|
عذراً سماحة الشيخ نصر الله
أحمد الزعتر
الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:18
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تحية لأرواح الشهداء لولا الياس عبود...جمال ساطي ...ابتسام حرب ورفاقهم تحية لأرواح الشهداء حسين مروة .،مهدي عامل ورفاقهم تحية لأرواح شهداء الحركة الوطنية اللبنانية.
سماحة الشيخ نصر الله . إسمح لي كمواطن سوري مقهور أن أبدي بعض الملاحظات لسيادتكم ،والتي أسمح لنفسي بها أن أتدخل في شؤونكم الداخلية اللبنانية بعد تدخلكم السافر في الشؤون الداخلية السورية وبدعمكم اللامحدود للنظام السوري منذ فترة حكم الأسد الأب، مروراً باستعراضكم العسكري في القرداحة في جنازة الأب ومبايعتكم بشار قبل تزييف إرادة الشعب السوري المسكين، مروراً بالأسد الأبن والآن دعوتكم بالتظاهر تضامناً مع سوريا. نقول لك بكل صراحة ووضوح ، أن دعوتكم للتظاهر ليست تضامناً مع سوريا الشعب المقموع بل تضامناً مع النظام الديكتاتوري الحاكم في سوريا.إن ما يجب أن تعرفه أن هذا النظام بعيد كل البعد عن سوريا الوطن والتاريخ والحضارة. إنك تعلم جيداً أن النظام السوري لم يدخل لبنان بعد استشارة الشعب السوري المسكين بل بقرار أمريكي وقبول إسرائيلي وتمويل إيراني ، شاه إيران آنذاك، ويخرج الآن من لبنان بعد رفع الغطاء الأميركي عنه بعد تغير سياسات أميركا واستراتيجتها في الشرق الأوسط ، خصوصاً بعد إنهيار جدار برلين وأحداث 11 أيلول.كفى شعارات ومزايدات. ونقول أيضاً أننا فوجئنا أثناء مؤتمركم الصحفي الأخير أنكم تتحدثون وخلفكم العلم اللبناني، وفقط العلم اللبناني طويلاً عريضاً بدون رايات حزب الله الصفراء وهذا تطور كبير نثمنه لكم ولكنكم مدينون فيه للمعارضة اللبنانية التي عبرت تعبيراً راقياً عن إحترام علم الدولة الرمز.ونثمن لك إحترام مشروع الدولة كمؤسسة للجميع بعد أن كنتم تصورون العمليات العسكرية لحزبكم فقط وكنتم دائماً تزرعون علم حزب الله على أرض المعركة ولم تضعوا يوماً علم لبنان، ولم تشيعوا شهيداً ملفوفاً بعلم لبنان ، بل كان العلم اللبناني منسياً لديكم.جميل أن تتذكروه الآن مثلما تذكره العسس في مسيرتهم ولأول مرة خارج مجلس الشعب السوري عندما رفعوا العلم السوري الذي كان غائباً ومغيباً أمام أعلام البعث وصور القائد الأبدي، فشكراً للمعارضة اللبنانية الحضارية التي أعادت إلى أذهانكم أنكم في بلدان لها أعلام وطنية ونشيد وطني.
قلتم في حديثكم الصحفي أن حزب الله لم يحتكر المقاومة في الجنوب ونقول لكم بكل صراحة أنكم عند إنطلاقة المقاومة الوطنية في الجنوب كنتم غائبون عن المقاومة ، وكنتم مشغولون في بسط نفوذكم على الشارع الشيعي عبر حروب طويلة مع منظمة أمل ، مروراً بتصفيات القامات الوطنية الكبيرة كالشهيد حسين مروة ومهدي عامل وآخرون ، لذلك نسأل أين كنتم عندما استشهدت لولا الياس عبود وجمال ساطي وابتسام حرب والكثير ممن روت دمائهم أرض الجنوب والذين انحدروا من مختلف الطوائف والفئات وارادوا رسم لبنان حر جديد المرتفع فوق كل الطوائف ، لكن القرار السوري - الإيراني إغتال هذة اللحظة بالتعاون معكم فقمتم باحتكار المقاومة في الجنوب وأظن أنه يكفي ما قاله رجل محترم محمد دكروب عندما قال أن الوطنيين اللبنانيين الذين كانوا يحاولون القيام بعمليات في الجنوب كنتم تقومون باعتقالهم وضربهم وتعذيبهم. فذاكراتنا حية. تحدثتم أيضاً عن مشروع الدولة والحفاظ عليها وعن لعبة السلطة والمقاومة ، أقول أولاً أن حزبكم لم يتأسس في البداية بقرار لبناني، بل أسس في طهران بهدف تصدير الثورة، ولهذا الغرض تم تأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في لبنان (حزب الله) وهذا ما قاله الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر الذي رفض هذة الفكرة لانه لا يفضل تشكيل أحزاب طائفية في لبنان (من مقابلة خاصة لقناة الجزيرة معه). ومع ذلك نسأل هل قمتم بتنسيق عملياتكم العسكرية مع الحكومة اللبنانية ؟ أؤكد أن الحكومة اللبنانية وحتى رئيس الجمهورية هو آخر من يعلم ،لإن إختيار وقت العمليات يأتي من غرفة العمليات المشتركة بينكم وبين سورية وإيران لذلك تأتي العمليات رداً على الضغوط الأميركية على إيران أحياناً وعلى سوريا أحياناً أخرى ، بينما الوطن اللبناني غائباً دائماً. فإذا كنتم مع مشروع الدولة فكيف تمنعون الجيش اللبناني من أن ينتشر في الجنوب بعد أن رحل الإسرائيليون منه؟هل هذا دعمكم لمشروع الدولة؟ كلنا نذكر ماذا فعلت جماهيركم عندما أرادت الدولة اللبنانية أن تفتح جسوراً وطرقات في مناطقكم حيث قمتم بالإعتداء على المهندسين والعمال وتمزيق صور الحريري ودعسها في الشوارع .هل في أسركم الطيار الإسرائيلي( رون أراد) وتسليمه إلى إيران عبر سوريا هو دعم لمشروع الدولة.أما كان من الأولى تسليمه للحكومة اللبنانية أما أن الحكومة اللبنانية غائبة عن ولاية الفقيه. في النهاية أقول لسماحة الشيخ ، وأنا المواطن السوري المقهور، أننا نحن السوريين نفهم أكثر من غيرنا ماذا تفعل الخابرات السورية بالشعب اللبناني، إذهب وضع يدك في يد الشباب والشابات المعتصمين في ساحة الشهداء متظللآ بالعلم والنشيد اللبناني عندها تكون فعلآ متضامن مع سوريا الشعب.
أحمد الزعتر - سوريا
#أحمد_الزعتر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|