أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - من خطاب - القسم - الى خطاب - الندم -















المزيد.....

من خطاب - القسم - الى خطاب - الندم -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من خطاب " القسم " الى خطاب " الندم "
محبو اعمال الفنان الكوميدي – دريد لحام – الذين تابعوا خطاب السيد بشار الاسد " رئيس " الجمهورية عادت بهم الذاكرة الى اعوام خلت عندما شاهدوا ذلك العمل الفني الرائع الذي توزع بين الدراما والنقد والفكاهة المتمثل في فلم " الحدود " وبطليه " غوار الطوشي وغربة " والذي دار حول ماساتهما في الاقامة الاجبارية على الحدود السورية اللبنانية لسنوات والغموض الذي اكتنف مصيرهما بين جانبي الحدود الدولية والسؤال المحير الذي لم يلق الجواب ابدا حول انتمائهما الى احد الجانبين ولذلك ظلوا – بين بين – تماما كما هو مآل الجيش السوري المتواجد في لبنان في حال الانسحاب من بيروت والمناطق الاخرى على طريقة " رئيسنا الوراثي " كما افصح عنها في خطابه الاخير " بمجلس الشعب " بدمشق في الانتقال بالمرحلة الاولى الى سهل البقاع وفي المرحلة الثانية الى " الحدود " اللبنانية – السورية او موطن – غوار - المفترض ؟ ! .
لابناء سورية حكاية مملة وخائبة مع " خطابات الرئيس " تبدا – بام الخطابات – واعني – خطاب القسم –بعد ان ورث الحكم من سلفه عبر العملية الالتفافية المعروفة على الدستور حيث التزم فيه امام الملاء باجراء الاصلاحات السياسية وتحقيق التغيير وتطبيق الديموقراطية وازالة الاحكام العرفية والغاء قانون الطوارىء واجراء الانتخابات النزيهة والانفتاح على الشعب ولكن وبعد انتظار طويل تعدى الاربعة اعوام فان الشعب السوري ما زال يعاني من انعدام الحريات ويكتوي بقوانين الطوارىء ويتعرض للانتهاكات في مجال الحقوق والاعتقالات الكيفية وتجاوزات الاجهزة الامنية التي تزداد يوما بعد يوم وتتوسع صلاحياتها المنافية حتى للقوانين السورية . با الاضافة الى انزلاق المركز الرئاسي شيئا فشيئا نحو المواقع الفردية الدكتاتورية والامساك بجميع الخيوط العسكرية والامنية والادارية وبمختلف مصادر القرار اعتمادا على دوائر ضيقة من افراد العائلة والعشيرة والموالين المنتفعين تماما كما كان يفعلها الرئيس العراقي المخلوع .
انتج خطاب القسم الذي اطلق عليه البعض – ام الربيعين – كلا من : ربيع دمشق القصير العمر الذي اصبح شتاء قاسيا بسجن كوكبة من وطنيي سورية وعلى راسها : رياض سيف وعارف دليلة عقابا لهما وترهيبا لغيرهما وايذانا للجميع بان خطاب القسم لم يكن الا زوبعة اعلامية وتضليلا لكسب الوقت والمزيد من التسلط . اما الثاني فكان ربيع القامشلي الدامي باشلاء الضحايا الكرد بسبب الفتنة العنصرية المخططة من جانب اوساط النظام لحاجة تخدم ديمومته وتسلطه بضرب اطياف وفئات الشعب ببعضها الا ان " الهبّة " الشعبية الكردية السلمية قطعت الطريق على المخطط – المؤامرة عندما التزمت الشعارات الوطنية الديموقراطية والموقف الدفاعي عبر المظاهرات والاعتصامات ليس في المناطق الكردية فحسب بل في المدن السورية الكبرى مثل دمشق وحلب وحماة وكذلك في الخارج .
تزامن الخطاب الاخير مع ربيع بيروتي من نوع جديد , من جهة مخضب بالدماء ومن جهة اخرى يبشر بفصل واعد بالبراعم وامال عظيمة باستمرارية انتفاضة الاستقلال والتحرك الشعبي الشامل على درب الحرية والسيادة في ظل شعارات وطنية صادقة وسليمة مثل اجراء التحقيق الدولي للكشف عن قتلة رئيس الحكومة الاسبق الشهيد رفيق الحريري ومن سبقه من الضحايا وعلى راسهم الشهيد الكبير الزعيم كمال جنبلاط ورفاقه وعن منفذي محاولة اغتيال النائب والقائد السياسي المعروف – مروان حمادة - والحد من وصاية النظام السوري وسحب جيشه ومخابراته واجراء انتخابات نزيهة في لبنان . وللمرة الاولى منذ عقود تحظى الارادة الشعبية اللبنانية واهداف الاغلبية الساحقة بهذا القدر الكبير من الدعم والتاييد الدوليين والمباركة من ابناء سورية ونخبها السياسية والثقافية وذلك الاهتمام من هيئة الامم المتحدة والراي العام العالمي .
الشعب اللبناني معروف بتاريخه العريق وجذوره الحضارية ولذلك نراه اليوم وفي هذه اللحظات الحاسمة ينجب معارضة وطنية مجربة وقيادة جماعية متماسكة وموحدة حول برنامج مشترك في طريق التبلور والوضوح استطاعت ورغم هول المفاجاة وسرعة الحدث ان تعبر بقدر كبير عن ارادة الشعب بكل طوائفه وتياراته السياسية وان تمزج بين عوامل الداخل والخارج لمصلحة الاهداف المشتركة , ولذلك تستحوذ يوما بعد يوم احترام ودعم الاصدقاء في العالم الى جانب ازدياد الالتفاف الشعبي في الداخل .
