أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - نسرين الزهر - مشاركة سياسية نسوية... أم نسوية سياسية ؟














المزيد.....

مشاركة سياسية نسوية... أم نسوية سياسية ؟


نسرين الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 12:18
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


في العقد الأخير من القرن الماضي، بدأت الحركات النسوية تجمِع في مجملها و على اختلاف تياراتها : سواء الفلسفية الباحثة في الذات الجوهرية الأنثوية وما تمليه الذات البيولوجية الأنثوية "sex" من وظائف اجتماعية جنوسية "gender"، أو العملية الحقوقية المناهضة عملياً للتمييز ضد المرأة و الساعية نحو منظومة اجتماعية أكثر عدالة ؛ أقول أن تلك التيارات بدأت تجمِع على ضرورة تلازم النضال النسوي مع النضال المناهض لاضطهاد الأ قليات، و الأقليات هنا لا تعنى فقط مضموناً عددياً أو دينياً طائفياً، بل يقصد بها أي فئة تتعرض لاضطهاد ضمن ترسيمة سلطوية نتيجة لونها أو عرقها أو انتمائها الاجتماعي الاقتصادي أو لغتها أو توجهها الجنساني... إلخ. بهذا المعنى فإن النساء يشكلن أقلية حتى لو وصلت نسبتهن، ديموغرافياً، إلى 50% أو 51% في بعض البلدان.
يستند هذا المنطق إلى أن هذا النضال يكرس ثقافة التلاوين و التمايزات وقبول الآخر و يخفف من حدة مثنويات جوهرية مثل : أبيض/ أسود، لغة سيدة/ لغة مبتذلة... إلغ. و بالتالي فإن المثنوية الجوهرية رجل / إمرأة تفسح في المجال لنلاوين أخرى "مضطربة".
ما أريد قوله هو أنه علاوةً على ذلك، هناك أسباب أخرى تجعل من تبني الحركات النسوية العربية هذه النضالات فرصة ملائمة جداً للانخراط التدريجي في المشاركة السياسية و صناعة القرار السياسي.
هناك إجماع ثقافي، ما يزال راسخاً، في عالمنا العربي على كون المرأة غير قابلة أو غير قادرة على الممارسة السياسية و أنها أسيرة عاطفتها ؛ على حد علمي (على الأقل في سورية ) لا يوجد حزب سياسي واحد أسسته إمرأة و إن حصل ذلك فسينظر له كحزب رخو (سوفت) للجنس اللطيف لا يقدم و لا يؤخر و لكنه يضفي بعض الدعة واللطف على الجو السياسي. يقول عالم الإجتماع الفرنسي (بيير بورديو) في كتابه "الهيمنة الذكورية" أن التقسيم الجنوسي يطال حتى العلوم، إذ تصنف العلوم التوصيفية و التطبيقية كعلوم أنثوية، بينما العلوم النظرية البحتة التي تنمذج المعطيات في معادلات رياضية كعلوم ذكرية. فالعلوم النظرية تحظى بتقدير و اعتراف اجتماعي أعلى من العلوم التوصيفية و التطبيقية على الرغم من أن هذه الأخيرة تشكل أرضية لابد منها لتأسيس ونقد الأولى. كذلك العمل السياسي نسبةً إلى النشاطات الإجتماعية الأخرى ،إنه نشاط ذكري لا تدخله النساء في بلادنا منظراتٍ، إنما مصفقاتٍ و موالياتٍ و داعمات لمعنويات أعضاء الحزب الآخرين. أما العمل العام الأنثوي فيندرج ضمن عمل جمعيات الخير و الإحسان. وكأن المرأة هنا مجردة من الذات والطموح الإنساني المشروع، وهذا تفريق تعسفي بحد ذاته بين إنسان وإنسان.
لهذا السبب بالذات أجد أن الدفاع عن الأقليات هو عمل سياسي بين بين قد يلقى بعض القبول إن مارسته النساء ؛ إنه في أساسه مطلب يتعلق بحقوق الإنسان ولكنه يمس الحياة السياسية بعمق، فالدعوة لاحترام الأقليات الأخرى هو دعوة للحرية والديمقراطية في بلد ما، وكذلك يُفهم و يُنظر له في طبيعته و مضمونه على أنه نضال شديد القرب من النشاطات الإحسانية الرخوة"السوفت" التي تقوم بها النساء.
و لكن السبب الآخر و الأهم برأيي هو ضرورة انطلاقة نسوية سياسية ما من موقع نسوي و ليس من موقع سياسي(ذكوري)، لأنه يبدو لي، حسب متابعتي للمشتغلات بالسياسة في العالم العربي، أنه من المستحيل أن تتقاسم المرأة الصدارة مع صناع القرار في الأحزاب السياسية، ومن المستحيل أن تكون المبادِرة لرفع سقف المطالبة أو المبادِرة إلى استخدام مفردات جديدة في الخطاب السائد أو المبادرة إلى التصريح السياسي. فلم لا تجترح النساء السياسة ؟
نسرين الزهر
دمشق في 7/ 3/2005



#نسرين_الزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - نسرين الزهر - مشاركة سياسية نسوية... أم نسوية سياسية ؟