أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - صارحونا قبل أن تذهبوا الى لبرلمان















المزيد.....

صارحونا قبل أن تذهبوا الى لبرلمان


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


.انتهت الإنتخابات العراقية العامة ،منذ أكثر من شهر، والعراقيون حيث تحدوا الإرهاب بكل أشكاله وصوره، يوم الانتخابات ، كانوا يعولون على مجيئ حكومة قوية ومنتخبة ،تنقذهم من الوضع المأساوي الذي هم فيه ، حيث القتل والتفخيخ والتفجير، قد طال كل متحرك وثابت ، وأصبح الشعب العراقي كله مستهدفا ومطلوب قتله ،من قبل قتلة ،هم حثالات لأشباه بشر ، يقتلون بدم بارد الرجال والنساء والأطفال العزل ، عامة، وقوى الأمن ، من جيش وشرطة وحرس وطني خاصة ،كل هؤلاء هم ضحايا لإرهاب وارهابيين ، يقتلون ويذبحون ويغتصبون النساء ، ويختطفون الناس من اجل المال ،باسم "المقاومة" و"الإسلام "، ولم يعد الأمريكان وقوات الاحتلال ،كما كان يدعي هؤلاء ،هم الهدف الذي تسعى اليه" مقاومتهم " في بداية أمرهم ، حيث تتضح الآن الكثير من الحقائق في اعترافات هؤلاء "المقاومين " ، خصوصا بعد أن تم القاء القبض على الكثير من هؤلاء القتلة، وهم متلبسين بالجرم المشهود ،وهم يمارسون جرائمهم من، وفي ، مناطق مختلفة من العراق....و حصيلة إعترافاتهم،أن قسما منهم،وهم من أقطارعربية مختلفة، مرتبط بتوجيه مشايخ إسلامية ،سلفية وطائفية متطرفة، والقسم الآخرهم من البعثيين ، الذين تم تدريبهم وتحديد أساليب عملهم ، وتعيين أهدافهم ، الواجب معالجتها، في دوائر بعثية، سواء أكانت هذه الدوائر عراقية أم سورية ، فالحزب هو حزب قومي وفاشي ،ونشاطه المطعون في وطنيته متواصل " من المحيط الى الخليج " ...لقد تفشى إرهاب هذه المجموعات الإرهابية وشمل العراق كله ، ويندر أن سلمت من ارهاب هذه المجموعات منطقة معينة ، حتى المناطق الكوردية أصابها ما يعكر عليها أمنها ، و هي أكثر المناطق العراقية أمنا واستقرارا قبل وبعد سقوط النظام ...
بعد الانتخابات استفحل أمر هذه المجموعات بشكل ملفت للنظر ، بحيث أصبحت تمارس نشاطا شبه علني ، وفي مناطق معينة أصبحت السيطرة مغلقة بالكامل لهم ، ورغم ما تعلنه الحكومة من ملاحقة والقاء قبض وعرض على شاشات التلفزيون ، إلا أن الأمر يبقى استعراضيا وغير جاد ، فالحكومة رغم ضعفها الذي كانت عليه قبل الانتخابات ، فهي الآن في موقف أضعف من السابق ، بسبب أن كل الأحزاب والقوى السياسية المؤتلفة في الحكومة الحالية ، هي مشغولة بأمورها الخاصة ، ولترتيب حصتها "الطائفية" في الحكومة الجديدة،والمشاورات جارية بينها وبين القوى الأخرى ،وهذه الفترة المتميزة بهذا الواقع ، تكاد الحكومة أن تكون غائبة عن الساحة العراقية، وفي احسن الأحوال ، يمكن القول أنها منصرفة لتصريف أمر الحكومة ، شكليا ،ولا يهمها من أمر الشعب شيئا مما يعانيه، وهذا ما أعاق الحكومة ،بمجملها ،عن ملامسة هموم الشعب ، وخاصة الملف الأمني لمعالجته، أو متابعة إجراءات الدوائر المعنية له ،وهذا بالنسبة للعراقيين أهم من أي ملف آخر ،وحقيقة الأمر هو المفتاح لكل المشاكل التي يعاني الوطن والمواطن ...