جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 22:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قال تعالى في كتابه العزيز (ان مع التستر كشف و ان مع التستر كشف)
كتب الكثير عن ملابس المرأة المسلمة و النقاب و لكننا لا نسمع كثيرا عن ملابس الرجل الشرقي خاصة المسلم. كانت ميزات الملابس التقليدية عادة اللباس الطويل الذي يكسي البدن كاملا اضافة الى غطاء للرأس لتنسجم مع البيئة الشرقية الحارة و القيم الاخلاقية. انتشرت التقاليد الغربية مع بداية القرن التاسع عشر في المدن الشرقية و بين ما يسمى بالطبقة المثقفة و ولد عصر الرجال الافندية بسبب زيادة تأثير اوربا السياسية و الاقتصادية بعد ثورتها الصناعية و صناعة الاقمشة في المصانع.
كلمة الافندي التي لها مكانة خاصة في المجتمع المصري بفضل الامبراطورية العثمانية و انتشار الكلمة بصورة واسعة في التركية هي تحريف من اليونانية اما من اليونانية الحديثة aphentes او اليونانية القديمة authentēs αφέντης اي سيد ذو صلاحيات مطلقة او نافذ العمل.
دخلت ثقافة الافندية الى جميع اللغات الشرقية كالعربية و الفارسية و الكردية (افندي) و الاردو (آفندی) كلقب شرف و نبل. تطور معنى الكلمة لتشير الى موظفي الحكومة و الطبقة المثقفة ذات تسريحة شعرمعينة بعد كشف الرأس. تعني كلمة (افندم) في الحقيقة (سيدي) تستعمل من قبل الخادم عند مخاطبة السيد. انتشرت الكلمة بشكل واسع في جميع بلدان الشرق الاوسط و افريقيا حيث انتقلت الى افريقيا الشرقية في جيوش بلدان مثل كينيا و تنزانيا لتستعمل كلقب عسكري و كاسم في اندونيزيا و ماليزيا و وصلت الى باكستان و الهند و الصين و في لبنان كلقب لبعض العوائل.
جاء مع البدلة رباط العنق كرمز غربي رفض من قبل ملالي طهران و استبدل بدبوس و لا يزال يقوم المسلم عندما يريد اضافة صفة دينية على نفسه بلبس غطاء ابيض مدور على الرأس مع اطلاق اللحية رغم ان الملابس التقليدية في طريقها الى الاختفاء بسبب طغيان الطبقة المثقفة. يمكن اعتبار الملابس الغربية اليوم باروميتر لضعف تاثير الاسلام. سوف نشهد عن قريب بسبب العولمة و الفضائيات و الانتريت زيادة اخرى في الملابس الغربية و اختفاء الملابس التقليدية و معها التقاليد الدينية فمثلا يزيد عدد رجال الافندية على موقع الحوار المتمدن بكثير عدد رجال الملابس التقليدية.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