محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل
(Mohsen Aljanaby)
الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 23:38
المحور:
حقوق الانسان
أكو واحد دعمته سيارة ومات وطلعت روحه للسما ..أجت طيارة ودعمتها !!
ليست نكته وأنما حقيقة (شفتها بعيني الياكُلها الدود) تحدث بواقعيّة سوداء لم أشهد مثلها سأعززها لكم بالوقائع والأدلة بأيجاز كما رأيتها
فقبل أكثر من شهر مات أربعة فتيان في مقتبل العمر غرقا" في نهر الفرات من بينهم أثنين أشقاء هم أبناء صديق لي أسمه (محسن حمد ) معهم أثنين آخرين ماتوا بنفس الوقت هم أبناء خالاتهم في حادث غريب لم تعرف أسبابه والأدهى منه ما حصل في مجلس الفاتحة المقام على أرواح الشباب حين أنفجرت مفخخة لتحيل ذويهم الى أنقاض مابين قتيل وجريح وكدنا أن نموت فيها لولا تأخرنا دقائق بسبب الزحام الشديد
أما الواقعة الثانية فهي قصة ( ناظم رومي ) مدير المدرسة المثابر الكفوء , فبعد أن ثكل بزوجته التي قتلت مات يوم أمس بشهقة (غريبة ) قرب أبنته الجريحة أثر مفخخة أخرى وترك طفلا" معاقا" مع ثلة من أولاده دون معيل ليغادرهم وهم يواجهون مصيرهم .
أما الثالثة الأخرى فهي قصة ( مطشّر حنظل ) الرجل المعاق الفقير , باع بيته ليشتري سيارة يعمل بها كسائق تاكسي والذي لايملك مدفأة ولا نفطا" فأعتادت عائلته على أشعال الحطب أثناء الشتاء و أبقاء النار حتى الصباح مشتعلة وفي نهارأحد الأيام أكتشف الجيران أن عائلة مطشّر قد تسممت و جميعهم فقدوا الوعي وقام (أهل الرحم) بنقلهم الى المستشفى و تم أنقاذهم ما عدى أبنه ذو الأربع سنين فقد توفي .وقصته لم تنتهي فقد قتل ولديه الباقيين ليلحقوا بشقيقهم في مفخخة الأربعاء الدامي يوم أمس .. مررت به وأنا أتفقد ضحايا أحد أنفجارات الأمس مع رفاق من الأصدقاءوجدناه كجذع نخل خاوي حاولنا أن نصبّره بالكلام من دون أي فعل يذكر ( شد حيلك و الله يكون بعونك) كان يفكر في موضوع يؤرقه أكثر من كل مصائبه وهو : كيف سيقيم مجلس الفاتحة على روحَي ولديه وهو لم يسدد ديون ما أقترضه لفاتحه شقيقهم الذي مات قبل سنة .
تلك مشاهد حقيقية أختصرتها بموضوعية جرت وتجري في بلد أناسه يعانون الفقر و الفاقّه والانتهاك بأبشع صوره التاريخية فأرواحهم غادرتهم أكثر من مرّة مع التهديد اليومي بالموت الوحشي
لاوقت للبحث في الأسباب فهي كثيرة تبدأ بالنظام (السيستم ) وليس بالحكومة (حاشاها ) فهي منشغلة بأمور أخرى تبدأ من أقتسام الكعكه وتمر بالصفقات والتجاذبات والأستقطابات و هاجس ألغاء البطاقة والهيمنة على البنكَ المركزي لتنتهي في ملف السلاح الروسي فدماء المساكين أرخص كثيرا"من أن تذكر ففي وطني فقراء لادموع عندهم وجف الشطّ من حولهم لازالوا يبحثون عن قطرة حياء عسى أن تعيد الأنسانية لهم وتزرع الأمل عندهم وددت أن أكمل الوقائع لكن الوقت لايسعفني فورائي ألتزامات بفواتح أخرى فقتلى يوم أمس تجاوزوا العشرين ومعهم أكثر من سبعين من الجرحى معظمهم في حالة حرجة ..
أين الأنسانية من ذلك في بلاد أخترعت العدل والمساواة و القوانين التي تكفل الحياة الحرّة الكريمة لكل من يسمى أنسان على أرضها ...
#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)
Mohsen_Aljanaby#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