|
-الله محيي الجيش الحر!- و-!yaşasin Davutoglu-
لقمان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 20:23
المحور:
القضية الكردية
اتضحت حقيقة الصورة، واكتملت معالم اللوحة في التهجم السياسي المتزامن مع الهجمات العسكرية على حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ووحدات حماية الشعب YPG في صورة جلوس أعضاء من المجلس الوطني الكردي مع وزير الخارجية التركي أحمد داوودأوغلو في العاصمة القطرية الدوحة. هذا الهجوم السياسي والالكتروني و العسكري الممنهج من قِبل المجلس الوطني الكردي وبعض الأقلام المليئة بحبر الحقد وبعض الفصائل الجهادية والمرتزقة الكرد باسم الجيش الحر ليس تصادفاً ولا وليد اللحظة بقدر ماهو مخطط ومبرمج . اتفاقية هولير... بعد أن تمّ التوقيع على اتفاقية بين المجلسين الكرديين ( مجلس الشعب في غربي كردستان والمجلس الوطني الكردي ) في هولير عاصمة اقليم كردستان برعاية رئاسة الاقليم السيد مسعود البارزاني وبموافقة ومباركة حزب العمال الكردستاني، والتي كانت خطوة تاريخية على طريق التحرر للشعب الكردي في غربي كردستان، استبشر شعبنا خيراً من هذه الخطوة وعبّر عن فرحه هذا بخروجه بمئات الآلاف إلى الشوارع في جميع أرجاء غربي كردستان تحت شعار " الهيئة الكردية العليا تمثلني " والتي انبثقت عن اتفاقية هولير. وبالتالي توحيد الكلمة والموقف الكرديين في المحافل الاقليمية والدولية في ما يتعلق بالثورة السورية ومستقبل الشعب الكردي في هذا الجزء من كردستان. لكن هذا لم يرق لأعداء حقوق الشعب الكردي من الدول الاقليمية على رأسهم تركيا دولةً وحكومةً اللتان صرّحتا علانيةً برفضهم لهكذا اتفاق واعتبرته تجاوزاً "للخطوط الحمراء " وبعض قوى المعارضة السورية وحتى بعض الأحزاب والقوى الكردية و " المثقفين الكرد " التي تدور في فلك المجلس الوطني السوري ومايقف خلفه من القوى الاقليمية وبدؤوا بالهجوم في آنٍ واحد على هذه الاتفاقية. لكن التجاوز الحقيقي لهذه الاتفاقية أتى من راعيها...! بدء الشرخ الأساسي في هذه الاتفاقية من خلال تصريحات قادة بعض الأحزاب الكردية المنضوية تحت سقف المجلس الوطني الكردي للصحافة التركية( طبعاً قال البعض بأنه تمّ تحريف أقوالهم) والذي تتوّج بلقاء قادة أحزاب هذا المجلس بوزير خارجية الدولة التركية داوودأوغلو برعاية راعي اتفاقية هولير وعلى أراضيه!!! حيث يعتبر هذا اللقاء الخرق الأساسي لبنود هذه الاتفاقية والاعتداء عليها من قبل راعيها السيد مسعود البارزاني بتوافق مع قيادي المجلس الكردي. إذاً لماذا تمّ هذا الاتفاق أ للتعدي عليها أم أنه هناك ماكان يدار من خلف الكواليس؟! حسب اعتقادي كان الهدف من هذه الاتفاقية هو تقوية موقف المجلس الوطني الكردي بمباركة رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني في الحوار مع قوى المعارضة السورية و الدولة التركية، وذلك من خلال استخدام ورقة حزب الاتحاد الديمقراطي وبما يمثله من قوة شعبية سياسياً وعسكرياً، كورقة ضغط. أي بمعناً آخر أراد المجلس الكردي ارسال رسالة مفادها " إذا لم آخذ كرسياً لي بين كراسي المعارضة سوف أسير مع حزب الاتحاد الديمقراطي " . وعندما تمت الاستجابة لرسالته ، بدء المجلس الكردي بشن حملة هجومية اعلامية تشهيرية على حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية ليس سياسياً فقط بل عسكرياً أيضاً من خلال بعض المرتزقة الكرد المسلحين والذين ينتمون لحزب عشيرة آزادي و الجهاديين، وهذا ماظهر واضحاً في قتل الشعب الكردي في مجزرة الأشرفية و أسر البعض الآخر المدني والهجوم على قرى عفرين ، وذلك في الموقف الصامت والمتواطئ للمجلس الكردي الذي انتفض لعلم الاستقلال في كوباني وهم يصرخون بشكلٍ هستيري " الله محيي الجيش الحر" بالرغم من تصريح YPG بأنهم لايصوبون التصرف الذي حصل من قِبل بعض أفراد قواتها بشكلٍ فردي. هذا المجلس الذي اعتدى على اتفاقية هولير يطالب في بياناته احترام بنود هذه الاتفاقية التي تعرّضت للاغتصاب من قِبل احزاب المجلس وهم في ضيافة داوودأوغلو وهم يرددون شعار " YAşASIN DAVUTOGLU!" . وقد شارك المجلس الكردي بعض الأقلام المشبعة بحبر الحقد والعداء لكل ماهو له علاقة بالحزب الاتحاد الديمقراطي، حتى الذين قتلوا في الأشرفية على أيدي النظام البعثي القاتل وعناصر جهادية ، لم يتم انصافهم من قبل هذا الكورس الحاقد الذين تخبؤوا خلف خطأ ارتكب، ليحاولوا بذلك سترة عورتهم التي اكتشف في موقفهم