أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند صلاحات - شارون يفضل القهوة العربية المرّة














المزيد.....

شارون يفضل القهوة العربية المرّة


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


شارون يفضل القهوة العربية المرّة
على هامش دعوة شارون الأخيرة لتونس

شارون يشرب معنا القهوة العربية المرّة ... ويفتتح جلستنا اليوم بلقائه الثقافي فينا بقراءة أيات من التلمود بالعبرية الفصحى ... فاليوم الرجال كلهم تحولوا وكان ما كان ... وان النص المجهول الكاتب الذي قال يوما :
لا شيئ تبدل فيكم من الزمن الاول ... لا شيئ تحول فيكم غير مضاربكم تلك الوبرية صارت أكواخاً من خشب ... لها أبواب ... لها وجوه مثل وجوه بنيها تتهدل ... لا شيئ تبدل ... ما دام التاريخ العربي الأول ... يتنقل عبر شوارعكم ... لا يحمل إثباتاً ... يتسلل ... كي لا تحبسه الشرطة كالمتسلل.
قد أحسن وصف الحالة العربية المزرية التي دخلت كل قيمها المادية والمعنوية مرحلة الموت السريري ... اليوم تقف حكوماتنا بكل طوائفها واعرافها وشعائرها ومراسمها العسكرية لتقبل يد قاتلها ... اليوم صارت الهزائم هي العنوان ... وصارت رايات الهزيمة ترفرف ... لا معنى لأكتوبر المجيد ... ولا ترحاب في معركة الكرامة الغريبة عن معانينا ... والصمت سيد الموقف ... فالكلام غدا الخطيئة الكبرى إلا بالعبرية الفصحى ...
اليوم يجتمع الجميع ... على موائد الكلاب ... يتبادلون شرب الأنخاب في ذكرى فض عذرية العروس إغتصاباً أمام عيون أهلها ... ولم يزل يصرخ نزار ( يا تونس الخضراء كأسي علقم ... أعلى الهزيمة تشرب الانخاب ؟ )(1)
لم يعد للصراخ معنى ... ولم يعد للعتاب جواب ... اليوم تنطفئ المدن الكبرى ... ولا يضيئ فيها سوى صالات الرقص الشرقي ... و متاجر البغي ... ولا فعل في الشوارع يمارس سوى سرقة أطفال الفقراء ومضاجعة الغلمان على مرأى من جمعيات حقوق الإنسان.
لم يعد في تونس مكان للعربية ( لولا العباءات التي التفوا بها ... ما كنت أحسب أنهم أعراب ) هذه العروبة تهرب متسللة عبر الخنادق التي سبق أن حفرها المقاتلون ... قبل دهر من السنين ... فلم يعد لدينا اليوم مقاتلين ... فقد حُرم الجهاد في بلادنا ... وتم إغتيال السائلين ...فالدين محصور بشعائره ... والحج ينتظر قانون الإلغاء كي لا يضيق على الحجاج الأمريكان القادمين ... فالقبلة اليوم النفط ... والصوم عن الكلام جواب لكل المسلمين ...
لا شرف رفيع ظلّ بنا ... ولا دم مراق حوله يحميه ...(والعالم العربي يرهن سيفه ... فحكاية الشرف الرفيع سراب ) ... أي دور يبقى لنا ... وأي مقام نجرؤ اليوم أن نلقي فيه خطاب ... فقد ضلت المروءات العربية طريقها ... والجيوش يقودها نصاب ... ونفطنا العربي غدا أرصدة في البنوك الإمبريالية ... والعنفوان صريع نكبته ... وأخر الثوار في وطننا الكبير خطفوه من منزله ليلاً ... ولم يزل مجهول المصير ... ( والعالم العربي يخزن نفطه ... في خصيتيه ... وربك الوهاب ) (يا تونس الخضراء كيف خلاصنا ؟ ... لم يبق من كتب السماء كتاب ) من ذا سيسرج بعد الضياع خيولنا ... من ذا سيعلق السروج على الأبواب ... من يا بلادي سيحاول أن يسرج فرساً عربية ؟ .. ( ماتت خيول بني أمية كلها خجلا ... وظل الصرف والاعراب ) يا شعراء الوطن العربي إستريحوا قليلاً فغداً سيوزع السياف الموت عليكم جميعاً بالمجان ... ( فكأنما كتب التراث خرافة ... كبرى ... فلا عمر ... ولا خطاب ) فلم يعد هنالك قانون من اين لك هذا ... ولم يعد هنالك ابن الخطاب يحاسب عمر بن العاص على إستعباد الناس ... ( وبيارق ابن العاص تمسح دمعها ... وعزيز مصر بالفصام مصاب ) هذي البلاد قد تهودت وعلا النباح على كل المنابر والقباب ... حتى المساجد تهودت ... فيا قدس من سيحمي القباب ... يا عمّان من يغلق المصانع الكبرى ... يا دمشق من يعيد للأموي الفرحة المستلبة ... يا مسقط من ينقذ الغلمان من سطوة قابوس وجند الإنجليز فيك ... يا دوحة من سيقف بوجه الجحافل الأمريكية ... ( من ذا يصدق ان مصر تهودت ... فمقام سيدنا الحسين يباب ) ( ما هذه مصر ... فان صلاتها عبرية ... وامامها كذاب ... ما هذه مصر ... فان سماءها صغرت ... وان نساءها أسلاب ) لا مصر وحدها صارت سبية ... ولا بلادي الباقية بمنأى عن السباب ... كلنا متهمون صرنا بالعروبة ... والدين صار إرهاب ... مظفر يبكى على بغداده ... ونزار مات من كثر الحراب ... مظفر يشتم الصنف الجديد في بلادنا ... ونجيب سرور في بلده مات كالأغراب ... ( تُفَلسِفُ ما يخجل العهرُ منه ... ويندي جبين الظلام ... وإحتملني على قدر عقلي ... توقف قلبي ... فثمة صنف يسمى ... قحاب السلام)(2) ...بلادي لم يعد للكلمات فائدة ... فهذا زمان قحاب السلام



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نزار قباني / قصيدة تونس الخضراء
(2)مظفر النواب / قصيدة قحاب السلام



مهند صلاحات
كاتب صحفي فلسطيني
عضو تجمع الكتاب والادباء الفلسطينيين



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ...فتاة تتزوج الحقيقة
- ميلاد الفجر في غزة ...
- أحلام المجانين ... ليلة صيف
- أتى عيد العشاق... سيدتي
- هل تحولت السلطة الفلسطينية إلى مركز أمني جديد في المنطقة الع ...
- محاكمة الذات بالمعايير المبدأية
- لا بد أن يسقط القمر
- وصايا الشهداء
- شعارات / قصة قصيرة
- قررت الزواج ببحر غزة
- الخطأ في شمولية الحكم على الفكرة / ردا على مقالة محمد الموجي ...
- محاولة لترجمة النهى في ليلة راس السنة
- من يحسن قراءة الوطن على أعتاب السنة الجديدة ؟
- المُخٌلِّص
- التكفير سلاح الجاهل ... ردا على الأستاذ محمد الموجي حول كفر ...
- علمانية الفرد العربي ... الحقيقة المرفوضة
- الأندلس الجديدة ... والطاغوت على أبواب المدينة
- لماذا أبو مازن مرشح الإجماع الفتحاوي
- الحوار المتمدن ... ويكفي أن نقول هو المكان السليم للحوار الم ...
- ذاكرة الزمن المستعار 1


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند صلاحات - شارون يفضل القهوة العربية المرّة