|
عندما تأكل الغنم الراعي ..
نافزعلوان
الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 18:20
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تأكل الغنم الراعي ..
أن يأكل الراعي الغنم فهو أمر طبيعي ومتوقع بل وهو مطلوب من أجل إستمرارية حياة الراعي ولو كان يعني ذلك موت الغنم بوحشية وقسوة لا رحمة فيها۔ ولكن أن تأكل الغنم الراعي فهذا شيئ مرعب أكثر من أكل الراعي للغنم. وذلك لأن هذا يعني تغييراً جذرياً في طبيعة الغنم. فمن آكلة للعشب والأوراق إلي آكلة للحم وشاربة للدم فهذه نقلة فيها تغيير كامل لطبيعة الغنم المعهودة ولا يجوز السكوت عنها بدون معرفة الأسباب من ورائها. كذلك أن تهرب الغنم من الراعي أو حتي أن تقتل الغنم الراعي بنطحه أو رفسه ولكن دون أن تأكله، فإن هذا الأمر مستساغ ومقبول، ليس عجيباً ولا مستهجناً علي الإطلاق. والسؤال هنا متي حدثت تلك النقلة ومتي كان أول إستذاقة للغنم لطعم اللحم وليس أي لحم بل لحم الراعي بالذات؟ وسؤال آخر، ما هي مسببات هذا الأكل للحم الراعي أهو إنعدام الكلاء مثلاً أم إستجابة لرغبة عارمة إجتاحت الغنم فأخرجتها عن ما خلقت عليه؟ وأخيراً هل كان للراعي يد في عملية الإلتفات إلي لحمه؟
تاريخياً الغنم بكل أنواعه وفصائله معروف بتناوله وأكله كل شيئ أمامه تقريباً. عندما كنا صغاراً كنا نشاهد الأغنام وهي تمضغ من الورق وعلب التبغ وحفظات الأطفال ملئي وفارغة والكرتون وحتي أغطية العبوات البلاستيكية وفي إحدي المرات شاهدنا خروفاً يحاول مضغ علبة صلصة حديدية ولم تسمح لنا نداءات أمهاتنا بالعودة إلي المنزل ساعة المغربية من معرفة إذا ما نجح ذلك الخروف من أكل علبة الصلصة الحديدية تلك أم لا. حتي جذوع الأشجار لم تسلم من أسنان الغنم الفتاكة ولقد كان هناك شجرة (عبري) ظخمة في الحي الذي كنا نسكن فيه إستغرب كل الرجال والنساء في المنطقة عندما سقطت تلك الشجرة العظيمة فجأة وبدون أي مقدمات أو منبهات علي أن الشجرة علي وشك أن تسقط، الكل كان مندهشاً إلا نحن أطفال الحي كنا نعرف أن تلك الشجرة لا بد وأن تسقط في يوم الأيام وذلك لأن الغنم كانت تنهش في جذع تلك الشجرة بقضمات صغيرة لا تكاد تحسبها تؤثر في ذلك الجذع الظخم، إلا أن مثابرة الغنم وتناوبهم علي قضم جذع تلك الشجرة أدي إلي سقوطها. نا هيك عن إستطاعة الغنم تناول وهضم الأقمشة بكل أنواعها وألوانها غير مفرقة بين قماشة حمراء أو سوداء أو حتي كروهات. حتي أننا كنا نذكر أن بعض السيدات كن يعدن إلي منازلهن وأطراف عباءاتهن مأكولة من أطرافها السفلية لأن هناك خروف كان يتبع السيدة ويتسلي بمضغ طرف عباءتها وهي لا تدري.
لا نستطيع أن نؤكد أن الغنم تعاني من حالة تشبه السعار الذي تعاني منه بعض الكلاب المصابة بالسعار ولكن هناك جرئة كانت ولا تزال تمارسها الأغنام وحتي يومنا هذا ولا أنسي مشهد خروف كان يأكل شعر أحد الأطفال وهو علي يد أمه بينما هي مقمبرة علي الأرض تنتقي بعض من البقوليات في أحد الأسواق وكلما قامت تلك الأم بـ هش ذلك الخروف كان يعاود محاولاته أكل شعر ذلك الطفل أو ربما هو كان يحاول فعلاً أكل رأس الطفل ونحن وأم الطفل لا نعلم. كذلك كانت الغنم تأكل إطارات السيارات الخربة علي قارعة الطرقات. في الحقيقة أننا لو دققنا الذاكرة لوجدنا أن الغنم كانت تأكل بقايا عظام أقربائهم من الغنم الذي كنا نأكله ثم نلقي بما تبقي في صفائح القمامة وكانت صفائح القمامة تلك هي الهدف رقم واحد عند الخرفان وكانت بعض الخرفان منظمة تنظيماً عسكرياً منسق بحيث أن يقوم التيس ذو القرون بنطح تلك التنكات لتنكفئ علي جانبها أرضاً ثم تبداء عملية سحب أكياس القمامة ومضغ كل ما فيها دون هواده بما في ذلك بقايا لحم رفاق الأمس القريب وأخوة الفروة الواحدة، لذلك وعندما كنا صغاراً لم يساورنا الشك لثانية واحدة أن الغنم قادرة علي أكل اللحم سواء كان مطبوخاً أو نيئاً إلا أن الفرصة لم تسمح لنا بمشاهدة الغنم وهي تأكل اللحم نياً وذلك لظروف توقيتية لا أكثر ولكن تسني لنا الكثير من مشاهد الغنم وهي تأكل اللحم المطبوخ.
كل ما تقدم وذكرت لكم لم يجعل خبراً مستغرباً كنت أقراءه عن أكل مجموعة من الغنم لراعي في منطقة تشيرنوبل الروسية والتي أنفجر فيها المفاعل النووي منذ سنوات ليست بالبعيدة وسبب كارثة في تلك المنطقة من روسيا وكاد أن يتسبب في كارثة كونية، أو ربما تسبب ونحن لا نعلم، المهم، مفاد الخبر يقول أن الراعي أصيب بنوبة قلبية مات علي أثرها وقامت الأغنام بأكل معظم أجزاء جسده إلا أن المشكلة ليست هنا. المشكلة هي أن سكان تلك المنطقة منذ تلك الحادثة النووية وهم يتحدثون عن ظواهر وحالات غير طبيعية بجانب ولادة أطفال مشوهين وأطفال متعددي الرؤوس والأطراف وبعظهم يولودون بأنياب تشبه الأنياب الحيوانية وحيوانات تلد ما يشبه الطيور الجارحة وطيور تبيض أشياء لحمية والعديد من الأمور التي يجتهد الروس في إخفائها عن العالم حتي لا يصاب العالم بالهلع. إلا أن المخيف في الموضوع هو أن هناك مخلوقات من تلك المخلوقات المشوهة سواء للإنسان أو للحيون والطيور، تمكنت من الإستمرار في العيش والحياة وقام أهالي أولائك المشوهين من بعض تلك الولادات بإخفاء المواليد وتربيتهم وهناك أحداث مرعبة في تلك المناطق تتحدث عن حوادث إختفاء لأطفال ورجال ونساء ولم تعثر علي جثثهم ويعتقد أن تلك المخلوقات المشوهة تقوم بأكلهم وكذلك عدد من الحيوانات تم مشاهدتها من قبل سكان المنطقة لها أطراف أدمية تركض بسرعات خارقة وبعظهم علي شكل زواحف وكذلك عدد من الطيور والتي يغطيها جلد ذات رؤوس هي خليط بين الحيوان والطيور. لذلك لا نستغرب أن تكون تلك الأغنام قد أصاب جيناتها من ذلك الإشعاع النووي الكثير من التشوه مما أدي إلي إنتاج نوعية من الغنم قادرة علي أكل لحوم البشر.
آسف إذا كنتم حسبتم أن المقال هو عن الشعوب العربية وهي الغنم التي قامت بأكل الراعي، لأن وكما يبدو لكي يحدث ذلك نحن بحاجة إلي كارثة نووية ..
كان الغدي اليوم (أوزي ضاني) فنظرت إلي الزوجة والأولاد وقلت .. أنا اليوم صايم.
نافزعلوان لوس أنجليس
#نافزعلوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللعب مع أفنان القاسم ..
-
صمت الجبناء …
-
هالمصننة والهه …
-
ثلاثة أعرف أنهم لا زالوا علي قيد الحياة ..
-
(كزاب)
-
عرفات يرفض العودة ..
-
دار الهوي دار ..
-
الإنتحار الخليجي علي عتبات غزة المقدسة
-
وأكبر (إيررر) باص لأبو مازن …
-
فدائي .. لا أعتقد.
-
حادي بادي يا أسيادي.
-
ومعي الهدايا للصغار …
-
إذا تم منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة …
-
مرحباً بكم في خرم الإبرة
-
قصف جديد علي محمد دحلان..
-
غزة تستحق الزيارة ولكن
-
يا مرحبا بالشيخ …
-
والتين والزيتون
-
هل الإنتخابات أثبتت شعبية ساحقة لحركة حماس؟
-
من حق حماس أن تمنع الإنتخابات في غزة …
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|