مقومات واسس الوحدة الوطنية

عزام يونس الحملاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 15:04
المحور: القضية الفلسطينية
    

مقومات وأسس الوحدة الوطنية
بقلم الكاتب // عزام يونس الحملاوى
ياتى أهمية موضوع الوحدة الوطنية اليوم في فلسطين نتيجة الحالة الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بعد الانقسام البغيض الذي مزق المجتمع ودمر النسيج الاجتماعي, وشل كافة مناحي الحياة, وأصبحنا جميعا نطالب بالوحدة الوطنية, فهل مقومات الوحدة الوطنية متوفرة لدينا, أم علينا إيجادها ثم نعمل على بنائها وإعادتها ؟؟؟؟؟
لقد أصبحت الوحدة الوطنية وأسسها جزءا من إستراتيجية بعض الدول المتقدمة تبنى عليها جزء من هذه الإستراتيجية, وتعتبرها سببا من أسباب التقدم والازدهار في بلادها, لأنها تعتمد على الترابط, والتكافل, والتاخى بين أبناء المجتمع الواحد المنصهر في بوتقة واحدة ويعمل من اجل المصلحة العامة للبلاد والشعب0
لهذا لم تعد مقومات الوحدة الوطنية شعارات يتغنى بها على الفضائيات, بل هي عمل متواصل ومرتبط بالممارسة العملية على الأرض من قبل أفراد المجتمع الواحد, ونظرا لأوضاع الشعب الفلسطيني الخاصة, فقد كانت الوحدة الفلسطينية دائما من أولويات القيادة الفلسطينية وكانت تحاول تجسيدها على ارض الواقع, وظهرت في أجمل صورها منذ الانتفاضة الأولى وحتى انقلاب حماس, لهذا كانت دائما ركيزة من ركائز هذا الوطن واحد أسباب تطوره ,ولعبت الوحدة الوطنية دورا فاعلا في نشر الأمن , المحبة والتعاون بين أبناء الشعب الفلسطيني, واستطاعت نبذ العنف,ونشر لغة المحبة والتسامح والتكاتف, حيث كان الجميع يتسم ويتعامل بعقلية التسامح, والابتعاد عن الأخذ بالثار والانتقام, والإقصاء والتهميش, لأن كل هذه القيم هي جزء مهم من قيمنا الوطنية, وكنا نعتمد على لغة الحوار مما عكس محبتنا لوطننا وقدرتنا على الصمود ومواجهة الاحتلال,بالإضافة إلى شعورنا بان الوطن للجميع ولنا الحق في المشاركة في بنائه, والمساهمة في تطويره وتخليصه من نير الاحتلال0
لذلك كانت كل فئات الشعب تشارك في مواجهة الاحتلال موحدة, وكان يسود بينها التعاون والتعاضد والتكاتف والتكافل الاجتماعي, وكانت تؤمن بأن مشاركتها في تحرير وطنها وتطويره ,والحفاظ على استقراره وإنجازاته, وتضحيتها من اجله مهمة وطنية, لذلك كانت تعتبر تلك عناصر هامه من مقومات الوحدة الوطنية, وهذا ساعد جميع فئات الشعب على أن تحافظ على أمن وطنها الاقتصادي, والاجتماعي, والثقافي والفكري ,ومكنها من الدفاع عن الجبهة والبناء الداخلي ممن سيحاولون هدمه لإيمانهم بأن الوطن للجميع ,وحمايته مسؤولية الجميع, ولإيمان المواطن المطلق بان أمن وسلامة الوطن القائم على الهوية الوطنية, وأفكار المواطنة, والمساواة, وسيادة القانون تهمنا جميعا.
وتعتبر الوحدة الوطنية مصدر الأمن والأمان في المجتمعات، فغياب الوحدة الوطنية يؤدى إلى الاختلاف والنزاع, وهذا يقود للفتنة والاقتتال بين فئات الشعب الواحد, لذلك يجب أن تكون العلاقة بين أبناء الشعب قائمة على التسامح والتعايش, والتعددية, وصيانة حقوق الإنسان, والشراكة الوطنية القائمة على التفاهم والوفاق والمسؤولية, لأنها بذلك ستنهى التوتر والشكوك وستتصدى لاى محاولة انقلاب وستمنع التشرذم والانقسام0
إن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد منذ انقلاب حماس وحتى اليوم والتي أدت إلى اختفاء معظم القيم الوطنية التي تأسس لقيام الوحدة الوطنية, تتطلب من كل طرف سياسي او جماهيري في هذا الوطن أن يقوم بدوره, وأن يدرك بأن عليه دوراً في بناء هذا البلد, وهذا يقتضي حصول نوع من التوافق الوطني, والشراكة الحقيقية بين الجميع والابتعاد عن سياسة الإقصاء والتهميش, ويجب أن يعمل القائمين على الأوضاع سواء قى غزة او رام الله للوصول إلى هذا التوافق والعمل على تثبيته في جناحي الوطن, لما له من أهمية في بناء المجتمع, ولم الشمل, وتقريب أبناء الشعب الواحد وتوحيد وجهات نظرهم ,مما سيساعد على بناء الوحدة الوطنية0 ويجب أن يعمل الجميع على أن يكون هناك قناعة بأهمية وضرورة هذا التوافق في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ فلسطين النضالي ,فالتوافق الوطني يشكل ركيزة أخرى من ركائز الوحدة الوطنية على أساس المواطنة الكاملة المتساوية في الحقوق والواجبات0
هذه من أبرز مقومات وحدتنا الوطنية الفلسطينية التي يجب أن يعمل الجميع على إعادتها والحفاظ عليها , وإبرازها وغرسها في أذهان أبناء شعبنا منطلقين من أهمية التعاون, والتسامح, والترابط والتلاحم بين أبناء الشعب الواحد لانجاز أهداف شعبنا, وتحقيق الأمن والأمان حتى يعم الخير على وطننا وأبناء شعبنا, وحتى نستطيع أن نصل إلى التطور الاقتصادي, والتعليمي, والصحي, والثقافي, والامنى وغيرها0

#عزام_يونس_الحملاوى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات