|
حال الشعب العراقي وشهر محرم الحرام
حاكم كريم عطية
الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 23:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما بين محرم والسياسة علاقة وطيدة حددتها طبيعة الأنظمة السياسية التي مرت على حكم العراق وتقرير مصير شعبه وكل الأنظمة التي تعاقبت على الحكم في العراق تحسب لشهر محرم في العراق حسابات خاصة تحسبا لظهور المعارضين والردات والهتافات التي يعمل على صياغتها الكثير من الشعراء والتي ترددها المواكب الحسينية لدى خروجها أيام عاشورا في النجف وكربلاء والكاظمية وفي كل أماكن مجالس المواكب الحسينية ولا أريد أن أعود للفترات الزمنية البعيدة في تأريخ العراق فهي مثبتة تأريخيا وكتب فيها الكثير لكن سمة وحيدة لم تتغير مع تغير الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق هي وجود المواكب التي تعد رقيبا على أداء الحكومات للأنظمة المتعاقبة وهذا ما كان منذ التغيير الحاصل في العراق أذ أستمرت المواكب الحسينية بالخروج برداتها التي توجه النقد السياسي للأوضاع المأساوية التي يمر فيها الشعب العراقي ولعل هذا أيضا يشكل مصدر قلق لقوى الأسلام السياسي التي تحاول أحتواء هذه المواكب وبرامجها لتسخيرها لخدمة قوى الأسلام السياسي الشيعي وهذا التوظيف يتجلى في صور كثيرة ومتعددة منها قضية الأنتخابات وضرورة أن يبقى الحكم بيد قوى الأسلام السياسي رغم الأداء المتردي والذي لا يرتقي للظروف القاسية والتي أنتجتها سياسة المحاصصة الطائفية وغياب البرامج والخطط الأقتصادية والأمنية أن شهر عاشورا يمكن أن يكون سيف ذو حدين وأن يكون دور المواكب الحسينية ينطلق من المأثرة التي سجلها الحسين(عليه السلام) بثورته حين خرج وقال قولته الشهيرة (ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ")". أذا ما أطلعنا على التأريخ ومواقف هذه المواكب فقد قدمت للكثير منها الأغراءات والهدايا المادية والعينية ولكن معظمها بقي يعتمد على هبات ومعونة الناس في الأستمرار والكثير منها قدم الشهداء وزج أعضائها في السجون والمعتقلات لكنها لم تغير مواقفها ومن هنا تأتي قضية الأهتمام بالمواكب الحسينية لأنها تشكل مصدرا أذا ما جرى الهيمنة عليها لتكون واجهة أعلامية للكتل السياسية والأحزاب الطائفية وهو منحى ليس بجديد على المفسدين في ثنايا الدولة العراقية أن وجود هذه المواكب كان بمثابة الشكل البدائي للمعارضة ولذلك يجب العمل بأن لا تخضع المواكب الحسينية لأغراءات السلطة وتصبح أداة أعلامية بيد هذا الحزب أو ذاك بحجة المرجعية والأنتماء المذهبي ولابد لي من أن أذكر واحدا من هذه المواكب المهمة للتذكير فقط بأهميتها ودورها في تحقيق رسالة الثورة الحسينية ومن هذه المواكب موكب العباسية الذي يعرف بمواقفه ورداته التي كانت في كل الأزمان تقف ضد الظلم والأضطهاد والحقوق التي تعصف بفقراء العراق ومعروفة ردات الموكب منذ الأطاحة بنظام صدام حسين وبعد عشر سنوات من أستمرار الحالة المتردية التي تمر فيها شرائح المجتمع العراقي وأستفحال حالة الفساد وتردي الخدمات وفقدان الأمن واليوم يشكل أقدام الحكومة على ألغاء مفردات الحصة التموينية وفساد العقد الروسي العراقي لتجهيز الأسلحة مواضيع مهمة من مواضيع الأعتراض على أداء الحكومة ولذلك اتوقع هذه السنة أن تستمر المواكب الحسينية برداتها التي تعكس مواقفها من الأوضاع الحالية فالأصلاح ليس بالضرورة أن يكون لحالات أستثنائية مثل