من حق الاصدقاء اللبنانيين علينا ان نصارحهم بقول الحقيقة وهي ان لا يرتهنوا الى اقوال ووعود رؤوس النظام في بلادنا وان يحذروا غدر اجهزتهم القمعية التي لن تتخلى بسهولة عن مصالحها الكامنة في نهب خيرات لبنان منذ اكثر من عقدين وان يستثمروا قدر الامكان الدعم الدولي والاقليمي , ومن واجبنا ايضا الاستفادة من تجربة الاصدقاء في بيروت والمناطق الاخرى في تحركاتهم الحضارية الرائعة ومساندة " انتفاضة الاستقلال " بالاشكال المتوفرة ومن ضمنها تنظيم المظاهرات السلمية داخل سورية تاييدا للمعارضة اللبنانية واهدافها المشروعة التي تتماثل واهداف الشعب السوري في الحرية والديموقراطية وحكم القانون وازاحة اجهزة الامن والمخابرات واجراء الانتخابات النزيهة وعدم التدخل في شؤون الاخرين ونزع السلاح عن القوى غير النظامية والميليشيات والمجموعات الارهابية واتخاذ الموقف الواقعي السليم البعيد عن المزايدات اللفظية حول القضيا العربية والاقليمية والدولية وبا الاخير محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق ابناء الشعبين منذ ثلاثين عاما وحتى الان .
الاعتصامات والتظاهرات السلمية بشكلها المنظم وشعاراتها وخطابها السياسي الواضح والشفاف والتي يتصدرها كل الطيف اللبناني الجميل ومختلف طبقاته وقواه السياسية ونخبه الثقافية والتي تجول ليل نهار بين ضريح – رفيق الحريري – وساحة الشهداء هي التي صفعت على وجه النظام السوري واربكت حساباته وارعبت اجهزته المخابراتية وعملائها ودفعت به الى التراجع والاذعان للارادة الدولية التي تلتقي مع رغبة شعب لبنان في اللحظة الراهنة , وهنا تكمن الاهمية البالغة لمبدا الاستمرارية في التحرك الشعبي حتى تحقيق جميع مطالب اللبنانيين دون نقصان خاصة وان امام المعارضة اللبنانية واجب انجاز المزيد من المهام اللاحقة التي تعقب رحيل القوات السورية ومخابراتها والمتعلقة بالشان الداخلي والانتخابات ونزع سلاح الميليشيات – حزب الله – وانجاز السلم الاهلي وتطبيق كافة بنود القرار الدولي – 1559 – على ضوء عملية تدويل المسالة اللبنانية بعد فشل الحل العربي الذي اختبا النظام السوري تحت عباءته ردحا من الزمن , تلك المهام التي لا يمكن فصلها عن التطورات الاقليمية في العراق وفلسطين ومصير نظامي سورية وايران وقضايا السلام والتغيير الديموقراطي في الشرق الاوسط الكبير .
ان الحرب السياسية الراهنة التي يدور جزء منها في تلك البقعة الصغيرة مابين الساحتين في بيروت في مواجهة نظام مستبد لا يحمل الا تراث قهر الشعوب وقمع المناضلين تحمل دلالات كبيرة وتتميز باهمية بالغة لانها بايجاز المعركة الفاصلة الاخيرة بين نمطين ومشروعين وبرنامجين : بين النهج الديموقراطي التعددي من جهة والسلطة الدكتاتورية الشمولية من الجهة الاخرى , واذا كان يوم التاسع من نيسان – البغدادي – وفي ساحة الفردوس قد حسم الفصل الاول من المشهد فان ساحتي الشهداء والمرجة بانتظار الفصل الاخير و- ان غدا لناظره قريب - .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عام من - الهبّة - الكردية السورية
- العراق ولبنان ...اختبار الصدقية الدولية في القرن الجديد
- بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهاب ...
- رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية يزور فلسطين
- نداء عاجل الى مروان عثمان رسالتك وصلت ... وصحتك بالدنيا
- محاولة في اعادة تعريف اسس العلاقة الكردية - العربية
- يا كرد العراق حذار من التصويت بلغتكم في سورية
- العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي
- نحو عام مشرق جديد
- وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية
- رسالة تحية وتقدير الى الهيئة المؤسسة - للتجمع العربي لمناصرة ...
- جمعية الصداقة الكردية - العربية تعقد اجتماعها العام
- -النور جفيك - يحاضر في رابطة كاوا حول العلاقات بين تركيا وال ...
- - المؤتمر القومي - الاسلامي - بين الشوفينية الشمولية ومناصرة ...
- اللائحة الكردستانية الموحدة خطوة في الاتجاه الصحيح
- وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ
- - عروبة العراق - = - تركية الاسكندرون - و - فارسية الاهواز - ...
- التاسيس لديموقراطية - الاغلبية - في النظام الاقليمي الجديد
- رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي
- لا مستقبل - للخط الثالث - في بلادنا 2


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - من خطاب - القسم - الى خطاب - الندم -