أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مالك حسن - لماذا لم يبق لي احد في العراق















المزيد.....

لماذا لم يبق لي احد في العراق


مالك حسن

الحوار المتمدن-العدد: 270 - 2002 / 10 / 8 - 01:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

ستوكهولم
حضرت يوم السبت الماضي، ندوة أقامتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي / في السويد ،  قدم لها احد الاخوة اعضاء (اللجنة السويدية العراقية لرفع الحصار) عن العراق وحاضر فيها الدكتور صالح الياسر عضو قيادة الحزب الشيوعي العراقي.
 وقد تحدث السيد المحاضر عن موقف الحزب من الاحداث الجارية في المنطقة واحتمالات قيام الولايات المتحدة الامريكية بعملية عسكرية لاسقاط نظام صدام حسين، وهو ما سماه الاخ المحاضر الحرب الامريكية على العراق مستندا في ذلك على تقرير اللجنة المركزية للحزب في اواخر العام الماضي وتصريحات عدد من قياديي الحزب في الاونة الاخيرة والتي تشدد على رفض الحزب لخيار الحرب، ورفض الحلول ( اللاوطنية واللاشريفة ) التي تدعوا الى اسقاط النظام الصدامّي بدعم من الخارج ، واعتماد الحل الوطني والمسؤول ( والشريف حسب ماورد في مجال اخر)  المتمثل   في رفض الضربة العسكرية ( حتى وان ادت الى اطاحة النظام - حسب ما ورد في صحيفة الحياة )  والتعويل على شعبنا وقواه الوطنية، حسبما جاء في تقرير اللجنة المركزية للحزب. يضاف الى ذلك ضرورة رفع الحصاراللا انساني المناقض للقانون الدولي- كما جاء في نداء لا للحرب لا للدكتاتورية .
 سبق فتح باب النقاش حديث لاحد العاملين الشيليين في منظمة العفو الدولية / فرع السويد كان محتواه وفحواه اثارة نخوة العراقيين على الولايات المتحدة باعتبارها عدوة العراق.
وفي الحقيقة كان كلام هذا الاخ  فرصة لاظهار مدى الخطأ الذي وقع ويقع فيه اليسار العراقي من خلال نسيانه العدو الحقيقي لشعب العراق حاليا، اي نظام صدام حسين. والانخراط اللاواعي في ترديد مقولات النظام  والذي استطاع بفضل سياسته الغوبلزية ان يفرض تصوراته ورؤيته للامورعلى كثير من المنظمات والاحزاب الشيوعية واليسارية، ولعل خير دليل على ذلك المثال الذي اورده الدكتور غالب العاني عن الفعالية التي شارك فيها وكيف كانت العلاقة (دهن ودبس ) بين وريث الحزب الشيوعي الالماني وانصار صدام حسين على الساحة الالمانية، بل ان التاثير ظهر، شئنا ام ابينا، حتى في عمل بعض المنظمات التي اسسها بعض اليساريين العراقيين من إذ يقتصر عملها  فقط على حشد الراي العام الاوروبي ضد عدو ثانوي الان.
من قال ان العقوبات الدولية على بلد معتد هو مناقض للقانون الدولي ؟ اليابان والمانيا ماتزالان تخضعان للعقوبات الدولية منذ اكثر من 50 سنة جراء ما قامتا به من اعتداءات على الدول الاخرى.
وما زالت المانيا الحالية تدفع التعويضات عن جرائم هتلر، واخرها التعويضات الى العاملين بالسخرة في المعسكرات النازية، علما ان النظام الالماني الحالي لا يجمعه جامع مع نظام هتلر. وروسيا ما تزال تحتل جزيرتين يابانيتين كتعويض عن خسائرها في الحرب العالمية الثانية ولاتفكر قط في اعادتهما. هذه العقوبات الدولية على العراق ادت من بين امور كثيرة اخرى الى عزلة النظام عالميا وخشية الكثير من الدول من اقامة علاقات طبيعية معه،وهو الذي كان قبل فرض العقوبات يصول ويجول على الساحة العالمية ولسان حاله يقول( انا اغني بفلوسي - حسب قول المنولوجست احمد غانم). هذه العقوبات الدولية و تطبيقاتها ( غير الشرعية!!!) هي التي تحمي الشعب الكردي الان من براثن صدام حسين. واليسار العراقي احد القوى المستفيدة من كف يد النظام عن بقعة من ارض العراق. العقوبات لاتعني فقط الحصار الاقتصادي على النظام.
