أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - وقف التموين.. باطل














المزيد.....

وقف التموين.. باطل


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 00:04
المحور: المجتمع المدني
    


(..وهنا تبدأ المزيدات، بل مسلسل المزايدات، فالحكومة تريد فرش سجادة الركوع للبنك والصندوق الدوليين، لانها اليوم تشيع تكويم المديونية وغدا تلغي البطاقة التموينية ثم تخصخص الماء والهواء والنار والتراب حسب الوصفة الدولية.)
هذا ما نشرته جريدتنا "التيار الديمقراطي" في عددها 23 ليوم الاحد 14/10/2012 وضمن زاوية (مسك الكلام)، أي قبل ثلاثة أسابيع من القرار المجحف بالغاء البطاقة التموينية، القرار الذي صعق الاوساط الشعبية، وأغضب الفعاليات السياسية والاجتماعية المؤثرة، وانتفضت عليه المراجع الدينية، لانه يتعكز على حجج واهية لا تستر عورة الحكومة التي تدعي أن المواطن سيكون أول المستفيدين! من خلال تعويض تافه (500 دينار يوميا) بما لا يكفي تلميذ الابتدائية كي يشتري (لفة) من حانوت المدرسة، وللامعان في اهانة الناس طمأنتهم الحكومة بأن قرار إلغاء البطاقة التموينية يحقق مصلحة المواطن بالدرجة الأساس!!
وهذا كلام يثير الاستغراب والتعجب ويستحق الرفض، فحتى لجنة الاقتصاد والاستثمار بمجلس النواب أعربت عن استغرابها لالغاء البطاقة التموينية في مثل هذه الظروف المتمثلة بعدم وجود قوانين تحد من استغلال التجار للسوق المحلية مع اضطراب اغلب دول المنطقة سياسيا واقتصاديا بما يجعل المواطن ضحية للجشع، وليس لمصلحة المواطن كما تدعي الحكومة المتخبطة.
أما أهل الخبرة فقد وصفوا القرار بـ "غير المدروس"، وانه يعبر عن فشل سياسات التنمية، وتوقعوا أن يؤدي إلى "تضخم، وزيادة في الكتلة النقدية".
وطبعا ستضحك الحكومة علينا بعد حين وستخرج من كيسها مئات الاعذار لتلغي التعويض التافه أيضا وللسبب اياه أي مصلحة المواطن بالدرجة الاساس، وليس قولنا هذا يأتي رجما بالغيب بل ما كشف عنه ثامر الغضبان كبير مستشاري رئيس الوزراء بنص قوله أن "الحكومة تهدف من وراء القرار إلى التدرج، لكي تنسحب لاحقا من هذا الملف".
لقد صار هذا الملف كرة نجسة ـ حسب التصريح ـ ولذا تحاول الحكومة ناصعة البياض أن لا تلوّث ثوبها بهذه اللطخة المشبوهة، وكأن آلاف الناس ما خرجوا ولا هتفوا ولا طالبوا بالبقاء على البطاقة التموينية وزيادة مفرداتها وتحسينها أيام الاحتجاجات المباركة في 25 شباط 2011 وما تلاه، وقد تكون الحكومة قد فعلت فعلتها هذه لتعاقب الناس لانها طالبت، في محاولة لتدجين الصوت ورفع الدعم وترضية البنك والصندوق الدوليين.
ان الضرر كبير على الناس من هذا القرار الناقم، فالبطاقة على شحتها ورداءتها واستيرادها من أسوء المناشئ كانت هي المعين لملايين المواطنين، فليس العراق كله منطقة خضراء ياحكومتنا الحكيمة التي لا تعرف كيف تعيش الناس، مثلا، في العشوائيات والحواسم، وفي مناطق الحسينية والمعامل والذهب الابيض ببغداد، ومناطق التأميم والجبهة بالرمادي، والكزيزة وشط الترك واطراف القبلة بالبصرة، ومناطق العرضات ونهاوند وحي المحمودية بالعمارة، وحي الكاطون وجرف الملح ببعقوبة، وحي الجهاد (زويريجات) وحي شهداء الداموك بالكوت، وحي العسكري وحي الولاء بكربلاء، وحي الممدودة وحي العروبة بكركوك، وحي الشهداء ودور السكك (270 دار) بالسماوة، وحي المهجرين وحي الطين بتكريت، وحي الوحدة وحي رمضان بالديوانية، وحي الجامعين وحي البلاش بالحلة، وحي صدام (سابقا) الزهراء (حاليا) وحي رجم حديد بالموصل، وحي الرحمة وتجاوزات شارع المعمل بالنجف، وحي المعدان وحي التنك وحي الجنود وجرف التعبان وجرف الزبالة في كل مدينة، فهل تعرف حكومتنا الجواب، ويقيني أنها لا تعرف حتى أسماء هذه المناطق أو أين تقع، فكيف تفكر بهم؟ ثم هل تعلم حكومتنا الرشيدة أن أعداد الارامل في العراق هي بالملايين وان أعداد اليتامى بالملايين وأعداد العاطلين بالملايين وأعداد العوائل الفقيرة (وليس الافراد الفقراء) بالملايين أيضا.
المطلوب عدم السكوت على الغاء البطاقة التموينية، حتى تعرف الحكومة أن حقوق الناس خط أحمر لا يمكن عبوره، وكي تتراجع عن قرارها الخاطئ والظالم والذي فندته استبيانات وزارة تخطيطها بنتيجتها أن الناس تريد وباصرار الابقاء على سلتها التموينية، فالناس تشوّر لدرجة أن الحكومة انثولت فما عادت تفرق بين القرارات التي تنفعها والتي تضرها وهي أمام مستحقات انتخابية.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاس الاغلبية وحمّام الحكومة
- الجواهري عام 2012
- في انتظار غودو
- بُنى فوق .. بُنى تحت
- حكومة الشراكة الانقلابية
- اللاعب الثاني عشر
- مديرية الاستخبارات في السويد
- فقط حاسة الشمّ تشتغل عند الحكومة
- بغداد والشعراء والنوادي
- على رأي الحكومة: لسنا باكستان
- الاصلاح باطل
- ضد الاسلام والديمقراطية والدستور والقضاء
- .. ودمع لا يكفكف يادمشق
- ليلنا ورد وغول
- ملتقى قصيدة النثر في البصرة
- قبر الجواهري لا يقل إدانة عن المقابر الجماعية لنظام صدام
- علمني الحزب الشيوعي أن أقدم رغيفي الشعري ساخنا
- العراق والعرب في ساحة الادب
- .. وهذي الشهادةُ على أنّك -كاملُ-
- بعد ألفين !!


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - وقف التموين.. باطل