المتواطئ من خلال كلمات فض عتب لشهداء الأشرفية وصفحات تشهيرية للعلم والاختفاء المشبوه ل بهزاد دورسن والكذبة الملفقة في مسألة الدرباسية والذين يحاولون تبرير عمل قائد ميداني في الجيش الحر الذي رفض العلم الكردي كلياً وطلب رفع العلم السوري أو الخلافي الاسلامي، والتحريض على المواجهة العسكرية بين وحدات الحماية الشعبية ypg وبعض المجموعات الجهادية المدعومة تركياً والتي تحارب باسم الجيش السوري الحر وهذا ظهر في كتاباتهم وموقفهم من الهجوم على منطقة Serê kaniyê ( رأس العين ) . أما حزب الاتحاد الديمقراطي أو مجلس شعب غربي كردستان القوة الأساسية شعبياً سياسياً وعسكرياً، أرى أنها وقعت في خطأ فادح وذلك في موقفها المتردد من لقاء المجلس الكردي مع داوودأوغلو ولم تكن بمستوى رؤية ماالذي يدار من وراء الكواليس والاكتفاء ببعض الضمانات أو الوعود من قبل قيادات الأحزاب، ليس هذا فحسب وبدل من تطبيق بنود الاتفاقية بشكلٍ صحيح على أرض الواقع وجرّ أحزاب المجلس للواقع العملي، عمل بشكل فردي متذرعاً بأن المجلس الكردي غير قادر على تأمين أعضاء في اللجان المشتركة واستخدم لغة الشكوى فقط، هذا ماجعلهم ينخرطون في العمل ونسيان مايحاك في أروقة السياسة الدولية والاقليمية، وهذا ماجعلهم يقفون وجهاً لوجه مع بعض الشباب والتنسيقيات الفايسبوكية وحدوث مناوشات معهم ومع مشاكل حياة الشعب الكردي اليومية ، مما أوقعهم في أخطاء استغلها المتربصين وقاموا بتضخيمها. وجعلهم في موقف المدافع عن النفس، بل أحياناً وقعوا في فخ ردود أفعال طائشة كلفتهم الكثير. فمثلاً مسألة انزال العلم السوري وحتى العلم الكردي أخطاء فادحة استغلها البعض وجعل منها ذريعة للتهجم واعطى مبررات للمجلس الكردي العاطل عن العمل وبعض الأقلام الصدئة بأن تصب جام حقدها. أحياناً ردود بعض الأفعال تجاوزت الحدود وخاصة مسألة مكان وزمان استخدام السلاح من قبل بعض العناصر من وحدات الحماية الشعبية. هذه القوة التي هي درع الحماية للشعب الكردي وقوته الدفاعية وقد ظهر ذلك من خلال الانتقام للمجازر المرتكبة بحق الشعب الكردي سواءً أكانت هذا من النظام أو من المرتزقة أو من بعض المجموعات الجهادية. بلا شك عند التعامل مع مشاكل الحياة للمجتمع يتم ارتكاب أخطاء، خاصة في ظل وضعٍ متوتر سورياً وكردياً وبعضٍ متربص اقليمياً و دولياً، ولكن المهم هو كيفية تجاوزها. ولكي يتم تجاوزها يجب : - الاعتراف بالأخطاء المرتكبة من كلا الطرفين بشكلٍ واضح وخاصة من رئاسة اقليم كردستان. - عدم الانجرار إلى الأمور الثانوية ونسيان الأساسية منها ألا وهي مسألة الثورة السورية وحقوق الشعب الكردي. - ليستوعب الجميع بأن الحرية تمر عبر القوة و التي أساسها امتلاك قوة دفاعية مسلحة كردية وليس من خلال جيش اللحى و "الله محيي الجيش الحر " . والاقليم الكردستاني مثالاً على ذلك. أخيراً إذا كان فعلاً هناك بقايا من اتفاقية هولير والهيئة الكردية العليا فعلى الطرفين تطبيقها بشكلٍ موضوعي والابتعاد عن المهاترات الجانبية و الاطراف التي لاتريد الحرية للشعب الكردي. الرحمة و الخلود لكل شهداء الثورة.
#لقمان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحية إلى المجلس الوطني الكردي...!
-
كتيبة المرتزقة في الأشرفية...!
-
دروس القاهرة ونتائج هولير
-
لجان الحماية الشعبية ضمانة الغد
-
مابين النقد والحقد حقيقة
-
تركيا وPYD
-
حرب إيرانية أم اقليمية...؟
-
روح الزمن-2-
-
روح الزمن -1-
-
مؤامرةُ جراثيمٍ مندسة !!!
-
إسقاط الإصلاح...!
-
الشعب أسقط نظام الخوف
-
مؤتمر أنطاليا والعمق التركي
-
إلى البوعزيزي سورية الشهيد حمزة الخطيب
-
لوحات وطن
-
مسيرة البحث عن الحياة
-
إرهاب الخوف
-
أنتفاضة قامشلو نداءٌ للوحدة
-
دموع نوروز
-
أمبراطورية الذكور ومُستعمَرة الأنثيات
المزيد.....
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
-
مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري
...
-
جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة
...
-
الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
-
السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بجرائم -إر
...
-
ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
...
-
ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن
...
-
بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
-
رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|