أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد الصلعي - الأنظمة المتجاوزة














المزيد.....

الأنظمة المتجاوزة


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 19:38
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الأنظمة المتجاوزة
_____________

من أهم الحقائق التي فضحتها الثورات العربية أنها تجاوزت بعقود مختلف الأنظمة العربية ، وسبقتها نحو الكونية التفاعلية *، لتجبرها على تغيير استراتيجيتها ذات البنى التقليدية ، غير أن تضارب مصالح هذه الأنظمة مع أهداف الجماهير ،كشفت عن عمق الانخراط في علاقات قروسطية بفعل تجذر عقلية الهيمنة المطلقة على جميع منافذ الحياة داخل كل وطن . اذلايخفى أن بنية الأنظمة العربية ذات جوهر واحد ، هو ديكتاتورية رجعية تعتمد على العائلة والشللية ، وهو نفس النسق القبلي ما قبل الاسلام بكل تمظهراته وعلائقه ومكوناته ؛ مما يجعل أي باحث في غنى عن مقارنتها بالأنظمة الحديثة والعصرية .
والمغرب يعد نموذجا صارخا للنظام العتيق ذي البنية المترهلة ، فرغم أن الملك حاول أن يبدو كشخصية عصرية عند توليه الحكم ، واعتماد تقنية الصورة كرموز تعبر عن انفتاحه على روح العصر وتساير ايقاعا شبابيا تطبعه الحيوية والعنفوان ، وهنا لابد من الاشارة الى الحوار الذي كان قد خص به جريدة" ال باييس" الاسبانية التي أسر لها بأذواقه الموسيقية واعجابه بفن الراي ، وممارسته لرياضة الدراجات المائية -Jet Ski-، وهو ما يمكن قراءته بفترة التحرر من قيود النظام المخزني العتيق التي جسدتها مرحلة شبابه التي عاش فيها كأمير متحرر من اكراهات سلطان المخزن العتيق ، الذي استطاع بفعل توغله في مختلف مرافق الدولة وسيطرته على جميع مؤسساته الدستورية وغير الدستورية أن يجر اليه الأمير المتحرر ويقيده بلازمته الرجعية.
ان صورة المير المتحرر سرعان ما تم الانتباه الى الخطورة التي يمكن أن تولدها في مخيال شعب أكثر من نصف ساكنته من الشباب ، فتم طمسها بسرعة ، واعتماد نظام المخزن الصارم الذي لايعترف الا بضوابطه وبتقاليده وأساطيره الغيبية .
وقد كان لانفصام الخطاب مع الواقع درجة كبيرة في ملاحظة هذا الشرخ الهائل بين خطابات الملك الطافحة بعناصر الليبرالية والحداثة والعدالة الاجتماعية ،وتكافؤ الفرص ، والديمقراطية ؛ وغيرها من المفاهيم التي أصبحت لغة العصر ومنهجه ، بل اصبحت المرآة التي على ضوئها تنعكس مختلف نشاطات الدولة , ولم يعد المواطن يثق في شعارات الدولة البالية ، خاصة وقد استطاعت الثورات المباركة في الأقطار المجاورة أن تلهمه بما يلهج به طموح الشعوب العربية من كرامة وحرية وأمن اجتماعي ، وقد نزعت هذه الشعوب قيود الخوف والانكفاء على الذات ,
وعلى الرغم مما قد تستفيده أنظمة لم تسقط رؤوسها بعد ، من دروس مآلات الأنظمة الشقيقة ، فان النظام المغربي استطاع أن ينتصر في معركته ضد التغيير ، لكنه لم ينتصر في حربه ضد المخزن ومنهجه القمعي الذي يرتكز على فلسفة الريع والاقصاء والتهميش ، وافساد الأذواق والأخلاق ، اذ لم يتمكن من احداث النقلة المأمولة في انخراطه الصريح في منظومة الحداثة الكونية ، للانخراط الجاد في الكونية التفاعلية ,
ولعل أي متتبع لافرازات السياسة بالمغرب يمكن أن يلاحظ هذا الاخفاق المخزني في اللعب بورقة الكشف عن المستفيدين من المقالع في ظل نظام الريع ، فقد لاحظ الجميع عدم اهتمام المغاربة بهذه اللعبة ، لأنها ولدت ميتة ،أولا لم تلعب ورقتها في الوقت المناسب ، وثانيا لأنها لم تتضمن أسماء المستفيدين الكبار ، وهم أساسا ما يمثل القابضين على مفاتيح النظام المخزني ، خاصة وأن استغلالها خارج الضوابط القانونية وتحت نظام المخزن يحرم خزينة الدولة من خمسة ملايير درهم سنويا حسب وزير التجهيز والنقل ,
انه غيض من فيض ،والا فان استغلال رخص الصيد البحري في ظل نظام الريع قد يفاجئنا بأرقام خيالية . كما أن عملية تفويت مجموعة من المشاريع بأثمنة رمزية بين أقطاب النظام المخزني ، وتفرد الملك بالاشراف على مؤسسات ذات أهمية قصوى ، وتلعب أدوارا خطيرة في الدولة المغربية يجعل المغرب يدور في حلقة مفرغة لا تخرج عن دائرة ما هو مخزني عتيق .
وهو ما يجعلنا نتساءل عن مدى صدقية مختلف الخطابات سواء الخطابات الملكية أو الحكومية ،أو خطابات المعارضة ، هذا ان كان في المغرب من معارضة حقا .
ألا يمكننا الآن من خلال هذا البورتريه المكثف أن نحكم على أن النظام المغربي في بنيته ونسقه وطبيعة اشتغاله نظام متجاوز ، ومثله جميع الأنظمة العربية بما فيها تلك التي صعدت على ظهر الثورات العربية المباركة في غفلة تاريخية ،وفي ظرف استثنائي ؟
لابد اذن من القطع مع جميع أشكال البنى التقليدية في تدبير شؤون الدولة العربية المعاصرة ، فالجماهير تعيش عصرا آخر ،تطبعه الدينامية الخلاقة والتنافسية الشرسة على جميع المستويات ؛ الاقتصادية والثقافية والعلمية . بينما الأنظمة لا تزال متمسكة بأدوات اشتغال قديمة ،وبدينامية عتيقة .
ان نظاما عالميا جديدا يتشكل في الأفق ،وهو ما يؤشر على تغييرات جذرية في مختلف العلاقات الدولية والاقليمية والمحلية . وأي اقصاء لشروط الرهان على الدخول في العصر من باب الديمقراطية الحقة والحداثة الفاعلة ،هو تصريح علني بالخروج من سكة قطار العصر .
*المقصود بالكونيةالتفاعلية ذلك الانخراط العقلاني مع شروط العصر ، وتتمثل اساسا في النهوض بالاقتصادات العربيةعلى أسس معاصرة كالتكنولوجيا والصناعات الثقيلة والدقيقة ، والتفكير المكثف ،والابداع المحفز والمغذي ، واكتشاف البدائل القادرة على تجاوز الكائن والموجود.



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغزة اسم الله
- حين يكون الكاتب أكبر غائب
- توضيح هام لامرأة مغرورة
- هوامش أولية في جينيالوجيا الكتابة
- أنت تعدد النساء
- الشعر والشاعر
- الشريعة الاسلامية والهوية الضائعة
- قدر نائم...
- الدستور المغربي أو التقليدانية الدستورية
- التربية السياسية والمجتمع الناضج
- عبد الله العروي وانكشاف المثقف اليساري
- هذا فراق بيني وبينك
- سوريا وخروج اللعبة من يد النظام


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد الصلعي - الأنظمة المتجاوزة