توفير الغذاء والنقل والخدمات والأمان للزائرين لفترة هذا الشهر ليعود الزائر ليكتوي بنار القرارات التي أنتزعت منه حتى لقمة العيش أن مهمةالمواكب الحسينية مهمة ستظل تنطلق من مقولة الأمام الحسين(ع) حتى تتوفر لقمة العيش الهنية للفقير العراقي وكذلك أن لا ينزل العراقيون لأكوام القمامة والجلوس على قارعة الطريق لطلب العون الصور المرفقة مع هذا المقال هي من صلب ما خرج الحسين(ع) لأصلاحه ولو كان اليوم موجودا لخرج مرات ومرات لأصلاح أحوال أمة جده ولمن يروم أن يسمع ردات موكب العباسية حول الوضع الحالي والفساد المستشري فليذهب ألى هذا الرابطhttp://www.youtube.com/watch?v=w1bdvMjJ1Pw ليس لدي أدنى شك في أن موكب العباسية والمواكب الأخرى سوف لن تنسى مقولة الحسين(ع) حين خرج للأصلاح والصور المرفقة هي لجزء من أمة جده ما زالت رغم الميزانية الهائلة تعتاش على ما تروه في هذه الصور وهي نفس المجاميع التي تخرج مشيا على الأقدام لزيارة الأمام متوسدة فيه الأمل الضائع في أصلاح ظروفهم المعاشية وكذلك الألاف المؤلفة التي شاركت في الأنتفاضة الشعبانية وعوائل شهدائهم المنسيين وكذلك شرائح المجتمع العراقي الذين عانوا الأمرين منذ عشر سنوات على يد المتحاصصين وكتل المصالح آن الأوان ليصبح عاشورا شهرا يخيف المفسدين والمعتاشين على المذهب ليكن هذا الشهر كما كان يقظ مضاجع الحكام والمفسدين وآخرهم النظام الدكتاتوري واليوم لم تختلف الأوضاع ألا قليلا وألا لما ترحم الناس على النظام السابق أختلفت الأحزاب من أيام المعارضة وشعاراتها في اللحظة التي جلس فيها المسؤولون على كراسي الحكم وثنايا البرلمان والوزارات وفي كل موقع يؤمن مصلحة الجالس على الكرسي نسيت قصص الشهداء وضحايا الحرب والمعتقلات والأرامل واليتامى هم بعيدين كل البعد عن مبدأ خرج له الأمام الحسين (ع) وبعيدين ومتاجرين بأسم الطائفة ولكم في أحوالكم خير دليل .
هل من مصلح لأحوال الشعب العراقي لكل المواكب الحسينية وخصوصا موكب العباسية هذه صور من حياة شريحة من شرائح الشعب العراقي بينما المفسدون لاهين في مليء الجيوب ولا زالوا شرهين فلتكن رداتكم مثل سياط على ظهور هؤلاء حتى يتحقق العيش الكريم لشعبنا وتتحقق رسالة الأمام الحسين (ع)
#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحصة التموينية بين النظام الدكتاتوري ... والعراق الجديد
-
الحصيلة كلكم كذابين أو ليأخذ القانون مجراه
-
هل تخرج أيران العراق من محنته
-
قمةلا تساوي دم عراقي واحد يراق
-
ما بين الأيمو وأبو طبر وأجهزة كشف المتفجرات
-
مكبعة ورحت أمشي يمة
-
المرأة العراقية ومقارعة الدكتاتورية
-
المليشيات هل تشكل البنية التحتية للحرب الأهلية الحلقة الرابع
...
-
تألق النصير الفنان أبو غصون _ ساطع هاشم
-
الميليشيات المسلحة هل تشكل البنية التحتية للحرب الأهلية -الح
...
-
الميليشيات المسلحة هل تشكل البنية التحتية للحرب الأهلية -الح
...
-
الميليشيات المسلحة هل تشكل البنية التحتية للحرب الأهلية
-
العراق والتأرجح بين دولة القانون..... ودولة المليشيات
-
دروس وتجارب في الألتفاف على الديمقرطية والدستور
-
ما بين خط الفقر وموائد أفطار الساسة العراقيين
-
رمضانيات
-
خبر عابر - مقبرة جماعية لشهداء (الشيوعي)
-
معا تحت نصب الحرية يوم4/أذار/2011
-
الأنتفاضة والجماهير والطلائع السياسية
-
شعارات يوم الغضب أكبر من التلفيقات
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|