|
كعبة مكة و قبة صخرة القدس
عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 05:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كعبة مكة و قبة صخرة القدس المسلمون في كل بقاع العالم مجمعون على أن القدس عربية، منذ أن أسرى إلاههم بنبيه ليلا و عرج به بعدها إلى السماوات العلى من المسجد الأقصى الذي أصبح بفضل الله و بركاته محطة إقلاع للدواب المكوكية ذوات الأجنحة النفاثة. محطة كاب أورشليم إكتسبت عروبيتها من هذا الحدث الفريد في تاريخ البشرية جمعاء و أصبحت القدس عربية رغم أنف التاريخ. أورشليم بنيت في غضون الألف الخامس قبل الميلاد من طرف اليبوسيين الذين ينحدرون من الكنعانيين، أي أن عمرها يربو على سبعة آلاف سنة، يعني أنها تعود لما يصطلح عليه فترة ما قبل التاريخ، أي قبل أن يفكر الإنسان في الكتابة و التدوين. و هي مدينة يهودية لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، أي منذ أن جعل منها داوود عاصمة لملكه حوالي ألف سنة قبل الميلاد. محمد الذي صلى الله عليه و سلم و لم يصل على نبي أو رسول قبله و لم يسلم، جاءته فكرة مزاحمة اليهود في تاريخهم و تاريخ ديانتهم لكي يكتسب الشرعية اللاهوتية التي يحلم بها، لدرجة أنه ورط إبراهيم في رحلة لم يقم بها لكنه ورط نفسه كذلك من حيث لا يحتسب. القبلة الأولى التي اقترحها نبي الإسلام هي المسجد الأقصى بأورشليم، و لسنا نعرف كيف تم إطلاق إسم المسجد على معبد لم يصل فيه أي مسلم بعد. لم تخطر الكعبة كقبلة على بال محمد من الوهلة الأولى، ربما لأنه كان يريد إرضاء أهل الكتاب لكي ينحازوا لدعوته الجديدة. غير أنه بدل وجهته عندما قويت شوكته ناحية الكعبة، التي ادعى أن إبراهيم بناها، و هذا هو المطب الذي سقط فيه. فإذا كان إبراهيم أبو الأنبياء هو الذي بنى الكعبة حسب زعم محمد، و بما أن سلالة بنو إسرائيل تنسب إليه: إبراهيم ـ إسحاق ـ يعقوب ـ الأسباط ...إلخ فمن حق اليهود (بنو إسرائيل) أن يطالبوا باسترجاع الكعبة و معها مكة، على غرار ما يطالب به المسلمون من استرجاع لأورشليم، بما أن المسلمين يعترفون بأن إبراهيم هو الذي بنى كعبتهم قبل الرسالة المحمدية بحوالي ألفي سنة. لكن اليهود لا يعيرون اهتماما لهذا الهراء، لأنهم يؤمنون أن إبراهيم لم تطأ قدماه أديم مكة، و لم يطلق على أتباعه صفة المسلمين قط. و ما هو الهدف من الوصول لمكة ـ إن كانت مكة موجودة فعلا في زمانه، أما إن كانت غير موجودة كتجمع سكاني فالمصيبة أعظم ـ التي كانت عبارة عن واد غير ذي زرع. و التاريخ يخبرنا بأن إبراهيم كانت لديه أغنام يرعاها. إبراهيم أبو الأنبياء الذي يتمسح به محمد أصبح قوادا لزوجته سارة في بلاط فرعون، فادعى أنها أخته، فجازاه على فعلته تلك بزريبة من الأغنام. فكيف لراع أن يغامر بقطيعه و أهله في متاهات قاحلة تمتد لحوالي ألف و خمسمائة كلم جنوب أورشليم قد تقضي عليه و على أغنامه. تذكرني هذه الخرافة التاريخية بعام الفيل، و كيف أن أبرهة الحبشي زحف على مكة بفيله أو بأفياله من أجل تدميرها و هي تبعد عنه بأكثر من ألف كلم و كيف أن الطير الأبابيل رمته بحجارة من سجيل في حين أنها غضت الطرف عن الحجاج و هو يقذف الكعبة بالمنجنيق. هل أخطأت بوصلة إبراهيم الطريق فتاه في صحراء بني يعرب، أم لعله أتى لصلة الرحم مع بني جرهم في رحاب تهامة.؟ لقد جعل محمد ما بين الصفى و المروة مجالا للتنقيب عن المياه الجوفية من طرف هاجر، و جعل من قدمي إسماعيل آلية للحفر عن بئر زمزم. إبراهيم، أبو الأنبياء، يتخلص من زوجته هاجر و ابنه إسماعيل، في واد غير ذي زرع و لا ماء، ليعود إليهما بعد ذلك بعدما يفع ابنه من أجل رفع قواعد الكعبة؟ هل سمعتم بسخافة أكثر من هته؟ سؤال: هل طاف إبراهيم حول الكعبة عريانا فأصبح طوافه رمزا للجاهلية؟ أترك للمتأسلمين محوالة الإجابة عن كل هذه التساؤلات.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب
...
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|