الحصار الاقتصادي لم يشمل في يوم من الايام الغذاء والدواء ، وان حصل نقص في ذلك ووفيات فتلك مسؤولية النظام بالدرجة الاولى ، بل واستطيع القول ان النظام هو المسؤول الوحيد عن الاثار السلبية للحصار، ولايحتاج المرء سوى الى تحكيم الضمير والتساؤول لماذا لايحدث كل ذلك ( اقصد مسرحيات موت الاطفال ) في مناطق كردستان مع انها تعاني من الحصار نفسه واكثر.
النظام يورد بعض الارقام التي سرعان ما تجد صداها على لسان بعض اليساريين  ومنها على سبيل المثال للحصرالارقام التالية:  موت مابين خمسة الاف الى ستة الاف طفل شهريا في العراق ( حسب ماكنة الدعاية الصدامية). ولاعطاء مصداقية الى ذلك تنسب الاحصائيات الى هيئات دولية ومنظمات انسانية دولية. ترى كيف حصلت هذه المنظمات على هذه الارقام ، اليس من اجهزة النظام نفسه، الذي يعود ويستخدمها على اساس انها تفارير المنظمات الدولية؟ سألت احد المسؤولين في الصليب الاحمر السويدي عن الامر فقال اننا لانستطيع ان نفعل غير ذلك. اننا نعرف ان النظام هو المسؤول وامامنا مهمة تتمثل في مساعدة الناس العراقيين، واذا لم نكتب كل هذا سيمنعنا النظام من دخول العراق بشتى الحجج، واحسن مثال على ذلك منع لجنة حقوق الانسان من دخول العراق. لانستطيع ان نفعل غير ذلك. موقف مفهموم من جهة اجنبية يهمها تقديم يد العون، اما غير المفهوم فهو ترديد كلام النظام من قبل المعارضة. وهنا اريد حتى ان اناقش هذه الارقام.
ستة الاف طفل في الشهر( الرقم الاكبر) تعني 72 الف في السنة. ولم يعلن النظام كم عدد الموتى من البالغين ، ويفترض في هذه الحالة ان يكون الرقم اقل من ذلك ، لان النظام يهمه استدرار العطف من خلال التركيز على الاطفال. ومع ذلك افترض انا العدد نفسه اي 72 الف شخص ويكون مجموع المتوفين في العراق تحت الحصار 144 الف شخص سنويا. عدد نفوس العراق حسب ادعاءات النظام اكثر من عشرين مليون شخص.... حسنا.... لننظر الى احصائيات اخرى ونقارن.....
امامي احصاءات بعدد المتوفين في السويد عام 1977حين كان عدد نفوس البلاد  اقل من 8 ملايين. عدد المتوفين في هذه السنة هو 88184 شخص. والسويد كما نعلم بلد متقدم عن العراق في الطب، او على الاقل يمتلك امكانات طبية افضل وعدد الوفيات فيه اقل حتما. ولو قارنا مقارنة بسيطة بين نفوس البلدين في الحالتين وعدد الوفيات فيهما لراينا ان عدد الوفيات في العراق اقل من عددالوفيات في السويد اي ان ارقام الوفيات في العراق عادية بل اقل من العادية.هذا ما يقوله علم الحساب والمنطق لا انا. ومع ذلك نردد مع اعلام النظام (ضحايا الحصار وقلة الغذاء والدواء)، وهل هناك خدمة افضل للنظام من ترديد اكاذيبه وتسويقها على اساس انها حقائق. يقال (كذب المنجمون وان صدقوا) واقول كذبوا النظام وان صدق ، فما بالك والنظام لايمكن ان يصدق. هذا ما عرفته عن النظام ، ولعل غيري لايرى ذلك. ومع ذلك لم يبق من الحصار في العام الماضي سوى 200 مادة ذات استعمال مزدوج، فما الذي يعني رفع العقوبات ؟
والحديث يطول اكثر عن الحل الوطني المسؤول والشريف الذي يفترض ان تقوم به معارضة وطنية شريفة ضعيفة مشتتة لا يجمعها جامع حاليا وربما الى مستقبل غير قريب( حسب بيان اللجنة المركزية للحزب).
