أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - سعد الله خليل - الرعيان يحتقرون المرأة، ويسفحون الملايين تحت قدميها














المزيد.....


الرعيان يحتقرون المرأة، ويسفحون الملايين تحت قدميها


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:53
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


أطلق عليها الرعيان اسم حواء، واضطهدوها، واحتقروها، واتهموها بخداع آدم - الرجل وإغوائه، وإخراجه من جنة النعيم (الذي كان سبب المعرفة، ووجود الجنس البشري)، وحملوها وزر الخطيئة البشرية الأبدية، واعتبروها مفتاح الشر والفساد، ومثيرة الفتن، فوأدوها، وحكموا على جنسها بالألم الأبدي، والتعب والعذاب، والاشتياق الدائم للرجل الذي جعلوه يسودها، ويسيطر عليها، ولم يكتفوا بذلك، بل استهانة بها واحتقارا لها، جعلوها مخلوقة من أضعف أضلاع الرجل، وأكثرها اعوجاجا، بالرغم من أنهم يعلمون أن رجلهم هذا، بل البشرية بكاملها، بما فيهم أنبيائها ورسلها وعظمائها وعلمائها وقادتها، قد تكوّنوا واكتملوا نموا في رحمها الصغير، ومنه ولدوا وخرجوا إلى النور والحياة.
وقبل أن يضطهدها الرعيان، ويطلقون عليها اسم حواء، كان اسمها: الأم الكبرى، وإنانا، وعشتار، وإيزيس أو الأم الإلهية، وفينوس، و ستناي*، و(اللات والعزى ومناة، أعلى آلهة العرب شأنا، وكان أسمهن يذكر عند الطواف حول الكعبة) وكانت تدعى سيدة الحكمة، وسيدة النواميس الإلهية التي هي أساس الحضارة وعماد العمران، وكانت نور العالم، ونور السماء، ونجمة الصباح التي بظهورها تسطع الأنوار وتتجدد الحياة، وبغيابها تغيب وتنطفئ ويسود الظلام، كما كانت آلهة الخصب وسيدته، لأنها أول من بذر حبة القمح في التراب، بفضلها تفيض الغلال، وهي أول من جاءت بشعلة النار الأولى إلى الأرض، بعد أن سرقتها من القمر، وهي أيضا سيدة الفطنة والذكاء والولادة، وآلهة الحب والجمال، وحامية الشباب الغض، إن عاشرها الوضيع صار ملكا، **
لم يضطهد أحد المرأة كما اضطهدها الرعيان، ولم يسلبها أحد حقوقها كما سلبها الرعيان، ولم يحتقرها أحد كما احتقرها الرعيان. ولم يسفح أحد الملايين تحت أقدامها مقابل ساعة واحدة في أحضانها كما سفحها الرعيان. ولم يبق أحد في الكون يعادي المرأة سوى الرعيان! ولم يحافظ أحد على تخلفه وجهله وأمراضه وغطيطه وعناده سوى الرعيان.
في كل بقاع الأرض تُنتخب المرأة وتنتخب، إلا لدى الرعيان، فإنها تُهمّش وتُضطهد، تضطهد باسم الدين، تُضطهد باسم الشرف، تُضطهد باسم العادات والتقاليد، تُضطهد بحجة الأمومة، تُضطهد بسبب العادة الشهرية التي لولاها لما استمر الجنس البشري، وانقرض، تُضطهد بادعاء صونها والمحافظة عليها، تضطهد في استقبالها كمولودة، وفي تربيتها، وتعليمها، وتزويجها، وفي المناهج التربوية، وهي في نظر هؤلاء الرعيان، سبب الفتن، وسبب الفقر والمرض، وسبب الجوع، وسبب الطلاق، وسبب الهلاك، وسبب الكبت والإرهاب والزواج بأربع، وسبب كل ما يحل بهم من مصائب ونوائب وبلاء، وربما كانت سبب القحط والجفاف، وسبب الفيضانات والزلازل والبراكين.
يتألف المجتمع، أي مجتمع، مناصفة من رجل وامرأة، بمعنى أنه يسير على قدمين اثنين إن صح التعبير، والمجتمع الذي يهمش نسائه، وينظر إليهن كإماء وعبيد، أو ناقصات عقل، ويحرمهن من المشاركة في تقرير مصيرهن ومصير أبنائهن، هو مجتمع عاجز أعرج يسير على قدم واحدة، لا يستطيع مماشاة العالم، وغير قادر على التطور والنمو.
ولا يمكن لأي دولة أو مجتمع أن يدعي أنه متحضر، أو ديمقراطي، ويؤمن بالعدل والمساواة، ما لم ينل كل أبنائه، نساء ورجالا حقوقهم على قدم المساواة دون أي تمييز، ويتمثلون في كل مناحي الحياة وعلى رأسها التشريعية والسياسية.
* ستناي: أهم شخصيات أساطير النارتيين (الشراكسة) وهي بشر كامل وليست إلها أو من أنصاف الآلهة.
** أساطير آرام – الدكتور وديع بشور / لغز عشتار – فراس السواح / الميثولوجيا – اديث هاملتون



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماكينة الإخوانية
- قانون الأحزاب السورية، وما تسرب منه
- التعصب الديني في البلدان العربية
- جماعات حقوق الإنسان
- حقوق الإنسان...جعلوها مركوبا – نماذج
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 2
- أبو زيد الهلالي بين التزويق والتلفيق والتجهيل
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 1
- مسيحيو العراق بين القتل والتهجير
- استثمروا في صناعة الإرهاب
- استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة
- النقاب والحجاب والعورة والإرهاب
- من ينقذ الإسلام والمسلمين؟
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه
- نعم للأسرى، لا للفساد
- أيضا وأيضا مناهج التعليم
- هل المسيحية ديانة غربية؟ من صادرها؟ ومن اضطهدها ونفاها؟


المزيد.....




- أول تعليق رسمي جزائري على سقوط الأسد والموقف من الاعتراف بال ...
- كييف تحث دمشق على طرد القوات الروسية، واشتباكات بين -قسد- وف ...
- العذابات تكمن في التفاصيل.. شهادات مرضى مستشفى كمال عدوان عم ...
- عرَاب كامب ديفيد ووصمة إيران.. إرث كارتر في الشرق الأوسط
- تونس.. تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات وإلقاء القبض على 3 ...
- العراق.. تنفيذ عملية نوعية ضد -داعش- بين صلاح الدين وكركوك و ...
- السعودية.. ضبط شبكتين لتجارة المخدرات فيهما مسؤولون من جهات ...
- ماسك يصف زيلينسكي بأنه -أكبر محترف نهب وسلب- للولايات المتحد ...
- مزاعم تفيد باتصالات أردوغان مع تل أبيب حول هجمات إسرائيل على ...
- عائلة أقدم سجين سياسي في العالم تكشف عن ضغوطات أمريكية على ف ...


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - سعد الله خليل - الرعيان يحتقرون المرأة، ويسفحون الملايين تحت قدميها