أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - سوريا إلى أين؟














المزيد.....

سوريا إلى أين؟


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سيل من التحليلات والأفكار والتعليقات بعد اغتيال رفيق الحريري الذي ذاع صيته قبل اغتياله, وخاصة بعده. وقد اتجهت الاتهامات فور ذلك إلى السوريين (السلطة السورية أو بعضها) قبل بدء التحقيقات, واندلعت الثورة البرتقالية العتيدة موجهة الدرس الديمقراطي الأول نوعيا في المحيط العربي الراكد, وأطلقت الشعارات, وعلى رأسها الانسحاب السوري من لبنان. فهل كان ذلك مجرد مؤامرة, أم صدفة, أم انفجار لمكبوتات طال انتظار تحريرها وإطلاقها؟.
إن الكشف عن ملابسات اغتيال الحريري ومن يقف وراءه سيكون التمني المنتظر لأجل معاقبة الجاني, كائنا من كان. ولكن ذلك لا يمنع من طرح الكثير من الأسئلة وتوجيهها إلى السلطة السورية قبل غيرها, علها تصارحنا بالقسط الذي تتحمله عما جرى في لبنان.
فلماذا انعكس الوجود السوري في لبنان, جيشا ومخابرات, أزمات في العلاقة بين الشعبين, وكان التعبير عنها بهذا الشكل السافر بعد اغتيال الحريري, ولماذا سمح لهذه الأخطاء أن تتفاقم إلى هذا الحد, إن كانت مجرد أخطاء؟
ولماذا اخترتم هذا النمط من علاقات المصلحة بين معظم أطراف السلطتين السورية واللبنانية, وغلفتموه بشعارات لا تتطابق مع الأفعال الممارسة على الأرض, ولماذا لم تحاسبوا أبوات الفساد الذين عاثوا في الوطن فسادا, لا بل أنهم تمكَّنوا في لبنان, كما في سوريا؟
ولماذا تبررون كل ما تفعلونه في لبنان وسوريا بكونه منسجما مع مقتضيات الصراع في المنطقة ومواجهة المخططات الإسرائيلية وغيرها؟ وهل يعتقد عاقل في هذا العالم أننا بهذه الأساليب والممارسات يمكننا الانتصار في أية معركة, اللهم إلا شيئا مما يشبه الانتصار, والذي سيرتد سريعا إلى متتالية من الهزائم؟
وما الذي يمكن أن تبرِّروا به استمرار مئات العمال السوريين في العمل بأكثر الأعمال خشونة وصعوبة في لبنان, وكنت أحدهم ذات يوم, والذين استمروا لأجيال في العمل هناك, بدافع الحاجة المتبادلة, دون أن تصل الأمور بينهم وبين اللبنانيين إلى الحد الذي يحمِّلهم البعض مسؤولية ما يقوم به بعض رجال سلطتكم المتنفِّذين هناك؟ ولماذا لم تؤمنوا لهؤلاء فرص العمل الكريمة في سوريا؟ أليست كرامتهم من كرامة الوطن؟.
وكيف لا تتحملون مسؤولية أن يضع السوريون ملياراتهم بالعملة الصعبة في لبنان والعالم, بينما يشكو معظم الشعب السوري الفاقة والحاجة, ويرسل شبابه وكفاءاته للعمل في أي مكان, ومنهم مئات الآلاف إلى لبنان, حيث يلتقون هناك مع رساميلهم المهربة والمغرَّبة؟.
ولماذا وضعتم "مزارع شبعا" في دائرة الطباشير, ولم تنسحبوا من لبنان منذ خروج المحتل الإسرائيلي, وتتركوا لشعبه أن يقرر إقامة علاقات المنفعة المتبادلة مع الشعب السوري, مثل أي جارين؟ ولماذا انتظرتم كل هذا الضغط العالمي والعربي واللبناني لتقرِّروا الانسحاب؟.
وأخيرا, وليس آخرا, لماذا الشعب السوري – نحن- الغائب, أو المغيب الوحيد عن مسرح الأحداث كلها, ألا يستحق التعاون معه ومكاشفته, أم أنكم تريدون مواجهة العالم بهذا الواقع الراكد المتخلف الذي تحافظون عليه, وتتأمن من خلاله مصالح القلة على حساب الشعب كله؟.
وعند السؤال الأخير سأتوقف لأقول لكم كفى! إننا نستحق أن نعيش بحرية ككل شعوب الأرض, ويكون لنا حضورنا على مسرح الأحداث, وننتخب من يمثلنا دون وصاية من الحزب الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من ضعف وفاقة. ونستحق أن نعبر عن مصالحنا المختلفة والمتكاملة بالطرق السلمية الديمقراطية والحضارية, ويكون لنا نقاباتنا غير المسيسة, والشعور بالعزة والكرامة, والتوق إلى الحرية بلا خوف. ونحن نريد أن يكون التغيير بأيدينا, قبل أن يفرض علينا بالشكل الذي يريده الآخرون. ولعلنا, إن بالغنا في الانتظار, سنختنق بتسونامي التغيير المتسارع من حولنا. فالتغيير لابد منه, والتعاون مع العالم أمر لا مفر منه.
ولا يمكن أن نبقى ضحايا غريزة التسلط التي يمارسها البعض بلا حسيب أو رقيب, لنبقى مكبلين بالخوف, مُفقَرين كمنتجين وأكفاء, غير قادرين أن نقول لا لظالم, أو فاسد, أو حارس للركود العفن من حولنا. وقد سئمنا من ضجيج شعاراتكم الخلَّبية أيما سأم, ومازلتم تتهمون أصحاب الرأي الآخر وتحكمون عليهم كمناهضين لأهداف ثورية لم يتحقق منها شيء.
لا أعرف ما الذي دعاني أن أتوجه بهذا الأسلوب إلى من لم يعتد سماع صوت غير صوته, وربما هو قولٌ يبتغي راحة الضمير, قبل هبوب العاصفة!.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحريري الذي مات
- هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين
- ثقافة الكبت والعنف
- الموالاة والكفاءة والفساد
- هل ستنمو براعم الليبرالية في سوريا؟
- إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - سوريا إلى أين؟