بعد الخروج من القاعة تصدى لي شخصان، احدهما لا اقيم وزنا له ولحديثه لانه من الرعاع والانصار الذين طالما ابتلت بهم الاحزاب، اذ يقدمون لها بتصرفاتهم خدمة الدب لصاحبه. اما الشخص الثاني الذي تهجم عليّ فكان ممثل التجمع الديمقراطي في السويد الذي خاطبني قائلا ( انك لااحد لك في العراق ولذلك تريد الحل الامريكي وتتحدث هكذا عن العقوبات.وكان عصبيا في الحديث، مع ان تمثيله لحزب يحمل اسم الديمقراطية يفترض فيه سماع الراي الاخر،وفي الحقيقة كان هذا الموقف هو السبب الرئيس لكتابة هذا الموضوع .
 اقول له ان الشعب العراقي كله اهلي، وحرصي على الشعب وايماني بانه لا يستحق مثل هذه الحياة تحت حكم الطاغية، هما الدافعان لان اتمنى ان تزول عنه الغمة باسرع ما يكون، وهذا الامر في قدرة بعض القوى العالمية حاليا ، وليس في قدرة المعارضة التي نعمل ليل نهار في سبيل ان تجلس فحسب على مائدة واحدة.
 ثم انك ربما محق في ان احدا لم يبق لي في العراق(مع ان ذلك غير صحيح)، أو تعرف لماذا لم يبق لي احد في العراق .؟....
لم يبق اي احد في العراق  لان عشرات الالاف من ابناء جلدتي من الفيليين هجّروا من العراق.... لم يبق لي احد في العراق لان اخي الباقي في العراق، الكادر المتقدم في الحزب الشيوعي اعتقل هو وزوجته ولا يعرف مصيرهما منذ ايلول 1980.
لم يبق لي احد لان ابن عمتي صلاح وابن عم امي  سعدون  وابن عمة ابي جمال مراد وابن خالتي سعدي وقريبيّ قاسم وزهير الحمد( اصدقاء طفولتي) وشقيق زوجة خالي صباح وجاري وقريبي الطيب مجيد استشهدوا في حرب صدام مع ايران.
لم يبق لي احد في العراق لان صديقتي ومسؤولتي في تنظيمات الحزب الشيوعي ام ايار اعتقلت في 1980 واعلن عن استشهادها وكذا الامر مع زميلتي شذى البرّاك.
 لم يبق لي احد لان زميلي وشريكي في الغرفة اثناء دراستي الجامعية، جميل رضا كاكنه قتل على ايدي البعثيين عام 1982 لانه انتقد النظام.
 لم يعد لي احد في العراق لان صديقي الطيب وقريبي عبد الوهاب احمد ( ابو عادل) قطّعت جثته ورميت امام داره عام 1980.
 لم يعد لي احد لان صديق طفولتي سالم ملا نظر استشهد على يد جلاوزة النظام عام 1969 ولان صديقي سعدون فيلي اعدم في عام 1975 رغم انه سلم نفسه للسلطات على وعد بالاعفاء عنه.
 لم يبق لي احد في العراق لاني لن ارى مالك الحاج احمد ذلك الانسان البشوش الذي  اعدم لانه شيوعي، وقريبي فاضل كسل الذي لاقي المصير نفسه.
 لم يبق لي احد في العراق لان صديقي العزيز المحامي عبد الرسول دارا واخيه غفور دارا اعتقلا منذ عام 1980 واختفت اخبارهما.
 لم يبق لي احد في العراق لان شقيق زوجة اخي ، الطبيب البيطري  طه الحاج سليم واولاد اعمامه الاربعة ( وعددهم 12 شابا من خريجي الكليات) اعتقلوا عام 1980 وضاعت اخبارهم.
 لم يعد لي احد لان اصدقائي جلال مصطفى وحسام احمد ونسيبه عميد الجيش سالم اعدموا لا لشئ سوى لانهم من الاكراد الفيلية.
 لم يعد لي احد لان ابناء محلتي وزملائي في مختلف مراحل الدراسة: قاسم محمد فرج واخيه وابناء عمه الاربعة واحمد خدادا وابن عمه المحام? هادي علي واخوته الثلاثة الذين كانوا يصغرونه في العمر(  اعمارهم ما بين 28 و18 سنة) وكذلك ابن عمهم الاخر جمال انقطعت اخبارهم منذ عام 1987 ، اي بعد خمس سنوات من الاحتجاز في سجن نقرة السلمان.
لم يعد لي احد في العراق لان....... والقائمة تطول و لانهاية لها. صدقني هؤلاء ليسوا الا جزأ يسيرا من احبائي واقاربي واصدقائي الذين افتقدهم في العراق. وان اردت او اراد غيرك فاني قادر على كتابة اسماء الاخرين الذين اشعر بالخجل لعدم ذكرهم الان. وبعد  كل تريد  تريد ان نرحم هذا النظام او ندعوا المجتمع الدولي الى عدم القصاص منه، ايها الاخ الديمقراطي !!!!
 

 



#مالك_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مالك حسن - لماذا لم يبق لي احد في العراق