لقد مضى أربعون يوما على انتهاء الانتخابات، ولا زالت الحكومة "العلاوية" تصرف شؤن البلد من سيئ الى أسوء ،فبعض الوزارات الأمنية ،وربما كلها ،متهمة بانها مقصرة بتأدية واجباتها الأمنية ،وهذا حاصل نتيجة للاختراقات الحاصلة في أجهزتها ،فالكثير من المواطنين يصرحون علنا :بأن الحكومةغير موجودة في مدنهم ، حيث يتم قتل الناس بالجملة وبمختلف الوسائل ، وحسبما أفاد به البعض من المتهمين بارتكاب الجرائم ، ممن ألقي القبض عليهم ، بانهم بعثيون ، وعلاقاتهم وثيقة بمخططي ومنفذي القتل والتفخيخ والتفجير ، وهم يشغلون مناصب أمنية حكومية سواء أكانوا في المحافظات أو في دوائر وزارة الداخلية او الحرس الوطني وكذلك الجيش، جرائم القتل والسلب والنهب حدثت وتحدث ، نتيجة لهذا الواقع الحكومي الفاسد ، والكثير من الجرائم حدثت عندما كانت هناك أجهزة لمتابعة الوضع الأمني ، حيث كانت هذه المتابعة من قبل الوزراء أنفسهم ،أو من قبل ما يسمى بالمجلس الوطني ، فكيف به الآن حيث لارقيب ولا من يسأل ولا من يجيب ؟ فجريمة شهداء الحله بالأمس واليوم في بعقوبة ونواحيها حيث حصد الإرهاب المئات من الضحايا البريئة ،وهذا يدلل على واقع حكومي فاسد وسيئ جدا، يجب فتح تحقيق عام لمعرفة المسؤولين عن هذا الإهمال ومحاسبتهم ، ومثل هذه الحوادث إن حدثت في الدول المتقدمة ، تسقط على أثرها حكومات ، ويستقيل على اثرها وزراء ومسؤلين ، وتتعرض للمسائلة والمحاسبة كل الأجهزة من قمة السلطة حتى قاعها ،فماذا حصل عندنا بعد هذه الجرائم ؟ ومن هو المسؤول عن قتل مئات الضحايا ؟ لا أحد يهتم بأمن المواطن ، فالسلطة، كل السلطة ورجالها تتمترس خلف أسوار المنطقة الخضراء، ويتحرك المسؤولون ومعهم ، أمامهم وخلفهم ، العشرات من ميليشيات أحزابهم ، ومن الحراس المدججين بالسلاح والسيارات المقاومة للرصاص لحمايتهم ، وكل هذا ثمنه مدفوع من ضريبة المواطن ،المستقطع من لقمة عياله وعلى حساب أمنه وحريته ، وهذا المواطن من يحميه ؟ الميليشيات الحزبية بالمطلق ،لم يكن ولاءها لا للمواطن ولا للوطن ،بل هي أكبر خطر على الإثنين ، والأجهزة الحكومية مشبوهة ومحشوة بعناصر من القتلة التي لا زالت تأتمر بالبعث المهزوم ، وقيادات طائفية تعمل علنا باسم المقاومة ،ومن بيوت الله ، تحرض على القتل وإباحة دماء الأبرياء من دون خجل أو رادع من ضمير أو شرف ، ووزراء لا زالوا يتساومون مع قادة القتلة باسم المصالحة الوطنية ، المصالحة مع من ؟ ولحساب من ؟ لا أحد يعرف !.. يروح المواطن العادي لعمله مصحوبا بالف دعاء من عائلته ، ويعود بالف الحمد لله على سلامته!إن عاد سالما! فإلى متى يدوم هذا الوضع ؟ والفائزون في الانتخابات قد شغلتهم حلاوة الفوز وتناسوا الواقع المأساوي للمواطن الذي يعول على حكومته اللاحقة، أن تشرع في حل مشاكله الأمنية والمعاشية ،وممثليه المعول عليهم ،هؤلاء هم في واد غير الوادي الذي يعيش فيه المواطن مع همومه التي ينوء تحتها ، فممثلوه مشغولون في لقاءات مستمرة ، مع هذه الكتلة أو تلك ، وجعجعتهم دون طحن بين، والنتيجة ما هي إلا مساومات على تقاسم مناصب الحكم ،والضحية هو الشعب ،والتآمر يدور على وحدة أرضه، وعلى تكبيل حريته وتجزأة وحدته ، أين الشفافية ومصارحة الشعب في كل ما يهمه ويعنيه التي كانوا يتحدثون عنها عندما كانوا في معارضة النظام المهزوم ؟ لماذا بعد الفوز ،الصمت والسرية هي الشعار المرفوع ،بدلا من المصارحة وأخذ رأي الشعب في الصغيرة والكبيرة ؟،الشعب هو صاحب الشأن وكل الحكام خدم له في تحقيق سيادته وسلامة أراضيه ، لم لا يؤخذ رأي الناخب الذي أوصلهم الى مراكز القرار؟،لا أحد منهم يتحدث علنا عما يجري خلف الأسوار العالية ، الكل كان يرسم ويخطط في برامجه ما سيفعل من أجل الشعب وحريته ورخائه ،أما الآن فالكل مقيد بمارسمه ألإحتلال وخطط له ، وثائق الإحتلال قد كرست الطائفية باقذر معانيها ،وقد احتضنتها الطوائف الطائفية والحزبية ولم يبدو بالأفق أنهم سيتجاوزونها أو يلغونها ، بل أصبحت قرآنا منزلا لا يمكن مخالفتها ،او تعطيل بعضها، أي خير يرتجى من مثل هذه القوى ، التي تتناسى معاناة شعبها والوضع الصعب الذي يعيشه ،هذه البدايات للقوى الفائزة لا تبشر بملامح ايجابية ، وهي حتى الآن ،غير قادرة على مصارحة الشعب على ما يعترض طريقها من المصاعب التي تعترض طريقها في تشكيل الحكومة ،ولا تؤشر على ما ستقدم عليه مستقبلا لحل المعضلات الوطنية والقومية المطروحة للنقاش مع القوى الأخرى ، مثل هكذا حكومة ،بصراحة، لا تبشرنا بأمل قدرتها على إدارة دولة عصرية ، تعددية وديموقراطية، دينها لا يتدخل في الشأن السياسي، ولا تفرق بين ذكر وانثى ,وقادرة على سن شرائع وقوانين صالحة لكل الشعب بكل قومياته وطوائفه..
وبعد أن استغرقت المشاورات والمداولات كل هذا الوقت ، وحتى الآن،مع القوى السياسية بحجة إنضاج القرارات ، للتوصل الى رأي موحد جامع ،حتى مع القوى الطائفية المناوئة للعهد الجديد،وهذا شيئ جيد ، ولكن هل قبل أن تدين هذه القوى الطائفية الإرهاب ، وتعتذر علنا عن كل ما تسببت به للعراقيين من خسائر وأذى، وهل حوار المتحاورين أفضى ،أو سيفضي ،لحلول واقعية ترضي جميع مكونات شعبنا العراقي ودون غابن ومغبون ؟ أم سيضعونه تحت الأمر الواقع ،وفق مقولة ":ليس بالإمكان أفضل مما كان "؟ أم أن المتحاروين يعدون للشعب العراقي طبخة ،تكون على حساب نضالاته التي روتها دماء شهدائه !وهل سيتآمرون على وحدتنا ؟ هل سيقسموننا الى امارات وطوائف ؟و هل ستكون اصطفافاتهم واتفاقاتهم على حساب حريتنا وتعدديتنا؟على القائمين بتشكيل الحكومة أن يصارحونا قبل أن يذهبوا الى البرلمان المنتخب ، وعلى الشعب العراقي ان يكون حذرا من اتفاقات غير مبدأية....



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراة الراقية ..وغد أفضل
- هل سيحكم الجعفري باسم الطائفة أم باسم العراق؟
- الكورد والفدرالية..والخطاب السياسي
- هل حدت الإنتخابات من الإرهاب المنفلت
- لماذا الكيل بمكيالين
- عهر.. وعاهر
- هل يتعض التيار الديموقراطي في العراق بما حصل ؟
- الديمقراطية الى أين؟
- هل من نموذج لحكم إسلامي
- ...8 شباط الأسود والذاكرة العراقية
- بعد ان كسر الشعب حاجز الخوف
- ماذا بعد أن كسر الشعب حاجز الخوف
- العرس


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - صارحونا قبل أن تذهبوا الى لبرلمان