلنا الكتاتورية تدريجياً .. غير هذا ستسيل دماء اخرى كثيرة وستضيع اجيال جديدة بأكملها وسنبقى حطب للرأسمالية لأنها تحتاج الى ذلك الوقود المصنوع محلياً الى ان تصنع منا وقود جديد .. شكراً سيدي غوار الطوشي ورحمة الله على تلك الايام الخوالي الجميلة والتي كنت فيها الماركسي المشهور قبل ان تتحول الى مذهبي ومتصوف معروف ..
ستندموا كثيراً إذا لم تسمعوا كلامنا .. يجب ان تسبق الاحداث إذا كنت متأخراً وان تقطع الوقت والزمن الى الامام وتختصر العقود حتى تصل او تشعر بلحظة الوصول قبل ان تُفنى ، وهذا الذي لا يحصل معنا ولهذا كل انسان عربي ومسلم يلد ويكبر ويموت وهو في حصرة .. لأننا لا نسبق ولا نستطيع ان نختصر الزمن .. بدون هذا فسينتهي هذا الجيل ايضاً دون ان يتحقق ولو جزء بسيط من حلمنا وهو مشاهدة الحرية والديمقراطية الحقيقية في شوارعنا وانساننا .. الحقيقية لا التشريعية الشارعية ؟؟..17/11/2012

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات