أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الشهابي - المخرج السوري من المأزق السوري: من المستفيد يا سيادة الرئيس؟















المزيد.....

المخرج السوري من المأزق السوري: من المستفيد يا سيادة الرئيس؟


علي الشهابي

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المخرج السوري من المأزق السوري (2)
من المستفيد يا سيادة الرئيس؟

عبّر الرئيس السوري في خطابه عن موقف ممتاز فيما يخص الانسحاب السوري من لبنان. إذ استخدم اتفاق الطائف ذريعة لتخريج الرضوخ للمطلب الأمريكي ـ الأوروبي الداعي للانسحاب الفوري. وسينسحب الجيش فوراً، ولو أنه سيتوقف لبضعة أيام في البقاع.
وقال جادّاً بلهجة المزاح ما مفاده (مهما يكن موقفنا، فستقول عنه الولايات المتحدة "لا يكفي"). قال هذا لأنه يدرك عمق المشكلة: سواء صمتت الولايات المتحدة أو قالت ما تنبأ بقوله، فإنها ستطالب سوريا بمطالب جديدة. ولعل أحد هذه المطالب، إن لم يكن أهمها، "مسألة الديموقراطية".
الانسحاب السوري الحالي لا يحسّن صورة سوريا في المجتمع الدولي قط، لأنها انسحبت تحت الضغط. أما لو انسحبت قبل ستة أشهر مثلاً، لكان الفرق هائلاً. وكذا الأمر فيما يخص الديموقراطية. فعندما تصير مطلباً أمريكياً سيراها الشعب السوري والمجتمع الدولي رضوخا، حتى لو انطلقت من رغبة النظام فيها. ولن يفيد الرئيس وقتها أن يذكّر الشعب والعالم بأنه ألمح في خطابه إلى أن الشأن الداخلي سيناقشه المؤتمر القطري لحزب البعث بعد عدة أشهر. فهذا وقتها سيكون تخريجاً للرضوخ، كتخريج الطائف. لا بل إن تخريج الطائف أكثر إقناعاً لأن فيه بنوداً، أما هذا التلميح فمجرد إيماء. والإيماء لا يرقى حتى إلى مرتبة الوعد.
لن أسأل الرئيس إن كان رئيساً لكل الشعب أم لحزب البعث فقط، وهل الديموقراطية لكل الشعب أم لحزب البعث فقط، حتى يقررها حزب البعث فقط. لن أسأله لأننا عشنا في سوريا بلا ديموقراطية لأكثر من أربعين عاماً. ومر حينٌ كانت فيه الديكتاتورية سافرة، بينما نحن الآن بألف نعمة لدى المقارنة. ولهذا لن نختلف على ستة أشهر أو سنة أو اثنتين. لكن اليوم الواحد مهم عندما يسبقنا فيه الأمريكيون ويطالبون بها جديّاً. وقتها لن يرى أحد أن القيادة السورية حكيمة، تتفهم ضرورات الحياة المعاصرة التي تستدعي الديموقراطية. وأعتقد أن هذا ما تتمناه الولايات المتحدة، أي عدم مبادرة السلطة في موضوع الديموقراطية. فعدم المبادرة يشجع الأمريكيين على الضغط فيه بشكل رئيسي لأنهم مأزومون في العراق، أي لـ"يشتغلوا" بالنظام السوري. ومن جهة أخرى كي يبدوا وكأنهم الطرف الوحيد الذي يمتلك أدوات فرض الديموقراطية، على العكس من أساليب الأوروبيين المائعة.
فالرئيس الأمريكي يشيد بخطوات السعودية التافهة نحو الديموقراطية لسببين: أولاً لأن السلطة السعودية تشن على الأصولية حرباً ضروساً، ليس فقط كرمى للأمريكيين، بل الأهم لأنها خطر حقيقي عليها. ولهذا تتغاضى الولايات المتحدة عن تسلل السعوديين إلى العراق، لأنهم يتسللون برغم أنف السلطة السعودية. وثانياً لأن الولايات المتحدة ترجّح أن الضغط على السلطة السعودية في مجال الديموقراطية السياسية سيقود إلى تفجر الوضع فيها لصالح الأصولية. فبنية المجتمع السعودي قابلة للتفاعل مع الأصولية، وهذا ليس من مصلحة الولايات المتحدة.أما الوضع في سوريا فمختلف. بنية المجتمع بعيدة عن التجاوب مع الأصولية، ولو أنها ليست كتيمة. ولهذا لا تقبل الولايات
المتحدة في سوريا ما تقبله في السعودية، لا تقبل استمرار السلطة باللاديموقراطية مقابل قيامها بتسليس مصالح الولايات المتحدة واتخاذها إجراءات أمنية تجاه المقاومة العراقية مثلاً.
فعلى المستوى الاقتصادي (وسأقتصر عليه مع أنه يبتسر الصورة) الولايات المتحدة تريد الديموقراطية عندنا والأوروبيون يريدونها ونحن نريدها، فهي ضرورة للجميع. وكونها ضرورة، لا يعني تماثل ما يريده منها الجميع. فهي مجرد قاسم مشترك، كل منهم يريدها بالاتجاه الذي يخدم مصلحته. فهي إذن نقطة لقاء وصراع. ولأنها كذلك، يمكن لقرار السلطة عندنا بالمبادرة فيها أن يكون حاسماً باتجاه تفويت الفرصة على الأمريكيين.
الأمريكيون والأوروبيون يريدونها لأنها تعني الاستقرار والشفافية. ففي ظل الاستقرار يمكنهم الاستثمار. وعبر الشفافية يمكنهم رؤية اتجاه حركة القوى الاجتماعية التي تعبّر عنها التيارات السياسية، وبالتالي لا تؤخذ استثماراتهم على حين غرة. ونحن نريد الاستقرار كغاية بذاته، ولأنه يمهد الطريق أمام الاستثمار، طالما أن التطور بات مستحيلاً في ظل الاعتماد على الذات. إذن لو أن الشروط الأمريكية للتعامل مع مجتمعنا مساوية للشروط الأوروبية، فالأمر سيان بالنسبة لنا. لكنها ليست كذلك بتاتاً. وقد سبق وأوضحت الفارق بين النهجين وأسبابه في كتاب "سوريا إلى أين"، لذا لن أكرر.
ولأن شروط التعامل مختلفة جداً، فضد مصلحتنا أن نقع في شرك الأمركة. وتأجيل مبادرة السلطة في موضوع الديموقراطية، سيرجح إمكانية وقوعنا فيه. لنتذكر أن الأوروبيين رعوا سوريا الرئيس بشار لمدة أربعة أعوام. ولما لاحظوا أن ما تحقق في مجال الديموقراطية والإصلاح طفيفا، عبروا عن انزعاجهم بطرح القرار 1559. فهذا القرار كان رسالة قوية، ليس إلا، طالما أنه وحده لا يقلقل الوضع في سوريا. ومالم تبادر السلطة عندنا في موضوع الديموقراطية، أي إذا سبقنا الأمريكيون بالمطالبة به، فقد نشهد المزيد من وحدة المواقف الأوروبية ـ الأمريكية ضدنا.
تحدث الجميع عن فعل القرار 1559 في رأب الصدع بين ضفتي الأطلسي، وهذا صحيح لأن السياسة السورية في سوريا ولبنان لم تساعد الأوروبيين على استمرار دعم سوريا. لكن الصدع لم يرتئب. لقد حدث الصدع جرّاء العراق، ولم يؤيد الأوروبيون الولايات المتحدة فيه إلى الآن. كل ما قدموه خلال زيارة بوش الأوروبية مساعدة رمزية، الموافقة على تدريب بعض وحدات الجيش العراقي. لماذا؟ لأن الموضوع موضوع مصالح، والعاقل لا يؤيد أحداً ضد مصلحته.
للأوروبيين مصلحة عندنا، وبالتالي معنا، ومصلحتنا معهم وعندهم، ونحن وهم والأمريكيون نريد الديموقراطية عندنا. فلماذا المماطلة طالما أنها لا ريب فيها؟ إن لم تتحقق لمصلحتنا نحن والأوروبيين فستتحقق لمصلحة الأمريكيين، فمن المستفيد يا سيادة الرئيس؟
علي الشهابي
دمشق / 6 آذار 2005
* يرجى ممن يتفق مع هذا الرأي بالعام إرسال الموافقة عليه مع اعتراضاته التفصيلية على أي جزء منه، إن وجدت، إلى [email protected] وممن لا يتفق معه ويرغب بالرد عليه إلى [email protected] مع الشكر الجزيل في كلتا الحالتين



#علي_الشهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج السوري من المأزق السوري
- اللهاث وراء الإسلاميين
- المسلمون الأتراك والإسلاميون السوريون
- سوريّة سوريا .. أين سوريا من هذا؟!نقاش مع مقالة ياسين الحاج ...
- طوبى للكفّار في ظل إسلام الإخوان
- العلمانية وتشويه المتزمتين لها
- الدكتور الغضبان وإذكاء نار الحوار
- محاربة الفساد في سوريا
- الديموقراطية وأيديولوجيا الديموقراطية
- الديموقراطية وديموقراطية الحزب الديني -نموذج الإخوان المسلمي ...
- جرأة التفكير وديبلوماسية المفكر
- سوريا إلى أين ورقة عمل-القسم الثاني
- الأصلاح في سوريا


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الشهابي - المخرج السوري من المأزق السوري: من المستفيد يا سيادة الرئيس؟