رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)
الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 19:38
المحور:
حقوق الانسان
ليكن التسامح سمتنا في اليوم الدولي للتسامح وفي كل يوم
من السمات الانسانية النبيلة سمة التسامح, وهي سمة الانبياء والعلماء وذوي النفوس العالية, ولا يوجد دين سماوي أو فكر انساني لا يدعو الى التسامح, وقد تطور مفهوم التسامح مع تطور الحضارة البشرية و أصبح له مفهوم يعطي للحياة صفة الهدوء والطمأنينة والسلام, ولذلك أقرت منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة في دورة مؤتمرها الثامن والعشرين في 16 نوفمبر 1995 بأن يكون عام 1995 العام الدولي للتسامح وأن يكون 16 نوفمبر اليوم الدولي للتسامح, وفي عام 1996 دعت الجمعية العامة للامم المتحدة الدول الاعضاء الى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر من كل عام.
ولكن ومع الاسف تشهد بلداننا العربية في هذه الايام هجمة شرسة من القوى الظلامية والتكفيرية على مبدأ التسامح, فهم يهاجمون الكل بحجج واهية ينسبونها للشرائع السماوية وهي منها براء. فالله سبحانه وتعالى ألزم نفسه بالعفو والمغفرة وأمر انبيائه عليهم السلام وعباده بالعفو والصفح والمعاملة الحسنة, اضافة الى هؤلاء هنالك الجهلة الذين تحكمهم عادات وتقاليد بالية, وكذلك السياسيين والعنصريين الذين يثيرون النعرات الطائفية والعنصرية لتحقيق مآرب فئوية, يضاف الى ذلك كله ماتسعى اليه أمريكا من تفتيت بلدان الشرق الاوسط وذلك لبناء شرق أوسط جديد يلبي طموحاتها بفرض السيطرة على جميع بلدانه وضمان مصالحها. والطامة الكبرى ان بعض الكتاب يشارك في تأجيج النعرات الطائفية والعنصرية فاذا كان بدون دراية فتلك مصيبة واذا كان عن دراية فالمصيبة أعظم.
ان الهدوء لا يعود الى اوطاننا والى مدننا والى احيائنا ما لم نتسم بصفة التسامح والعيش مع اخوتنا في الدين أو في الانسانية بتفهم لمعنى الاخوة المبنية على احترام حقوق الانسان وحرية الاعتقاد والتفكير في الحدود التي رسمتها الشرائع السماوية والقوانين الانسانية الدولية والتي تدعو جميعها الى احترام الانسان والرقي به.
لنجعل من يوم 16 نوفمبر اليوم الدولي للتسامح منطلقا لحياة ملؤها التسامح.
د. رعد عباس ديبس
#رعد_عباس_ديبس (هاشتاغ)
Raad_Abaas_Daybis#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