|
تونس : كفاح الشعب و الصراع بين الكتل الرجعية .
حزب الكادحين في تونس
الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 16:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
احتدّ الصراع في الآونة الأخيرة بين الأطراف الرجعية في تونس ووصل حد المواجهات مثلما حدث مؤخّرا في تطاوين جنوبا وأخيرا في دوار هيشر بولاية منوبة شمالا مرورا بالاشتباكات التي حدثت بين الجيش ومجموعات من المسلحين منذ شهر بجهتى سيدي بوزيد وقفصة إضافة الى مناوشات بين الحين و الآخر بين مجموعات سياسية رجعية أثناء اجتماعات او تظاهرات ويعد هذا الصراع بين تلك الأطراف وعلى أهميّته مظهرا من مظاهر التناقض ضمن خندق الأعداء ولكنه يُروّج له اليوم على أساس انه التناقض القائم دون غيره في البلاد وانه يجرى لصالح الشعب و دفاعا عن الوطن بهدف طمس وتغييب التناقض العدائي الأساسي بين جماهير الشعب الثورية واعدائها الوطنيّين والطبقيّين . و الملاحظ أن الأطراف الرجعية في تونس اليوم تتشكل رئيسيا من كتلتين أساسيّتين : الكتلة الأولى تمثّلها الرجعية الدينية حاضنة المشروع الظلامي المعبرة عن العلاقات الإقطاعية بتياراتها المختلفة وهي الكتلة الأشدّ تخلّفا وهمجية وهي الآن صاحبة السيطرة السياسية . الكتلة الثانية ، تمثّلها الرجعية الليبرالية وهي تعبر سياسيا عن البرجوازيتين الكمبرادورية والبيروقراطية والتي تشعر بالغبن بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 نتيجة دحر الكتلة الأولى لها وبسط هيمنتها على مواقع سياسية و اقتصادية و إدارية و أمنية كانت ترى أنها من نصيبها دون سواها. إذا كانت الرجعية الدينية ممثلة بحزب حركة النهضة هي الماسكة بالسلطة السياسية بالاتكاء على بعض أتباعها في الداخل و على الرجعية الإقليمية وبعض الدوائر الامبريالية في الخارج فهي ولتوطيد سلطتها تسعى الى المحافظة على علاقات الإنتاج المتخلفة وتوسيع مجالاتها وتشجيع الثقافة والفكر والمؤسّسات المتماهية معها والحاضنة لها ولذلك فهي تريد الإبقاء على حالة الاضطراب والتبعثر لبعض الوقت حتى يسهل عليها استغلال عامل الزمن لترسيخ سلطتها او ما تسميه التمكين لاسلمة الدولة و المجتمع و بالتالى استعادة " أمجاد " نمط من الحياة السياسية و الاجتماعية ترى ان الرجعية الليبرالية قد فككته و من هنا الحديث عن الخلافة السادسة والاخذ بالاقتصاد الاسلامى و التعليم الزيتونى الخ .... و السيطرة على الفضاء العام من خلال الجمعيات الخيرية و ما شابهها . بهذه الطريقة تتمكن هذه الرجعية من رسم سياستها وبدائلها على حساب الشعب ومن جهة اخرى تستفرد بالسيادة على حساب الشرائح والطبقات الرجعية الاخرى غير أن هذا التمشي لم يوفر لها النتائج التى تريدها فانتفاضة الكادحين المستمرة تربك حساباتها، والرجعية الليبرالية مستنفرة لشعورها باستبعادها من السلطة . وتدعم هذين الطرفين المتناحرين اطراف اقليمية وعالمية تعيش هي ايضا صراعا من أجل بسط النفوذ والهيمنة وتوسيعهما ولذلك تنشأ الخصومات والمعارك الضارية احيانا بين هؤلاء الرجعيين . ان الصراع القائم بين السلطة مجسّدة في حركة النهضة و السلفيين ليس مسرحية مثلما يذهب الى بال البعض وإنما هو صراع بين أطراف لها خطط متباينة حول كيفية مواجهة الشعب المنتفض ولا يخلو من تناقض في المصالح ونمط الحكم والثقافة وطبيعة المجتمع الذي يجب ان تكون عليه لاحقا اضافة الى طبيعة ارتباطات كل طرف بالدوائر الرجعية والاستعمارية التى تتحكم بهذه الدمى وفق استراتيجياتها العامة لذلك تستعر المواجهات بين هذين الطرفين ويحتد الصراع و قد يصل الى درجة الحسم العسكري. كذلك فإن الصراع الذي تخوضه الأطراف الليبرالية و رأس حربتها حركة نداء تونس مع السلطة الدينية القائمة والتي تقدم فيه نفسها باعتبارها مدافعا عن خيارات أكثر انفتاحا يتمثل الهدف منه هو في العودة إلى الحكم من خلال التلاعب بمصالح الجماهير خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة حيث تحاول الرجعية الليبرالية استمالة قطاعات من الشعب إلى جانبها بترويج الوعود الكاذبة و هي التي اكتوى الكادحون بنار قمعها و استغلالها طيلة ما يزيد عن نصف قرن . ومهما احتدت وتيرة المعارك بين أجنحة الرجعية فإنها تظل تدور في فلك التناقضات في صلب أعداء الشعب وقد تصل إلى حدّ التقاتل الدموي كما ذكرنا من أجل من تكون له الغلبة كما يمكن ان تحل من خلال التوافق على اقتسام الحكم برعاية الامبريالية ، لذلك فعلى الشعب ان يحذر من ان يزج به فى معارك ليس له فيها ناقة أو جمل و ان يحزم أمره بنفسه معوّلا على قواه الذاتية وطاقاته الثورية مستفيدا من حالة الإرباك والتصدّع التي عليها أعداؤه فكّلما اشتدّ ت ضربات الجماهير ضد مستغليه و كانت مؤلمة أ كثر كلّما تهافتت قوتهم ودبّ فيهم الضعف والوهن و قربت ساعة النصر لبناء تونس الديمقراطية الجديدة التي تكون فيها الحرية للوطن والثروة للمنتجين و الحكم للشعب .
#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة .
-
الكادحون في أرياف تونس
-
بيان توضيحى
-
حرية الإعلام من حرية الشعب
-
حول تأسيس الجبهة الشعبية في تونس
-
مقتل السفير الامريكى في ليبيا
-
بعد عشرين شهرا من الانتفاض
-
افتتاحية جريدة طريق الثورة الناطقة باسم حزب الكادحين في تونس
...
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|